نيجيرفان بارزاني يجدد الدعوة بتسليح البيشمركة قبيل انتخابات كردستان

رئيس الإقليم يؤكد أن قوات البيشمركة تدافع عن العراق وكردستان والانسانية جمعاء، مشيرا إلى أن داعش لا يزال يشكل خطرا رغم كسر شوكته.
الخميس 2024/10/17
تسليح البيشمركة لا يزال محل جدل في العراق

أربيل - طالب رئيس حكومة كردستان العراق نيجيرفان بارزاني، اليوم الخميس، مجددا بتسليح قوات البيشمركة رغم الجدل الذي أثير منذ نحو شهر من قبل رئيس مجلس النواب المقال محمد الحلبوسي، بشأن تزويد تلك القوات بالمدافع، في وقت تشهد بغداد والإقليم الذي يتمتع بالحكم الذاتي وضعا سياسيا مضطربا.

ودخلت محافظات إقليم كردستان، في صمت انتخابي بدءا من اليوم الخميس، على أن يبدأ الاقتراع الخاص للسجناء والعسكريين في 18 أكتوبر، والتصويت العام في العشرين من الشهر نفسه.

وجرت الحملة الدعائية لانتخابات برلمان كردستان والتي انتهت ليلة الثلاثاء، في ظل أجواء مشحونة وتصعيد متزايد بين الأحزاب الكردية واتهامات متبادلة بينها، خاصة بين الحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة مسعود البارزاني الذي قاد حملته ابنه مسرور البارزاني وبين الاتحاد الوطني الكردستاني، الذي قاد الحملة رئيسه بافل طالباني وهو نجل الزعيم الراحل جلال طالباني.

وقال بارزاني في كلمة له خلال تخرج دورة الضباط الـ29 لقوات البيشمركة من الكلية العسكرية في زاخو إن "ما يبعث على السرور أن هذه الدورة تضمنت تخرج 50 ضابطا من النساء بينهن 13 ضابطا من الطائفة الايزيدية وامرأة واحدة من الكاكائية"، معربا عن أمله "زيادة عدد النساء في صفوف الضباط من قوات البيشمركة في الدورة المقبلة".

وأضاف أن "قوات البيشمركة كسرت اسطورة داعش ولم تسمح للتنظيم المتشدد من أن يقترب من كردستان والبيشمركة ضربت مثالا بالدفاع والتضحية بالنفس"، معربا عن "شكره للتحالف الدولي على التعاون وتقديم الدعم والمساعدات للبيشمركة والقوات العراقية في الحرب ضد تنظيم داعش، واصفا ذلك الدعم بأنه "كان استراتيجيا وحاسماً".

كما دعا التحالف الدولي إلى "مواصلة التنسيق والتعاون مع قوات البيشمركة والجيش العراقي"، مشددا أيضا على "استمرار التنسيق والتعاون بين قوات البيشمركة والجيش العراقي والحشد الشعبي لترسيخ الأمن والاستقرار في العراق وخاصة في المناطق المتنازع عليها".

وقال رئيس الاقليم أيضا إن "تنظيم داعش ما يزال يشكل خطرا جديا على أمن واستقرار العراق والمنطقة، ومن المهم للغاية أن يستمر التعاون والتنسيق بين البيشمركة والجيش".

وتابع نيجيرفان بارزاني "ننتظر من الحكومة الاتحادية أن تقوم بواجبها تجاه البيشمركة من خلال التسليح وتوفير ما تحتاجه من مستلزمات، ولا تخشى من ذلك، لأن البيشمركة تدافع عن العراق وكردستان والانسانية جمعاء".

وجدد رئيس الاقليم في ختام كلمته موقف كردستان من الأوضاع القائمة في المنطقة، قائلا إن “كردستان مع إيقاف الحرب ومعالجة جميع الأزمات والمشاكل سلميا، وعدم اقحام العراق في التوترات القائمة".

ومنذ نحو شهر يشهد ملف تسليح قوات البيشمركة، جدلا واسعا داخل الأوساط السياسية والمحلية، وذلك عقب تعليقات أدلى بها محمد الحلبوسي، رئيس حزب تقدم ورئيس مجلس النواب العراقي السابق، الذي أعرب عن رفضه تسليح ما سماها بقوات محلية بـ"مدفعية ثقيلة"، ومحذراً من سوء استخدامها مستقبلاً.

الأمر الذي دفع وزارة الدفاع في حينها للخروج ببيان توضيحي حول تسليح البيشمركة، مشيرة إلى أن "التعاقد على شراء المدافع تم في زمن وزير الدفاع الأسبق عرفان الحيالي، وتم التعديل عليه في زمن وزير الدفاع جمعة عناد وأن دفع مبالغ المدافع تم قبل تشكيل الحكومة الحالية، وأن المدافع وصلت إلى ميناء أم قصر بتاريخ 20 أكتوبر 2023، مؤكدة أن تسليم المدافع إلى وزارة البيشمركة لم يتم رغم مرور سنة على وصولها ميناء أم قصر.

وكان وزير شؤون البشمركة شورش إسماعيل قد أعلن في السادس من أغسطس الماضي أن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) زوّدت قواته بـ24 مدفعا من النوع الثقيل "هاوتزر" (عيار 105 من طراز "إم 119")، يصل مداها إلى 30 و40 كيلومترا.

ورد المتحدث باسم حكومة إقليم كردستان، بيشوا هوراماني، على انتقادات الحلبوسي، عبر منشور على فيسبوك قائلا، إن "الوفاء غال جداً، فلا نتوقعه من شخص رخيص".

وعاد القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني ووزير الخارجية الأسبق، هوشيار زيباري، إلى مهاجمة الحلبوسي مرة أخرى، وقال إن مقابلته "مؤشر بأنه لن يعود إلى رئاسة مجلس النواب رغم حنينه".

وأضاف، أن "معاداة الحلبوسي الواضحة للإقليم وتسليح قواته وفق القانون والدستور وعدم دفاعه عن المكون (السُّنّي) أصبح ورقة محروقة رغم تقلباته مع الحشد والجيران".

وكان الحلبوسي قد قال خلال مقابلة له على قناة الشرقية، في 14 سبتمبر الماضي، "دعني أقول بوضوح، إن هناك مناطق متنازع عليها بين العرب والكرد على حدود إقليم كردستان، والجماعات التي تسكن هناك ليس لديها الأسلحة التي تمتلكها البيشمركة".

وذهب الحلبوسي خلال المقابلة، إلى أن "مدافع البيشمركة من نوع الأسلحة الهجومية"، وتساءل عن حاجة الإقليم لها "سيهاجمون بها مَن؟ نينوى أم كركوك المحاذية للإقليم، لأنهم لن يردوا على هجوم من إيران وتركيا، فهذا قرار الدولة الاتحادية".

موقف الحلبوسي هذا واجهته ردود فعل من قبل الجانب الكردي وحتى بعض الأحزاب السياسية سيما السنية، إذ عبر رئيس تحالف العزم، مثنى السامرائي، عن دعمه لتسليح قوات البيشمركة، مشيرا إلى أنها قوات تمتثل للقانون والدستور العراقي. 

وقال النائب ليث الدليمي إن "تصريحات الحلبوسي تحمل أبعادا سياسية تعني بالدرجة الأولى الحزب الديمقراطي الكردستاني”، لافتا إلى أن “الأخير لم يدعم مرشح الحلبوسي لرئاسة مجلس النواب".

وأضاف في تصريحات إعلامية أن "موقف الديمقراطي الكردستاني لم يكٍ مساندا لمرشح الحلبوسي لرئاسة البرلمان وذهب باتجاه دعم شخصية قدمها رئيس تحالف السيادة خميس الخنجر".

وأشار الدليمي إلى أن "العلاقة بين الحلبوسي والحزب الديمقراطي الكردستاني ليست على ما يرام، حيث هناك تصريحات متباينة ومتوترة تحمل أبعادا سياسية بين الطرفين".

ولفت الى أن "تصريحات الحلبوسي هي قضية سياسية بالنسبة له، لأن هناك عددا من المشاكل بينه وبين بعض القوى المشاركة في الحكومة المركزية".

ومنذ أن أصدرت المحكمة الاتحادية العليا في 14 أكتوبر 2023 قراراً بإنهاء عضوية الحلبوسي بتهمة "تزوير"، لم يتمكن مجلس النواب من انتخاب رئيس جديد بسبب الخلافات بين الكتل السنية، حيث تصر كتلة "تقدم" بقيادة الحلبوسي على المنصب، بينما تعتبر كتلة "السيادة" بقيادة خميس الخنجر وكتل سنية أخرى أن المنصب حق للمكون السني ككل.