نيران إسرائيلية تطال منشأة نووية بأصفهان وخط تسليح حماس وحزب الله والحوثي

القدس/ طهران/ واشنطن - أعلنت إسرائيل السبت أنها "قضت" على ثلاثة قياديين في الحرس الثوري الإيراني، بينهم سعيد إيزادي الذي قالت إنه كان "حلقة الوصل" بين إيران وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وذلك مع تواصل الحرب بين الجمهورية الإسلامية والدولة العبرية.
وقال الجيش في بيان "خلال ساعات الليلة الماضية... هاجمت طائرات حربية في منطقة قم (جنوب طهران) وقضت على قائد فيلق فلسطين في فيلق القدس التابع للحرس الثوري والمُنسق الرئيسي بين النظام الإيراني وتنظيم حماس الإرهابي المدعو سعيد إيزادي".
وأشار الى أن إيزادي استهدِف "داخل شقة اختباء سرية... بعد جهد استخباراتي طويل ومعقّد".
وأوضح أنه كان "مسؤولا عن التنسيق العسكري بين كبار قادة الحرس الثوري والنظام الإيراني وبين العناصر القيادية في حماس"، وكان "على تواصل مباشر" مع الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة.
ويتبع فيلق القدس للحرس الثوري وهو معني بالعمليات الخارجية خصوصا دعم المجموعات الحليفة لإيران والمناهضة لإسرائيل في الشرق الأوسط مثل حزب الله اللبناني وحماس الفلسطينية.
الى ذلك، أعلن الجيش "القضاء" على بهنام شهرياري، مشيرا الى أنه "قائد وحدة نقل الوسائط القتالية التابعة لفليق القدس الإيراني".
وأوضح أن ذلك تمّ عبر غارة جوية على "سيارته أثناء تنقله في غرب إيران".
وأشار الى أنه كان "مسؤولا عن كافة عمليات نقل الوسائط القتالية من النظام الإيراني إلى وكلائه في الشرق الأوسط"، وعمل "بشكل مباشر مع حزب الله وحماس" والحوثيين في اليمن "وساهم في تزويدهم بعدد كبير من الصواريخ والقذائف الصاروخية التي أُطلقت تجاه أراضي دولة إسرائيل خلال الحرب".
كما أشرف "على تحويل مئات الملايين من الدولارات سنويا إلى التنظيمات الإرهابية من خلال شبكة علاقاته الخاصة في تركيا ولبنان".
وأعلن الجيش أنه اغتال الجمعة القيادي في الحرس أمين بور جودكي، مشيرا الى أنه قاد "مئات" الهجمات بالمسيرات على إسرائيل من جنوب غرب إيران.
وشدد مصدر عسكري إسرائيلي على أهمية دور القياديين الثلاثة في الهيكلية العسكرية في الجمهورية الإسلامية.
وقال في إحاطة للصحافيين إن للثلاثة "أهمية بالغة خصوصا في مواجهة إسرائيل"، مضيفا "حققنا نجاحات عدة في القضاء على القياديين العسكريين الإيرانيين خلال هذه العملية".
وأسفرت الضربات الاسرائيلية الأولى على إيران الى مقتل عدد من كبار القادة العسكريين، يتقدمهم رئيس هيئة أركان القوات المسلحة وقائد الحرس الثوري.
وتبادلت إيران وإسرائيل هجمات جديدة في ساعة مبكرة من صباح اليوم السبت بعد يوم من إعلان طهران أنها لن تتفاوض بشأن برنامجها النووي في ظل التهديد ومحاولة أوروبا إبقاء محادثات السلام حية.
وذكرت وكالة فارس للأنباء أن إسرائيل استهدفت منشأة أصفهان النووية، وهي واحدة من أكبر المنشآت النووية في إيران، مضيفة أنه لا يوجد تسرب لمواد خطيرة جراء ذلك.
وفي سياق متصل، أعلنت شرطة محافظة قم الإيرانية السبت اعتقال 22 شخصا بتهمة "التجسس لحساب إسرائيل" خلال ثمانية أيام من الحرب مع الدولة العبرية، على ما أفادت وكالة فارس للأنباء.
وأوضحت الوكالة نقلا عن رئيس استخبارات الشرطة في المحافظة الواقعة في وسط إيران أنه منذ بدء الضربات الإسرائيلية في 13 يونيو تم "التعرف على 22 شخصا واعتقالهم لاتهامهم بالارتباط بأجهزة التجسس التابعة للكيان الصهيوني وبلبلة الرأي العام".
كما افادت وكالة تسنيم الجمعة أنه تم اعتقال مواطن أوروبي في إيران قُدم على أنه "جاسوس" لإسرائيل، بدون تحديد هويته أو تاريخ اعتقاله.
وبدوره، قال الجيش الإسرائيلي إنه شن سلسلة هجمات على مواقع تخزين وإطلاق صواريخ في إيران.
وبعد الساعة الثانية والنصف صباحا بقليل في إسرائيل (23:30 بتوقيت غرينتش مساء الجمعة)، حذر الجيش الإسرائيلي من هجوم صاروخي قادم من إيران، مما أدى إلى انطلاق صفارات الإنذار في أجزاء من وسط إسرائيل، بما في ذلك تل أبيب، وكذلك في الضفة الغربية المحتلة.
وشوهدت عمليات اعتراض الصواريخ في سماء تل أبيب، مع دوي انفجارات في أنحاء المدينة، في الوقت الذي تعاملت فيه أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية مع الهجمات.
كما دوت صفارات الإنذار في جنوب إسرائيل، وفقا لخدمة نجمة داوود الحمراء للإسعاف. وذكر مسؤول عسكري إسرائيلي أن إيران أطلقت خمسة صواريخ بالستية، وأنه لا توجد مؤشرات حتى الآن على أي أضرار ناجمة عن الصواريخ.
ولم ترد تقارير أولية عن سقوط قتلى أو مصابين.
ونشرت خدمة الطوارئ صورا تظهر حريقا على سطح مبنى سكني متعدد الطوابق وسط إسرائيل. وذكرت وسائل إعلام محلية أن الحريق نجم عن حطام صاروخ تم اعتراضه.
وبدأت إسرائيل هجومها على إيران يوم 13 يونيو، قائلة إن طهران على وشك تطوير أسلحة نووية. وردت إيران، التي تؤكد أن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية فقط، بشن هجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة على إسرائيل.
ويُعتقد على نطاق واسع أن إسرائيل تمتلك أسلحة نووية، لكنها لا تؤكد ذلك ولا تنفيه.
وأسفرت هجماتها الجوية عن مقتل 639 شخصا في إيران، وفقا لوكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان (هرانا)، وهي منظمة حقوقية مقرها الولايات المتحدة تتابع شؤون إيران. ومن بين القتلى كبار القادة العسكريين وعلماء نوويين.
وفي إسرائيل، ذكرت السلطات أن 24 مدنيا قتلوا في هجمات صاروخية إيرانية. ولم تتمكن رويترز من التحقق بشكل مستقل من أعداد الضحايا لأي من الجانبين.
وقدّرت الدولة العبرية أن الهجمات التي تشنها على إيران أخّرت إمكانية تطوير الجمهورية الإسلامية لسلاح نووي لمدة "سنتين أو ثلاث على الأقل"، وفق ما قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر في مقابلة نشرت السبت.
وقال ساعر لصحيفة بيلد الألمانية إن الهجوم الإسرائيلي الذي طال مئات المواقع النووية والعسكرية الايرانية وأسفر عن مقتل كبار القادة والعلماء النوويين، أدى إلى تحقيق نتائج "كبيرة جدا".
وأضاف "بحسب التقييمات التي نسمعها، أخّرنا بالفعل لمدة سنتين أو ثلاث على الأقل إمكانية امتلاكهم قنبلة نووية".
وأكد "حقيقة أننا قضينا على هؤلاء الاشخاص الذين قادوا تسليح البرنامج النووي ودفعوا بهذا الاتجاه، أمر بالغ الأهمية" مضيفا "حققنا الكثير حتى الآن، لكننا سنفعل كل ما باستطاعتنا فعله. لن نتوقف حتى نبذل قصارى جهدنا هناك لإزالة هذا التهديد".
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجمعة إنه يعتقد أن إيران يمكنها امتلاك سلاح نووي "في غضون أسابيع، أو بالتأكيد في غضون أشهر". وأضاف في تصريحات للصحافيين في مطار موريستاون بولاية نيوجيرزي "لا يمكننا السماح بحدوث ذلك".
وأردف قائلا إن مديرة المخابرات الوطنية تولسي جابارد أخطأت عندما أشارت إلى عدم وجود أدلة على أن إيران تصنع سلاحا نوويا.
واستهدفت إيران مرارا تل أبيب، وهي منطقة حضرية يبلغ عدد سكانها حوالي أربعة ملايين نسمة ومركز الأعمال والاقتصاد في إسرائيل، حيث توجد أيضا بعض الأصول العسكرية المهمة.
وقالت إسرائيل إنها قصفت عشرات الأهداف العسكرية الجمعة، بما في ذلك مواقع إنتاج صواريخ وهيئة بحثية قالت إنها ضالعة في تطوير الأسلحة النووية في طهران، ومنشآت عسكرية في غرب ووسط إيران.
وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إنه لا مجال للتفاوض مع الولايات المتحدة "حتى يتوقف العدوان الإسرائيلي". لكنه وصل إلى جنيف أمس الجمعة لإجراء محادثات مع وزراء خارجية أوروبيين، إذ تأمل أوروبا في تمهيد الطريق للعودة إلى الدبلوماسية.
أكد ترامب الجمعة أنه سيستغرق أسبوعين لاتخاذ قرار بشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة ستدخل الصراع إلى جانب إسرائيل، قائلا إنه وقت كاف "لرؤية ما إذا كان الناس سيعودون إلى رشدهم أم لا".
وأشار ترامب إلى أنه من غير المرجح أن يضغط على إسرائيل لتقليل غاراتها الجوية للسماح باستمرار المفاوضات.
وأضاف "أعتقد أن تقديم هذا الطلب صعب للغاية الآن. إذا كان الطرف المنتصر، فسيكون الأمر أصعب قليلا مما إذا كان الطرف الخاسر، لكننا مستعدون وراغبون وقادرون، تحدثنا مع إيران وسنرى ما سيحدث".
ولم تسفر محادثات جنيف عن أي مؤشرات على التقدم، وقال ترامب إنه يشك في قدرة المفاوضين على التوصل لوقف إطلاق النار.
وقال ترامب "إيران لا تريد التحدث إلى أوروبا. إنهم يريدون التحدث إلينا. لن تتمكن أوروبا من المساعدة في هذا الأمر".
وكشفت برقية لوزارة الخارجية الأميركية اطلعت عليها رويترز أن مئات المواطنين الأميركيين فروا من إيران منذ بدء الحرب الجوية.
وقال مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون لمجلس الأمن الدولي الجمعة إن إسرائيل لن توقف هجماتها "حتى يتم القضاء على التهديد النووي الإيراني".
ودعا مندوب إيران لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني، مجلس الأمن إلى اتخاذ إجراء، وقال إن طهران تشعر بالقلق إزاء التقارير التي تفيد بأن الولايات المتحدة قد تنضم إلى الحرب.
وطالبت روسيا والصين بالتهدئة فورا.
وقال مسؤول إيراني كبير لرويترز إن إيران مستعدة لمناقشة قيود على تخصيب اليورانيوم لكنها سترفض أي اقتراح يمنعها من تخصيبه تماما "خاصة الآن في ظل الضربات الإسرائيلية".