نيران الحرب السودانية تهدد المحيط الأفريقي الهش

الحدود المشتركة تُعتبر منطقة نشطة للمتمردين المعارضين للحكومة في أفريقيا الوسطى.
السبت 2025/06/28
على صفيح ساخن

بانغي - باتت الحرب المستمرة في السودان تلقي بتأثيرات مباشرة على الجوار الأفريقي الهش، على غرار ما يحصل مع جمهورية أفريقيا الوسطى، حيث تتسلل مجموعات مسلحة وتهاجم المدنيين.

وهاجمت مجموعة مسلّحة، الأسبوع الماضي، دورية لبعثة الأمم المتحدة في جمهورية أفريقيا الوسطى، ما أسفر عن مقتل جندي لحفظ السلام من زامبيا.

وتعدّ جمهورية أفريقيا الوسطى من أفقر بلدان العالم ولها حدود مع السودان الذي يشهد حربا بين الجيش وقوّات الدعم السريع منذ أبريل 2023.

وخلال اجتماع لمجلس الأمن، أشار مساعد الأمين العام لعمليات السلام في الأمم المتحدة جان-بيار لاكروا إلى الهجوم على البعثة الأممية في جمهورية أفريقيا الوسطى وإلى تقرير صادر عن مكتب الأمين العام أنطونيو غوتيريش حول هجمات أخرى في المنطقة.

جمهورية أفريقيا الوسطى تواجه تحديا آخر قادما من السودان يتمثل في تدفق اللاجئين الفارين من الحرب في بلدهم

وقال لاكروا إن “الوضع الأمني يبقى هشّا في المناطق الحدودية” في جمهورية أفريقيا الوسطى.

وأشار إلى أنه “عند الحدود مع السودان في شمال شرق البلد، ينسب انعدام الاستقرار إلى انعكاسات النزاع السوداني، بما فيها عمليات توغل المجموعات المسلّحة.”

وتُعتبر الحدود المشتركة منطقة نشطة للمتمردين المعارضين للحكومة في أفريقيا الوسطى.

ولا يستبعد مراقبون في أن يكون الجيش السوداني خلف دعم هؤلاء المتمردين لزيادة القلاقل في أفريقيا الوسطى، خصوصا وأن قيادة الجيش تتهم بانغي بدعم قوات الدعم السريع.

كما تواجه جمهورية أفريقيا الوسطى تحديا آخر قادما من السودان يتمثل في تدفق اللاجئين الفارين من الحرب في بلدهم.

وقدر تقرير أممي عدد اللاجئين السودانيين الذين وفدوا إلى هذا البلد منذ اندلاع الحرب في السودان في أبريل 2023 بـ36642 لاجئا بتاريخ الأوّل من يونيو.

وقال ممثّل جمهورية أفريقيا الوسطى لدى الأمم المتحدة ماريوس أريستيد حجة نزيسيو إن “النزاع السوداني خطر فعلي. فالمجموعات المسلّحة تعبر حدودنا، مجنّدة الشباب ومقوّضة سيادتنا.”

واعتبر لاكروا أن جمهورية أفريقيا الوسطى باتت عند “منعطف صعب،” مشدّدا على دعم الأسرة الدولية للتقدّم نحو الانتخابات المقبلة الذي “يبقى أساسيا.”

وصرّح “إذا ما استمرّت هذه الجهود… فمن شأن جمهورية أفريقيا الوسطى أن تتحوّل إلى قصّة نجاح فعلي، ليس للسكان فحسب بل أيضا في مجال حفظ السلام ولمجلس الأمن.”

2