نوستالجيا "واتش إت" في مواجهة "جديد في جديد" شاهد

هناك شراكة إستراتيجية بين مجموعة روتانا ومنصة “واتش إت” المصرية لعرض عدد كبير من الأعمال الدرامية والسينمائية من مكتبة روتانا. وسبق أن أضافت “واتش إت” إلى مكتبة أعمالها مسلسلات كلاسيكية من أرشيف ماسبيرو لتبرز النوستالجيا كلاعب أساسي في لعبة الرايتينغ في مواجهة “جديد في جديد” منصات البث الأخرى على غرار شاهد ونتفليكس.
القاهرة - أعلنت مجموعة روتانا للإعلام عقد شراكة إستراتيحية مع منصة “واتش إت”، تشمل حق البث المباشر لقنوات روتانا (روتانا سينما وروتانا كلاسيك وروتانا كوميدي) من خلال المنصة وتطبيقها وموقعها الإلكتروني، وكذلك حق عرض عدد كبير من الأعمال الدرامية والسينمائية من مكتبة روتانا، أكبر مكتبة للأفلام العربية على مستوى العالم، بما يثري مكتبة “واتش إت” التي تشتمل على أغلب أعمال السينما والدراما المصرية.
ورحب وليد عرب هاشم، الرئيس التنفيذي ونائب رئيس مجموعة روتانا الإعلامية، بتطور التكامل بين المجموعة والشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بشكل عام ومنصة “واتش إت” على وجه الخصوص، مشيداً بالدور المهم للمنصة في مواكبة التطور التكنولوجي وتغيرات أنماط المشاهدة لدى المستخدم العربي. ونوه بالاستثمارات الضخمة لمجموعة روتانا في الحفاظ على التراث العربي، ومشروعات إعادة ترميم الأفلام المصرية القديمة للحفاظ عليها ومواكبة مستويات الجودة العالية المطلوبة للمنصات الحديثة.
وأوضح شريف إسكندر، نائب رئيس مجموعة روتانا لتطوير الأعمال، أن التعاون كان وثيقا بين المجموعة والشركة المتحدة خلال السنوات الماضية، مؤكداً على أهمية الدور الذي تلعبه الكيانات الإعلامية العربية في الحفاظ على الهوية والثقافة العربيتيْن واستخدام التكنولوجيا الحديثة من أجل وصول المحتوي العربي إلى كل المستخدمين في كافة دول العالم.
الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية ترى في منصة واتش إت عمودا أساسيا للاستثمار في صناعة المحتوى الترفيهي
من جهتها أشارت نشوى جاد، رئيسة مجلس إدارة “واتش إت”، إلى أن مجموعة روتانا محل تقدير لدى الملايين من المشاهدين في مصر والعالم العربي، وأن الشراكة معها جزء لا يتجزأ من سياسة المنصة في توفير أكبر عدد ممكن من الساعات الترفيهية التي تناسب كل أفراد الأسرة وفي نفس الوقت تدعم الهوية المصرية والعربية، مبينة أن روتانا لعبت دوراً هاماً في الاستحواذ على عدد كبير من الأعمال المصرية والعربية القديمة والحديثة من أجل توفيرها للملايين من متابعيها في العالم العربي، والآن تأتي منصة “واتش إت” كي تبث هذا المحتوى على الواقع الافتراضي للوصول إلى أكبر عدد ممكن من المستخدمين ومحبي الدراما والسينما العربية.
وتعتبر مجموعة روتانا للإعلام إحدى أكثر الشركات الإعلامية قوّة في المنطقة، ولديها أضخم مكتبة أفلام عربية في العالم، وتضمّ باقة من القنوات التلفزيونية المتنوعة لتقديم محتوى ترفيهي وفني وثقافي يتناسب مع الجمهور العربي.
وسبق أن أضافت منصة “واتش إت” إلى مكتبة أعمالها مسلسلات كلاسيكية من أرشيف ماسبيرو، وتنوعت الأعمال بين الدراما والكوميديا والفانتازيا والسيرة الذاتية، لاسيما وأن المنصة تتيح لمشتركيها العودة إلى نوستالجيا الدراما، بعرض أبرز الأعمال الدرامية القديمة الخالدة.
وقال حسن عبدالله رئيس الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية إن “المتحدة ترى في واتش إت عموداً أساسياً للاستثمار في صناعة المحتوى الترفيهي وحماية الملكية الفكرية للمحتوى الدرامي والسينمائي والبرامجي المصري والعربي”، مضيفا أن “المتحدة تسعى لتوفير كافة الإمكانات الفنية والبشرية لوضع المنصة في الصدارة”. وأضاف أن مصر على مدى أكثر من قرن “تقدم أفضل الأعمال والمسلسلات والأفلام والمسرحيات للعالم العربي، ومنصة واتش إت هدفها الأساسي تقديم هذا المحتوى”.
وأطلقت “واتش إت” خطة تطويرية جديدة للتوسع على المستوى العربي والإقليمي. والهدف الأساسي من الإستراتيجية الجديدة هو جعل المنصة رائدة وتضم أكبر مكتبة للمحتوى العربي في العالم، و”ذلك خلال تقديم محتوى ترفيهي بتجربة مشاهدة فريدة مناسبة لجميع أفراد العائلة على الشاشات في جميع أنحاء العالم؛ مع الالتزام بالحفاظ على الأصالة والهوية المصرية والعربية”.
ولدى منصة “واتش إت” مميزات تنافسية، حيث تمتلك “أكبر مكتبة محتوى آمن ومناسب لجميع أفراد العائلة تصل إلى 50 ألف ساعة وتضمن مجموعة متنوعة وواسعة من الأعمال الأصلية التي تعكس دراما المجتمع من خلال تكامل وتعاون مرن مع شركائها في مصر وعدد من الدول، بالإضافة إلي امتلاكها مكتبة ماسبيرو، وهذا يتكامل مع التطوير الجذري في شكل التطبيق والتكنولوجيا المستخدمة في تشغيله”.
يذكر أن أرشيف الدراما له جمهور عربي واسع. وقد قدمت الدراما العربية خلال السنوات الماضية العديد من الأعمال الدرامية المتنوعة (اجتماعية وتاريخية وكوميدية) التي حققت نجاحًا باهرًا ولا زال الجمهور يطلب إعادتها. وشكلت الكثير من المسلسلات القديمة ظاهرة فنية؛ فقد حُفرت في ذاكرة الجمهور إلى يومنا هذا بالرغم من مرور سنوات كثيرة على عرضها.
ورغم أن الدراما الحالية تكلف الملايين لم تتمكن من التفوق على المسلسلات القديمة، حيث مازال الجمهور يحرص على إعادة مشاهدة عدد من المسلسلات والأفلام القديمة من حين إلى آخر. وتثبت هذه الأعمال القديمة كل مرة أنها قادرة على منافسة الأعمال الحديثة وحتى التفوّق عليها في معركة الريتينغ (نسب المشاهدة) .
وتتحكم لعبة الريتينغ ( في إدارة منصات الستريمينغ، فهو المقياس الذي تحدد به مصائر المسلسلات وبالتالي شعبية المنصة.
وفي هذا السياق، تريد “واتش إت” حجز موطئ قدم في سوق الستريمينع على الساحة العربية بأرشيف المسلسلات القديمة الذي يحظى بشعبية واسعة، رغم أن منصتيْ نتفليكس وشاهد تحتكران حاليا ساحة الستريمينغ عربيا.
وكانت مجموعة “أم.بي.سي” البارزة في العالم العربي، والتي تعد حجر الزاوية في القوة الناعمة السعودية، قد أعلنت استثمارها في المزيد من المحتوى الرقمي النوعي، وقوامه الإنتاجات الأصلية، مخصصة ميزانيات ضخمة لإنتاج أعمال حصرية من أجل زيادة مستخدمي منصة شاهد التي ترفع شعار “جديد في جديد” وتقوم بتسويق المملكة العربية السعودية محليا وعالميا.
ونجحت منصة شاهد في تثبيت نفسها كأبرز وأكبر مزوّد بالمحتوى الأصلي النوعي العربي للجمهور في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وما ورائهما. ولتوفير قيمة مضافة للمستخدمين أقامت شاهد عدة شراكات مع عدد من العلامات التجارية الرائدة في مختلف القطاعات إقليميا وعالميا.
وقال جاكوب ميجلهد أندرسن، رئيس المحتوى في شاهد، “تشهد المجتمعات في العموم تطورا مستمرا. من هنا، نجد أن المشاهد العربي بات اليوم توّاقا لمتابعة تشكيلة واسعة من الإنتاجات النوعية الناطقة باللغة العربية، وأعني بذلك الإنتاجات التي تحمل أبعادا وعناوين ورسائل ترتبط بواقع المنطقة وحاضرها وحضارتها وتاريخها وكذلك مستقبلها؛ تلك القصص الاجتماعية والثقافية الفريدة بنوعيتها وأنماطها الدرامية، والتي لم يَسبق لها أن رُوِيَت أو عُرضت على الشاشات”.
وأضاف “أن الاختلاف الذي يطرأ يوميا على كيفية استخدامنا للمحتوى الإعلامي كمشاهدين يقابله ازدياد في الطلب على المحتوى المرتبط تحديدا بقصص المنطقة”.