"نوافذ غائمة" للتونسية ألفة داود.. مشاهد تشكيلية تنفذ إلى أعماق الذات

المعرض يقدم رؤية أخرى لعالم تشكيلي يتم استكشافه نسبة إلى موضوع الإطار ورمزياته المحيلة على مفاهيم النافذة.
الأربعاء 2023/06/07
نوافذ منفتحة على عوالم سحرية

تونس - تقدم الفنانة التشكيلية التونسية ألفة داود في دار الثقافة ابن رشيق بالعاصمة تونس إلى غاية التاسع من يونيو الجاري معرضها التشكيلي الثاني الذي يحمل عنوان “نوافذ غائمة”. ويتضمن المعرض 27 لوحة، أنجزتها صاحبتها بتقنيات مختلفة كالحفر والطباعة والكولاج.

ويقدم هذا المعرض رؤية أخرى لعالم تشكيلي يتم استكشافه نسبة إلى موضوع الإطار ورمزياته المحيلة على مفاهيم النافذة.

وتواصل الفنانة في هذا المعرض البحث عن إستراتيجيات جديدة للسرد التشكيلي وسط تضافر غير معهود للفنون البصرية، محاولة في كل مرة البحث عن قراءة ما انطلاقا من اختصاصها في تقنيات الحفر والطباعة. 

◙ المعرض يشكل رحلة بحث عن إستراتيجيات جديدة للسرد التشكيلي وسط تضافر غير معهود للفنون البصرية
◙ المعرض يشكل رحلة بحث عن إستراتيجيات جديدة للسرد التشكيلي وسط تضافر غير معهود للفنون البصرية

وتأتي هذه التجربة كجزء أكثر دقة لتجارب سابقة في العرض جماعية وفردية لتعلن عن مجموعة من البحوث البصرية بواسطة الحامل والمحمول تمزج فيها بين الأثر وظله داخل غابة من الحبر والرصاص. نوافذ مترددة، مخيفة، مبشرة، خافتة، مضيئة، معتمة، منفتحة على طيور وأشجار في وسط غابة الإنسان المعاصر.

وتقول الفنانة عن لوحاتها إنها “مشاهد تشكيلية نافذة في أعماق الذات، حيث تتلاشى الخطوط العريضة للعالم الحقيقي، وتمتزج الألوان وتنصهر في لون أحادي، كاشفة عناصر تصويرية وشخصيات شعرية تخترق الواقع وتفتح الأطر”.

هذه النوافذ التي اشتغلت عليها أرادتها الفنانة مواربة، فلا هي مغلقة تمامًا ولا هي مفتوحة بالكامل لتكشف باستمرار عن حياة كامنة منتسبة إلى واقع مواز مفعم بالمعنى. وهذا الأسلوب الفني في معنى النافذة يكشف عن مادة تشكيلية حية تنبثق من أحادية اللون لتحيل على عوالم غريبة تتسم بغموض الأحلام الغائمة.

وتتحدث ألفة داود عن نوافذها في لوحاتها قائلة “في نوافذي الغائمة جسدية لانعطافات الخيال، إنها تتجسد تشكيليا في سحر الإطار، ومفاهيميا لمساءلة هذا العالم الزائل، والكشف عن فوضى الحواس لتتشكل في تناقض جوهري مع كل أيقونات اليقينيات الراسخة لدينا”. 

◙ المعرض يتضمن 27 لوحة أنجزتها صاحبتها بتقنيات مختلفة كالحفر والطباعة والكولاج

وتتابع “مساري في هذا المعرض إن شئت هو رؤية للكون، دون أن يتم تحديدها بشكل كامل، إنه استخراج للجزء من الكل ونقل مغاير وإعادة ترتيب الأشياء إلى شيء آخر. تعمل الإطارات/النوافذ الخاصة بي على دفع حدود المساحة المحيطة وتفتح آفاقًا تشجع على التفكير في حدود ما هو مرئي”. 

وتستكمل “أدعو المتفرج إلى المشاركة في تجربتي، بعبور الإطار التقييدي وإظهار الخيال أمام هذه الرحلة متعددة الأبعاد. وأطمح إلى تخليص القارئ/المشاهد/المبصر خلال هذا المعرض من واقع مهيب عبر تجربة تشكيلية كي يعيد النظر في العالم من خلال نوافذي غير المتبلورة. إنها تنقلك إلى عالم متأصل حيث يمتزج الحقيقي مع الخيال، مما يوفر لك تجربة ساحرة تدعوك إلى التفكير في الجمال المخفي وراء المظاهر العابرة للحياة غير الكاملة”.

ألفة داود فنانة وباحثة تونسية في جماليات الممارسات الفنية المعاصرة. تلقت تكوينها الأكاديمي في مدرسة الفنون الجميلة بتونس، حيث اكتسبت مهارات متعمقة في مجال الفن التشكيلي. منذ ذلك الحين واصلت بحثها النظري من خلال استكشاف التقاطعات الجمالية بين الفن التشكيلي والأشكال الفنية الأخرى، لاسيما في مجال السينما.

◙ تجربة ألفة داود تمزج فيها بين الأثر وظله داخل غابة من الحبر والرصاص
◙ تجربة ألفة داود تمزج فيها بين الأثر وظله داخل غابة من الحبر والرصاص

14