نهاية عصر تأميم النفط في ليبيا: شركة لأحد أبناء حفتر تكسر الاحتكار

"أركنو" أول شركة ليبية خاصة تنافس المؤسسة الوطنية للنفط، ويعني هذا أن بعض إيرادات النفط تتحول بعيدا عن مصرف ليبيا المركزي.
الثلاثاء 2025/02/18
خلافات توزيع الثروات النفطية

لندن– أفاد خبراء في الأمم المتحدة وسجلات شحن بأن شركة ليبية مرتبطة بالجيش الليبي برئاسة المشير خليفة حفتر صدّرت نفطا بقيمة 600 مليون دولار على الأقل منذ مايو، ما يمثل نهاية لعصر تأميم النفط في ليبيا وعودة الاحتكار من مؤسسات غير حكومية، وهي تابعة لأحد أبناء حفتر.

والشركة غير المشهورة تحمل اسم أركنو وتأسست في 2023 وهي أول شركة ليبية خاصة تصدر شحنات نفط لتنافس المؤسسة الوطنية للنفط، التي دأبت على احتكار التصدير. ويعني هذا أن بعض إيرادات النفط تتحول بعيدا عن مصرف ليبيا المركزي.

ومنذ سقوط معمر القذافي في 2011 نشبت صراعات في ليبيا بين فصائل مسلحة، كما انقسمت البلاد إلى منطقة تحت سيطرة حكومة معترف بها دوليا في طرابلس بالغرب وأخرى في الشرق تسيطر عليها قوات الجيش بقيادة حفتر وأبنائه.

صادرات شركة أركنو بين شهري مايو وديسمبر 2024 بلغت 7.6 مليون برميل بقيمة حوالي 600 مليون دولار

وتركزت الخلافات في الأغلب على تقاسم وتوزيع عائدات النفط من قبل المصرف المركزي في طرابلس. وعطلت القوات التابعة لحفتر، التي تسيطر على معظم حقول النفط الليبية، الإنتاج أو الصادرات مرارا وكان أحدثها في أغسطس لضمان استمرار تدفق الأموال إلى الشرق.

وقالت لجنة خبراء في الأمم المتحدة في تقرير في 13 ديسمبر لمجلس الأمن إن أركنو تخضع لسيطرة غير مباشرة من صدام حفتر أحد أبناء خليفة حفتر.

وقال تشارلز كاتر مدير التحقيقات في “ذا سنتري” وهي مجموعة دولية للتحقيقات والسياسات “هذه سابقة مذهلة تعكس النفوذ المتنامي لأطراف مسلحة على قطاع النفط”.

ووفقا لموقعها الإلكتروني وحسابها على لينكدإن، يقع مقر أركنو في مدينة بنغازي المطلة على البحر المتوسط بشرق ليبيا ولها رصيف يخضع لسيطرة قوات حفتر. وتأسست الشركة في أوائل 2023 على يد موظفين سابقين في مؤسسة النفط الليبية.

ووفقا لتقرير للأمم المتحدة، جرى تعيين صدام حفتر رئيسا لأركان القوات البرية للجيش الوطني الليبي في مايو من العام الماضي، مما سمح له بتأكيد السيطرة على علاقة ليبيا مع الدول المجاورة ومصالحها الاقتصادية.

op

وأشارت سجلات شحن إلى أن أركنو صدّرت منذ ذلك الحين سبع شحنات نفطية أخرى، ليصل إجمالي صادراتها بين مايو وديسمبر 2024 إلى 7.6 مليون برميل بقيمة حوالي 600 مليون دولار، وفقا لمتوسط أسعار خام برنت الشهرية.

وبحسب بيانات مجموعة بورصات لندن وشركة كبلر، اشترت شركة إكسون موبيل الأميركية إحدى الشحنات المتجهة إلى إيطاليا في 28 أكتوبر.

واشترت يونيبك، الذراع التجارية لمؤسسة الصين للبترول والكيماويات (سينوبك) أكبر شركة تكرير في العالم والمملوكة للحكومة الصينية، شحنتين أخريين على الأقل، متجهتين إلى بريطانيا وإيطاليا.

الشركة التي تحمل اسم "أركنو" تخضع لسيطرة غير مباشرة من صدام حفتر أحد أبناء خليفة حفتر

ولا تزال مؤسسة النفط الوطنية، التي تعمل منذ فترة طويلة بشكل مستقل، تمثل الجزء الأكبر من الصادرات الليبية.

واستنادا لبيانات كبلر وحسابات رويترز، صدّرت المؤسسة نحو 264 مليون برميل من النفط بقيمة تقرب من 21 مليار دولار خلال نفس الفترة التي شهدت شحنات أركنو الثماني.

ووفقا لخطاب من المؤسسة الوطنية للنفط بتاريخ 10 يوليو، فالإضافة إلى السماح لها بتصدير النفط الخام، أصبحت أركنو شريكا في حقلي النفط الرئيسيين السرير ومسلة. والخطاب كان خلال فترة رئاسة فرحات بن قدارة للمؤسسة والذي استقال الشهر الماضي.

وتدير شركة الخليج العربي للنفط التابعة للمؤسسة الوطنية للنفط الحقلين وتمثلان أغلب إنتاجها الذي يبلغ نحو 300 ألف برميل يوميا من الخام عالي الجودة، وهو نفس النوع الذي تصدره شركة أركنو.

وقال كاتر من مؤسسة “ذا سنتري”، “يبدو أنه لا يوجد دليل على أن شركة أركنو قدمت بالفعل أيّ خدمات أو قامت بأعمال تطوير في حقلي مسلة والسرير النفطيين.. ونتيجة لهذا فإن حصول أركنو على مئات الملايين من الدولارات من المؤسسة الوطنية للنفط، والتي يجري دفعها في شكل شحنات نفط للتصدير، تثير شكوكا كبيرة بشأن احتمالية وجود فساد”.

ووفقا لقرار للحكومة صدر في نوفمبر، أصبحت أركنو شريكة للمؤسسة الوطنية للنفط في تطوير ثلاثة حقول نفطية أصغر حجما هي السلطان واللطيف في شرق ليبيا والطهارة في الغرب.

 

اقرأ أيضا:

         • ليبيا تحيي ذكرى فبراير في ظل تفاقم الانقسام والفساد

1