نواب بحرينيون يشتكون تجاهل الحكومة بسبب موقفهم من الضريبة

المنامة - اشتكى نواب بحرينيون من تجاهل الحكومة لهم، بسبب موقفهم الرافض لزيادة ضريبة القيمة المضافة التي صادق عليها مجلس النواب في وقت سابق من الشهر الجاري وأثارت جدلا واسعا لا تزال تفاعلاته مستمرة إلى اليوم.
وتحدث النواب عن تجاهل بعض الوزارات توجيه دعوات لهم للمشاركة في تدشين مشاريع، وفي المقابل تمت دعوة نواب وافقوا على تمرير مشروع قانون القيمة المضافة للحضور.
وقدم النائب إبراهيم النفيعي وزارة الإسكان مثالا عن ذلك حيث قال في تغريدة على حسابه على تويتر “منذ أن بدأت الوزارة في توزيع الوحدات السكنية التي أمر بها الأمير سلمان بن حمد آل خليفة لم نرها وجهت دعوة لأحد من النواب الرافضين للضريبة”، متسائلا “هل هي صدفة أم أن الأمر متعمد؟”.
وشكلت المصادقة على الزيادة الجديدة في الضريبة على القيمة المضافة التي بلغت 10 في المئة إحراجا كبيرا للنواب الذين دعوا إلى أن يكون التصويت عليها سريا، فيما بدا الهدف من ذلك تجنب ردود فعل الشارع البحريني، لكنهم لم ينجحوا في تلافي ذلك بعد أن جرى تسريب قائمتين تشملان الموافقين على الزيادة وهم 23 نائبا والرافضين وهم 16 نائبا، في مقابل امتناع نائب واحد عن التصويت.
ووجد النواب المصادقون على الزيادة أنفسهم في مواجهة عاصفة من الانتقادات لم تهدأ حتى اللحظة من قبل جزء كبير من الشارع البحريني الذي اتهمهم بالتواطؤ مع السلطة التنفيذية لتمرير مشاريع تستهدف جيب المواطن العادي، متوعدين بمعاقبتهم في الاستحقاق الانتخابي المرتقب إجراؤه العام المقبل.
وقد حاول النواب المصوتون بنعم على مشروع ضريبة القيمة المضافة تبرير موقفهم، بيد أن الحجج التي ساقوها لم تلق تجاوبا بل العكس ساهمت في تأجيج العلاقة وزيادة منسوب التوتر مع الشارع.
وقال أحد المواطنين البحرينيين ويدعى بسام المحمد “بعد هدوء عواصف الجدال في مجلس النواب في البحرين والقرار بزيادة ضريبة القيمة المضافة إلى 10 في المئة خرج علينا بعض نواب الشعب من الذين صوتوا بنعم، كي يعطوننا دروسا في الوطنية وإيثار مصالح الوطن العليا، مع التغاضي عن سبب العجز الرئيسي”، موجها كلامه لهم “أقول تبريركم أقل قيمة من حِبرهُ وورِقْه”.
وصرح عبدالله الماحوزي ناشط بحريني مقيم في ألمانيا “أن يختار النوّاب جلسة سرية في موضوع مهم كالقيمة المضافة فهذا يعني استغفالا واستخفافا بالشعب كافة، ليس فقط بأهالي دوائرهم، قرار القيمة المضافة يخص الشعب والموافقة عليها ستقصم ظهر الفقير لا الغني”.
وفي مقابل عاصفة الانتقادات التي طالت النواب الذين صوتوا بنعم، لقي المتحفظون على الزيادة إشادات واسعة، خصوصا وأنهم يشكلون أقلية داخل المجلس ترفض مسايرة السلطة التنفيذية.

إبراهيم النفيعي: تجاهل وزارة الإسكان للنواب الرافضين للضريبة صدفة أم متعمد
وقد تم تناقل قائمة الرافضين التصويت لصالح زيادة الضريبة على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، فيما بدا الهدف من ذلك زيادة إحراج زملائهم من النواب.
ويعد معظم النواب في البرلمان البحريني الحالي من الموالين للحكومة، بعد أن تم حل المعارضة السياسية التي كان صوتها بارزا في المجلس على غرار “الوفاق” و”وعد”، وقد تمّ حظر أفرادها من الترشح للانتخابات.
ويرى مراقبون أن معظم النواب الحاليين هم عديمو الخبرة في الشأن النيابي وبالتالي تجد الحكومة سهولة كبيرة في التأثير على قراراتهم، لافتين إلى أن أداء المجلس من شأنه أن ينعكس سلبا على نسب المشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة التي لم يعد يفصل عنها سوى أشهر قليلة.
ويقول المراقبون إن عملية شحن تجري اليوم ضد النواب الحاليين تغذيها المعارضة الموجودة في معظمها في الخارج، التي ما فتئت تحاول استغلال عثرات المجلس للتحريض على مقاطعة الاستحقاق الانتخابي المقبل.
ولا تبدو الحكومة مبالية بالحملات المتصاعدة ضد المجلس النيابي بقدر حرصها على تمرير مشاريع قوانين تخدم رؤيتها لإنعاش الوضع الاقتصادي الذي يشهد تراجعا رغم الدعم الخليجي.
وأعلنت الحكومة البحرينية في أكتوبر الماضي عن خطة للتعافي الاقتصادي تهدف إلى تحقيق التوازن المالي في ميزانية المملكة بحلول عام 2024، بما يشمل خفض الإنفاق على المشروعات ومضاعفة نسبة ضريبة القيمة المضافة.
وطبقت البحرين في أكتوبر الماضي ضريبة القيمة المضافة على غالبية السلع المبيعة في الأسواق المحلية بنسبة 5 في المئة، بعد عام على تطبيق مماثل في كل من الإمارات والسعودية.