هايدروم العمانية توسع أعمال تطوير مشاريع الهيدروجين الأخضر

مسقط - منحت سلطنة عمان صناعة الهيدروجين الأخضر دفعة جديدة الأحد، مع توقيع اتفاقية يتم بموجبها تطوير مشاريع في هذا المضمار، في سياق خطط دعم إنتاج هذا الوقود لتحقيق الحياد الكربوني.
وأبرمت شركة هايدروم والهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة ومجموعة أكمي اتفاقيات تطوير مشروع وحق الانتفاع بالأرض للمرحلتين الثانية والثالثة من مشروع للهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم.
ويأتي التوقيع ليُدرج المشروع رسميًا تحت مظلة الإطار التنظيمي لهايدروم، بما يُعزز تكامل المشاريع التجارية الكبرى، ويُمهد للمرحلة المقبلة من التنفيذ.
ويشكل الهيدروجين الأخضر قاطرة التحولات إلى الطاقة المراعية للبيئة، حيث تتزايد رهانات البلدان المتقدمة وأيضا في منطقة الخليج على الاستثمار في هذا المجال لتخفيف الاعتماد على الوقود الأحفوري، ما يمهد لقلب خارطة الطاقة العالمية.
ويتم النظر إلى هذا الوقود الجديد على أنه بديل واعد عن النفط والغاز وذلك في النضال من أجل تلبية احتياجات العالم المتزايدة من الطاقة، وفي نفس الوقت الحد من تداعيات كارثة التغير المناخي المتفاقمة.
وتبلغ مساحة المرحلتين الثانية والثالثة من المشروع 80 كيلومترا مربعًا، ومن المتوقع أن يبلغ إنتاجهما 71 ألف طن من الهيدروجين الأخضر و400 ألف طن من الأمونيا الخضراء سنويًا لكل مرحلة.
وجاءت هذه الخطوة بعد البدء في تنفيذ المرحلة الأولى بحجم إنتاج يبلغ 100 ألف طن من الأمونيا الخضراء والمدعومة باتفاقية شراء مع مجموعة يارا النرويجية.
وتسعى يارا، مع استكمال جميع مراحل المشروع، إلى الوصول بحجم إنتاجها إلى 0.9 مليون طن من الأمونيا الخضراء سنويًا.
وقال عبدالعزيز الشيذاني المدير العام لشركة هايدروم “تمثل الاتفاقية خطوة محورية أخرى في خارطة طريق الشركة لتوسعة محفظة متكاملة من مشاريع الهيدروجين الأخضر في سلطنة عُمان.”
وبحسب ما نقلته عنه وكالة الأنباء العمانية الرسمية “سيستكمل إدراج أحد أوائل مشاريع الهيدروجين والمحدد ضمن مساق المبادرات القائمة بمراحله المختلفة ضمن الإطار الوطني الذي تتولى هايدروم الإشراف على تنفيذه.”
وأشار إلى أن الاتفاق لا يقتصر على تعزيز اتساق المبادرات السابقة مع الإطار التنظيمي، بل يؤكد كذلك التزام هايدروم بتطوير منظم وقابل للتوسع، ويُعزز ثقة المستثمرين ويُرسخ مكانة السلطنة في سوق الهيدروجين العالمي.
50
مليار دولار قيمة 9 مشاريع استثمارية أسندتها الشركة في محافظتي الوسطى وظفار
وبموجب هذه الشراكة يرتفع عدد المشاريع التي أسندتها هايدروم في محافظتي الوسطى وظفار إلى 9 بقيمة استثمارية تتجاوز 50 مليار دولار وسعة إنتاجية إجمالية تبلغ حوالي 1.5 مليون طن سنوياً بحلول نهاية العقد الحالي.
وتعتمد هذه المشاريع على ما يقارب 35 غيغاواط من الطاقة المتجددة، ضمن إطار موحّد يُمكّن من التنفيذ على نطاق واسع، ويتماشى مع الطلب العالمي المتنامي.
وأطلقت هايدروم في نوفمبر 2022 باكورة عطاءات لتخصيص الدفعة الأولى من الأراضي المخصصة لمشاريع القطاع من أجل بدء الإنتاج في عام 2030.
ومن الاستثمارات المهمة في البلاد هايبورت الدقم لإنتاج الهيدروجين الذي يعد من المشاريع الإستراتيجية، التي يتم تطويرها بالشراكة بين شركة النفط العمانية (أوكيو) ومجموعة ديمي البلجيكية.
ومع اكتمال ملامح المحفظة العمانية وتقدم ممكنات التنظيم والبنية الأساسية والموارد البشرية ضمن مسار واضح، يواصل القطاع تقدمه بثقة نحو تلبية الطلب العالمي وترسيخ مكانة البلد الخليجي كمصدر موثوق للهيدروجين الأخضر على المدى الطويل.
وقال أحمد بن علي عكعاك الرئيس التنفيذي للمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم إن “توقيع الاتفاقية يعكس النجاح الذي حققته المنطقة في استقطاب مشاريع الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء.”
وأكد على الاهتمام الذي يحظى به هذا القطاع في بالدقم ضمن استراتيجية المنطقة من 2025 إلى غاية 2030 والسعي إلى تبني مشاريع الصناعات الخضراء وفقًا لرؤية 2040 وإستراتيجية الحكومة للوصول إلى الحياد الصفري بحلول عام 2050.
وينبع إصرار المسؤولين على الدخول في هذا المسار من تجربة بلدهم في إنتاج الطاقة وتصديرها، وأيضا مركزية السلطنة في الأسواق وطرق التجارة العالمية وعلاقاتها التي بنتها لسنوات مع الشركاء الدوليين.
ويعد البلد الخليجي، الأضعف اقتصاديا بين جيرانه الخليجيين، إحدى دول الشرق الأوسط، بما في ذلك السعودية ومصر والمغرب، التي تسعى إلى أن تصبح من كبار المصدرين للهيدروجين في العقد المقبل.
وقال غورشاران جيسال، المدير الإقليمي لمجموعة أكمي في سلطنة عُمان، إن “هذه الاتفاقيات مهمة لتطوير المرحلة المقبلة من مشروع الأمونيا الخضراء في الدقم وهي خطوة محورية من شأنها تعزيز جهود البلاد الرامية إلى إيجاد مستقبل مستدام للطاقة.”