هاغاري يخرج علنا الخلافات مع نتنياهو.. حل واحد لإنهاء حماس

الحكومة الإسرائيلية ترد على تصريحات للناطق باسم الجيش قال فيها إنه لا يمكن القضاء على حماس كإيديولوجيا بإعادة تأكيد التزامها بالقضاء على الحركة.
الخميس 2024/06/20
اتساع هوة الخلافات بين الجيش ونتنياهو

القدس – خرجت الخلافات بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والجيش إلى العلن مع تصريحات غير مسبوقة للناطق باسم الجيش دانيال هاغاري الذي قال الأربعاء إنه لا يمكن القضاء على حماس كإيديولوجية، ما دفع بالحكومة إلى إعادة تأكيد أنها ما زالت ملتزمة تدمير الحركة الفلسطينية.

ولم تنجح الحرب المستمرة في قطاع غزة منذ أكثر من ثمانية أشهر والتي أشعلها الهجوم غير المسبوق الذي شنته حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر، في إطاحة حركة حماس لكنها تسببت بدمار واسع النطاق.

وقال هاغاري للقناة 13 الإسرائيلية "حماس فكرة، ولا يمكننا القضاء على فكرة".

وأضاف "القول إننا سنجعل حماس تختفي هو بمثابة ذر للرماد في عيون الناس. إذا لم نجد بديلا منها فحماس ستبقى". في إشارة واضحة إلى نتنياهو الذي طالما رفض أي محاولة من الجيش وبعض وزرائه أو من الولايات المتحدة نفسها لبحث المرحلة الثانية بعد الحرب وحكم القطاع الفلسطيني.

وعلى الفور، قوبلت تصريحات هاغاري بالرفض من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي أعلنت حكومته أن هجومها على غزة لن يتوقف حتى القضاء على حماس.

وقال مكتب نتنياهو في بيان "حدد المجلس الوزاري والأمني برئاسة نتنياهو أحد أهداف الحرب بتدمير قدرات حماس العسكرية والحكومية". كما أكد أن "الجيش الإسرائيلي ملتزم بذلك".

وبدوره، أوضح الجيش لاحقا في بيان منفصل نشره على قناته في تلغرام، أن هاغاري كان يتحدث عن حماس "كفكرة... وكانت تصريحاته واضحة وصريحة". وأضاف "أي أقوال أخرى هي إخراج البيان عن سياقه".

وكان وزير الدفاع يوآف غالانت طالب رئيس الوزراء علنا قبل أيام قليلة أيضا، باستراتيجية واضحة مع عودة قوات الجيش لمحاربة مسلحي حماس في مناطق كان يعتقد أنه تم إخراجهم منها منذ شهور.

وعكست تعليقات غالانت، الذي قال إنه لن يوافق على تشكيل حكومة عسكرية تدير القطاع، القلق المتزايد في المؤسسة الأمنية من عدم وجود رؤية لدى نتنياهو حول من سيدير غزة بعد الحرب.

كما أبرزت تعليقاته كذلك الانقسام الحاد بين الجنرالين السابقين بالجيش وعضوي الحكومة الحالية المنتميين إلى تيار الوسط، بيني غانتس وغادي آيزنكوت، اللذين أيدا دعوة غالانت، وبين الأحزاب الدينية القومية اليمينية المتشددة بقيادة وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، التي دانت التعليقات.

وكان غانتس، زعيم "الاتحاد الوطني" الوسطي، استقال الأسبوع الماضي، من حكومة الحرب وتلاه غادي آيزنكوت، بسبب الخلافات.

باستثناء تفكيك حماس وإعادة 116 أسيرا لا يزالون محتجزين لدى الحركة، لم يحدد نتنياهو أي هدف استراتيجي واضح لإنهاء الحرب في غزة، التي خلفت 37396 قتيلا، معظمهم من المدنيين، وفقا لبيانات وزارة الصحة في حكومة حماس، وتسببت في عزلة دولية متزايدة لإسرائيل.

كما رفض حتى الآن أي مقترح حول إدارة القطاع الفلسطيني المدمر بعد انتهاء الحرب، ومن الجهة التي ستحكمه.

وبشأن لبنان، قال هاغاري "نحن مستعدون لأي سيناريو في مواجهة حزب الله. أي حملة ضد لبنان ستنتهي باتفاق. نحن ملتزمون بإعادة سكان الشمال إلى ديارهم بأمان".

وفي مقابلة أخرى مع القناة 12 الإسرائيلية سئل هاغاري عما إذا كان 1 سبتمبر هو التاريخ الذي سيتمكن فيه سكان شمال إسرائيل من العودة إلى منازلهم، فقال إنه "من الخطأ تحديد موعد لن نتمكن من الوفاء به".

وأضاف "يجب على الجيش الإسرائيلي التأكد من أن حزب الله ليس لديه قوات على الحدود يمكن أن تعرض السكان للخطر".

واستدرك " "كل حرب ستنتهي باتفاق، لذلك نحن بحاجة إلى تحديد كيف يبدو مثل هذا الاتفاق".