نواب ودعاة كويتيون ينتفضون دفاعا عن "عفة الطلاب والطالبات" بسبب مقطع فيديو عرض خلال درس وعدّ منافيا للآداب

الكويت- أثار أستاذ في علم النفس يحاضر في كلية الطب بجامعة الكويت ضجة واسعة وسط مطالبات من نواب ودعاة دين بضرورة وقفه عن العمل ومحاسبته على خلفية عرضه مقاطعَ فيديو على الطلبة قيل إنها منافية للآداب.
وكان الداعية الإسلامي عبدالرحمن النصار أول من أثار هذه القضية، حيث قال في سلسلة تغريدات على حسابه في تويتر “دكتور في كلية الطب يعرض مشهدا إباحيا أمام الطلاب والطالبات بحجة تثقيفهم. لن نقبل بوجود هذا الفاسد أخلاقيا ليدرّس بنات الكويت”.
وانجرف عدد من النواب خلف موقف الداعية، وذهب بعضهم إلى حد مساءلة وزير التربية والتعليم العالي علي المضف. وقال النائب أسامة المناور متوجها بكلامه إلى الوزير “إمّا أن يوقف من يسمي نفسه أستاذ علم النفس عن العمل، ويحال إلى التحقيق أو أن بقاءك سيكون تحديا لكل نائب يخاف الله في هذا البلد، فقد أساء إلى التعليم وإلى الجامعة، وتعدى على عفّة الطلاب والطالبات، وهذا تجاوز خطير لن نسكت عنه”.
وطالب النائب حمدان العازمي الوزير “باستعجال اتخاذ إجراء حازم وفوري ضد من يسمي نفسه أستاذا جامعيا، وأساء إلى التعليم وعرض مشاهد إباحية للطلبة، ولن نقبل بمجرد إنذاره خاصة أنه متورط في محاولة إفساد أخلاق الطلبة تحت ذريعة التعليم والتثقيف، وسنوجه سؤالا برلمانيا في هذا الخصوص”. وبدوره دعا النائب أحمد مطيع وزير التعليم العالي إلى “فتح تحقيق عاجل بخصوص شكاوى طلبة كلية الطب بحق دكتور عرض عليهم مقطعا منافيا للآداب، وجبت محاسبة الدكتور وإيقافه عن العمل، فالتعليم مهنة أخلاقية في المقام الأول، ولا نقبل أبدا أن تكون مؤسساتنا التعليمية مكانا لإفساد أبنائنا وبناتنا الطلاب والطالبات”.

أسامة المناور: يجب إيقاف من يسمي نفسه أستاذ علم النفس عن العمل
ويرى نشطاء كويتيون أن بعض النواب والدعاة في الكويت تحولوا إلى “شرطة أخلاق”، وأن من بينهم من لم يكلف نفسه حتى عناء البحث في أصل المسألة وعما إذا كانت المقاطع التي وظفها الأستاذ المحاضر تخدم شرحا يقدمه إلى الطلبة، وسارع إلى إصدار أحكام بشأنه من قبيل الدعوة إلى وقفه عن العمل ومحاسبته.
وأشار النشطاء إلى أن عددا قليلا من النواب طالب بتوضيح لما حصل، فيما البقية قامت بنصب مشانق رمزية للأستاذ. وتقدم النائب فايز الجمهور بسؤال إلى وزير التربية والتعليم العالي قال فيه “نما إلى علمي قيام دكتور بكلية الطب بجامعة الكويت بإلقاء محاضرة يوم الأربعاء الماضي، وأثناء شرح المحاضرة قام بعرض مقطع فيديو مصور بهدف الشرح عليه، وأثناء عرضه تبين تضمنه لعبارات ومقاطع مخلة بالآداب العامة”.
وتساءل الجمهور “ما مدى صحة الخبر؟”، طالبا تزويده بـ”الاسم والمؤهل العلمي والسيرة الذاتية للدكتور، وعدد المحاضرات التي تمت دراستها خلال الفترة من 27 – 3 – 2022 حتى 31 – 03 – 2022 بكلية الطب بجامعة الكويت، والمواضيع التي تمت مناقشتها”.
وأضاف “يرجى تزويدي بمقطع الفيديو الذي تم عرضه أثناء إلقاء المحاضرة بغرض الشرح عليه، وما الإجراءات التي اتخذتها أو ستتخذها الوزارة في هذا الشأن؟ وما الإجراءات التي ستتخذها الوزارة لضمان عدم تكرار الأمر مرة أخرى؟”.
وشهدت الكويت في السنوات الأخيرة تنامي النزعة المحافظة. وكان نواب ودعاة عمدوا قبل فترة إلى الضغط على السلطات من أجل إلغاء فعالية يوغا نسائية في الصحراء. كما تسبب قرار من وزير الدفاع السابق الشيخ حمد جابر العلي، يقضي بانخراط المرأة في الجيش، في ضجة كبيرة نتج عنها استجواب بحق الوزير الذي اضطر لاحقا إلى تقديم استقالته.
ويرى مراقبون أنه ليس من الواضح ما إذا كان الأستاذ المحاضر قد تعمد عرض مقاطع الفيديو المثيرة للجدل وبما لا يخدم محتوى الدرس الذي يقدمه للطلبة؛ ذلك أن الأمر يحتاج إلى بحث، لكن ردود الفعل الكثيرة التي لا تخلو من تسرع في الحكم على الأستاذ تشكل مؤشرا سيئا على المنحى الذي تنتهجه الإمارة الخليجية.