نيويورك تايمز تزود القراء بمحتوى صوتي

شركات الإعلام تعتبر التحول إلى الصوت استثمارا أكثر أهمية من الفيديو، والصحافيون سيعملون على إدراج المزيد من الميزات الحية والندوات التفاعلية في تقاريرهم.
الجمعة 2019/01/25
تقنية تؤدي إلى تغيير سلوك المستهلك

تسعى نيويورك تايمز إلى تلبية حاجة القراء إلى الأخبار في كل مكان، وتتجه إلى إنتاج محتوى صوتي لمكبرات الصوت الذكية في المنازل، من خلال موجز إخباري قصير، يراعي سأم الناس الموجزات الإخبارية الطويلة في “أمازون إيكو”، و”غوغل هوم”.

نيويورك – الخدمات الجديدة والمحتوى العصري المبتكر والمتميز، هما من الأدوات الوحيدة القادرة على تحقيق انتشار أوسع للمؤسسات الصحافية، وفيما تخطو المؤسسات العالمية مثل نيويورك تايمز بثقة في هذا الاتجاه، لا تزال وسائل الإعلام العربية تقاوم أزماتها وتبقى ضمن حدود المحاولات الخجولة لمواكبة العصر الرقمي.

وتندفع صحيفة نيويورك تايمز بشكل كبير نحو إنتاج محتوى صوتي لمكبرات الصوت الذكية، في خطوة لمواكبة العصر الرقمي والتقدّم التكنولوجي، وأعلنت مؤخرًا أنّها ستطلق موجزًا إخباريًا أسبوعيا يقدّمه مايكل باربارو، كما ستعرض اختبارًا إخباريًا أسبوعيًا تفاعليًا، وفق ما ذكرت لورا هازارد أوين في تقرير لشبكة الصحافيين الدوليين.

ورغم وجود مكبرات الصوت الذكية مثل” أمازون إيكو”، و”غوغل هوم”، في عشرات الملايين من المنازل حول العالم، إلا أن المستهلكين ليسوا من كبار المعجبين بالأخبار على الأجهزة حتى الآن.

ووجدت دراسة حديثة أعدّها معهد رويترز لدراسة الصحافة أنّ المستخدمين يعتقدون أن معظم الموجزات الإخبارية طويلة جدًا، وهي شكوى تتابعها الصحيفة من أجل إنتاج محتوى أفضل.

المستخدمون يعتقدون أن معظم الموجزات الإخبارية طويلة جدا، وهي شكوى تتابعها الصحيفة من أجل إنتاج محتوى أفضل

وذكرت نيويورك تايمز أن الموجز الإخباري الأسبوعي سيكون لمدّة ثلاث دقائق. وقال دان سانشيز -وهو محرر منصات الصوت- “بينما كانت الصحيفة تجري بحثًا لمنتجاتها الصوتية، وجدت ثلاثة ‘أنماط’ عامة للاستماع إلى الأخبار، وهناك ميزة للاستماع إلى الموسيقى أو البودكاست”.

وأضاف “النمط الثاني هو الحاجة إلى إكمال مهمة أو الانغماس في شيء ما بسرعة، فعلى سبيل المثال أنت تطلب الأخبار أو معلومات عن الطقس في الصباح أثناء تنظيف أسنانك أو ارتدائك ملابسك، وقد لا يتوفر لك الوقت للجلوس والاستماع إلى بث لمدة 30 دقيقة، لكنك تريد شيئًا سريعًا قبل ذهابك إلى العمل في هذا اليوم”. لذلك يجري تصميم الموجز الإخباري اليومي الجديد بشكل جذّاب، ولفت سانشيز إلى المقطع الأخير في الحلقة اليومية قائلاً “نحن نستخدم هذا الأمر كنقطة بداية لكننا نتوسع فيه، حيث نحاول الدخول أكثر إلى السرد القصصي. ويشكل القيام بهذا الشكل القصير تحديًا”، مضيفًا “نحاول إنشاء تجربة تفاعلية عبر السرد”.

وأوضح “النمط الثالث الذي حددته التايمز هو أنه عندما يكون الأشخاص راغبين في الانخراط بشكل كامل في الصحافة التي يتلقونها عبر مكبرات الصوت الخاصة بهم، ربما يكونون في وقت يشعرون فيه بالضجر ويبحثون عن أمر ما للقيام به مع أطفالهم أو أصدقائهم”.

ولفت إلى أنّ “هذه هي المساحة التي تتجلى فيها التجارب الصوتية التفاعلية، مثل اختبار الأخبار الأسبوعي”.

مايكل باربارو سيقدم موجزًا إخباريًا أسبوعيا
مايكل باربارو سيقدم موجزًا إخباريًا أسبوعيا

وشدّد على أنّه على المستخدمين الذين يستمعون لموجز الأخبار اليومي أن يستفيدوا بشكل جيد من الاختبار الأسبوعي التفاعلي، والذي يضم أشخاصًا من غرفة أخبار التايمز ويعطي النتائج للمشاركين في النهاية.

ويتوفّر الموجز الإخباري واختبار الأخبار الأسبوعي على أليكسا التابعة لأمازون في الوقت الحالي، ولكن توجد خطط لإيصالها إلى مساعد غوغل وسيري التابع لأبل أيضًا.

وفي غضون خمس سنوات، سوف تمتلك 55 في المئة من الأسر في الولايات المتحدة المتكلم الذكي غوغل هوم وأمازون إيكو، وفقا لبحوث جونيبر.

وهذه الأجهزة تؤدي إلى تغيير سلوك المستهلك، حيث يتفاعل عدد أكبر من الأشخاص مع محتوى الوسائط. لذلك قالت شركات الإعلام إنها سوف تستثمر أكثر في وسائل الإعلام القائمة على الصوت. وترى العديد من الشركات التحول إلى الصوت استثمارا أكثر أهمية من الفيديو.

ومع انتشار وسائل الإعلام القائمة على الصوت، سيضطر الصحافيون ووسائل الإعلام إلى أن يصبحوا أكثر انخراطا في إعداد تقاريرهم، مع إدراج المزيد من الميزات الحية والندوات التفاعلية.

18