نهب عصابات مسلحة وجوعى المساعدات يفاقم أزمة الطحين في غزة

الأمم المتحدة (نيويورك) - كشفت الأمم المتحدة الاثنين عن تحديات جسيمة تواجه إدخال المساعدات الغذائية إلى قطاع غزة، مؤكدة أنها لم تتمكن من إدخال سوى كميات "الحد الأدنى" من الطحين منذ رفع إسرائيل للحصار المفروض على القطاع قبل ثلاثة أسابيع، مشيرة إلى أن عصابات مسلحة وفلسطينيين يتضورون جوعا استولوا على معظمه.
وقال نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق للصحافيين إن المنظمة نقلت 4600 طن متري من طحين القمح إلى غزة عبر معبر كرم أبوسالم، وهو نقطة الدخول الوحيدة التي تسمح إسرائيل لها باستخدامها.
وأضاف حق أن منظمات الإغاثة في غزة تقدر أن هناك حاجة إلى ما بين 8000 و10000 طن متري من الطحين لإعطاء كل أسرة في غزة كيسا من الطحين و"تخفيف الضغط على الأسواق وتخفيف حالة اليأس".
وأوضح "استولى بائسون يتضورون جوعا على معظمها قبل وصول الإمدادات إلى وجهتها. وفي بعض الحالات، تعرضت الإمدادات للنهب من قبل عصابات مسلحة".
وتُشكل تصريحات الأمم المتحدة حول نهب المساعدات الغذائية في غزة نقطة محورية، هذه الحقيقة لا تُسلط الضوء فقط على عمق الأزمة الإنسانية التي تدفع السكان إلى اليأس، بل تُثير تساؤلات حول فعالية آليات التوزيع الحالية وتحديات الأمن في ظل الحصار الإسرائيلي المستمر.
ووفقا لإرشادات برنامج الأغذية العالمي، فإن 4600 طن متري من الطحين تكفي لثمانية أيام تقريبا من الخبز لسكان غزة البالغ عددهم مليوني نسمة، على أساس حصة يومية قياسية تبلغ 300 جرام لكل شخص.
ودعا حق إسرائيل إلى إدخال المزيد من المساعدات عبر معابر وطرق متعددة.
وقد سلمت الأمم المتحدة كميات من الطحين إلى جانب مواد طبية وغذائية محدودة منذ أن رفعت إسرائيل الحصار الذي استمر 11 أسبوعا في منتصف مايو.
ويحذر خبراء من أن غزة معرضة لخطر المجاعة، حيث تضاعفت نسبة الأطفال الصغار الذين يعانون من سوء التغذية الحاد ثلاث مرات تقريبا.
وتريد إسرائيل والولايات المتحدة أن تعمل الأمم المتحدة من خلال مؤسسة غزة الإنسانية الجديدة المثيرة للجدل، لكن الأمم المتحدة رفضت ذلك، مشككة في حياديتها ومتهمة نموذج التوزيع بعسكرة المساعدات وإجبار النازحين على النزوح.
وتتهم إسرائيل والولايات المتحدة حركة حماس بسرقة المساعدات من الأمم المتحدة، الأمر الذي تنفيه الحركة.
وتستعين مؤسسة غزة الإنسانية في عملياتها بشركات أمنية ولوجستية أمريكية خاصة. وقد بدأت عملياتها في غزة في 26 مايو، وقالت الاثنين إنها وزعت حتى الآن 11.4 مليون وجبة.
وتجبر إسرائيل الأمم المتحدة على تفريغ المساعدات على الجانب الفلسطيني من معبر كرم أبوسالم، على أن تتولى المنظمة ومنظمات إغاثة أخرى موجودة بالفعل في غزة تحميلها بعد ذلك. وقد اتهمت الأمم المتحدة إسرائيل برفض طلبات الدخول على نحو منتظم.