نيران الاحتجاجات في إيران تتسع لتطول مركزي شرطة وبنكا

ارتفاع حصيلة القتلى في المناطق الكردية إلى 12 شخصا، وسط أنباء عن مقتل أربعة من قوات الأمن طعنا بالسكين أو رميا بالرصاص.
الخميس 2022/09/22
اتساع رقعة الاحتجاجات رغم القيود على الإنترنت

طهران - بدأت نيران الاحتجاجات التي اندلعت في إيران إثر وفاة الشابة مهسا أميني خلال احتجازها لدى شرطة الأخلاق، تتسع الخميس لتطول مركزي شرطة وبنكا، وسط ارتفاع حصيلة القتلى إلى 12 شخصا وأنباء عن تعرض قوات الأمن لهجمات.

وأضرم متظاهرون في طهران وعدة مدن إيرانية النيران في مركزين ومركبات للشرطة، حيث تتواصل لليوم السادس الاضطرابات إثر وفاة الشابة الكردية.

وتوفيت مهسا أميني (22 عاما) الأسبوع الماضي بعدما ألقت شرطة الأخلاق في طهران القبض عليها بسبب ارتدائها "ملابس غير لائقة". ودخلت في غيبوبة خلال احتجازها. وقالت السلطات إنها ستفتح تحقيقا للوقوف على سبب الوفاة.

وأطلقت وفاة أميني العنان لغضب عارم بين السكان وأدت إلى اندلاع أسوأ احتجاجات تشهدها إيران منذ عام 2019. وتركز معظمها في المناطق الشمالية الغربية التي يسكنها الأكراد في إيران، لكنها امتدت أيضا إلى العاصمة وإلى ما لا يقل عن 50 مدينة وبلدة في أنحاء الجمهورية الإسلامية. واستخدمت الشرطة القوة لتفريق المتظاهرين.

وأفادت وكالتان إيرانيتان شبه رسميتين للأنباء الخميس بأن أحد عناصر قوات الباسيج شبه العسكرية الموالية للحكومة قُتل طعنا في مدينة مشهد بشمال شرق البلاد الأربعاء.

ونشرت وكالتا تسنيم وفارس تقارير حادث الطعن على موقع تيليغرام، إذ لا يمكن الوصول إلى موقعيهما الإلكترونيين. ولم يصدر تأكيد رسمي للحادث.

وقالت تسنيم أيضا إن عضوا آخر من الباسيج قُتل الأربعاء في مدينة قزوين نتيجة إصابته بعيار ناري على أيدي "مثيري الشغب والعصابات"، ليصل إجمالي عدد أفراد الأمن الذين قتلوا في الاضطرابات إلى أربعة.

وأظهر مقطع فيديو نشره حساب "تصوير 1500"، الذي يركز على احتجاجات إيران ووصل عدد متابعيه إلى نحو مئة ألف على تويتر، قيام محتجين في شمال شرق البلاد بالهتاف "نموت نموت وتعود إيران" بالقرب من مركز للشرطة تشتعل فيه النيران.

واشتعلت النيران في مركز شرطة آخر في العاصمة طهران، التي انتقلت إليها الاضطرابات من إقليم كردستان مسقط رأس أميني.

وأظهر مقطع فيديو تداوله ناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي، إقدام المحتجين على حرق أحد البنوك في مدينة تبريز شمال غرب إيران.

وفي شمال إيران، أظهر مقطع فيديو قيام حشود مسلحة بهراوات وحجارة بمهاجمة رجلي أمن على دراجة نارية وسط ترديد للهتافات.

وأثارت وفاة أميني غضبا في أنحاء إيران بشأن قضايا من بينها تقييد الحريات الشخصية، بما يشمل فرض قيود صارمة على ملابس النساء، بالإضافة إلى الوضع الاقتصادي الذي يترنح تحت وطأة العقوبات.

ويخشى حكام إيران من تجدد الاضطرابات التي شهدتها البلاد عام 2019 احتجاجا على ارتفاع أسعار البنزين، والتي كانت الأكثر دموية في تاريخ الجمهورية الإسلامية. وذكرت رويترز أن تلك الاحتجاجات شهدت سقوط 1500 قتيل.

كما أعرب المحتجون عن غضبهم إزاء الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي. وشوهد حشد يهتف في طهران "مجتبى، نتمنى أن تموت قبل أن تصبح زعيما أعلى"، في إشارة إلى ابن خامنئي الذي يعتقد البعض أنه قد يخلف والده على رأس المؤسسة السياسية الإيرانية.

وأفادت تقارير لمنظمة هنجاو الكردية الحقوقية، بأن عدد القتلى في المناطق الكردية ارتفع إلى 12 حتى الأربعاء. وينفي المسؤولون أن تكون قوات الأمن هي من قتلت المحتجين، ويقولون إنهم ربما قُتلوا برصاص مسلحين معارضين.

وفي ظل غياب المؤشرات على تراجع حدة الاحتجاجات، قامت السلطات بتقييد الوصول إلى الإنترنت، وفقا لهنجاو وسكان ومرصد نتبلوكس لمراقبة انقطاع الإنترنت.

ولعبت النساء دورا بارزا في الاحتجاجات، إذ يقمن بالتلويح بأغطية رؤوسهن وحرقها، وقامت بعضهن بقص شعرهن في الأماكن العامة.