نهاية السرية لواتساب وتليغرام قد تبدأ من النمسا

فيينا تبدو ساعية للاقتداء بمخابرات دول صديقة حصلت على معلومات مدت بها أجهزة الأمن النمساوية.
الاثنين 2024/08/12
ميزة الخصوصية مهددة في واتساب

فيينا- قال المستشار النمساوي كارل نيهامر الأحد إن أجهزة المخابرات في بلده يجب أن تتمتع بصلاحيات أكبر في مراقبة الاتصالات عبر تطبيقات المراسلة للتصدي للمتطرفين، وذلك بعد إحباط هجوم انتحاري كان سيستهدف حفلا لنجمة موسيقى البوب الأميركية تيلور سويفت في فيينا الأسبوع الماضي.

وقد يشكل هذا التصريح بحسب محللين نهاية السرية لتطبيقات المراسلة واتساب وتليغرام ومسنجر وغيرها. ويبدو ذلك مرتبطا بالإرهاب وبالاقتداء بما حصلت عليه النمسا من معلومات عبر اختراق محادثات من قبل مخابرات دولة صديقة.

وحرصت جميع الشركات على ضمان الخصوصية والتأكيد عليها منذ إطلاق تطبيقاتها، ولهذا السبب أعلن القائمون على تطبيق واتساب في أبريل 2016 أن جميع المحادثات أصبحت مُشفرة تماما، سواء بين مستخدم وآخر أو بين مجموعة من المستخدمين. وهي خطوة قامت بها شركة فيسبوك في تطبيق مسنجر أيضا، وحتى غوغل في تطبيق ألو.

واتساب طلبت من الجهات الحكومية الامتثال للقانون المعمول به ولسياسات الخصوصية المتبعة لديها، لكنها تقر بأنها تمتثل في بعض الحالات لتلك الطلبات بشكل طارئ

ويخضع محتوى جميع الرسائل المرسلة باستخدام أغلب التطبيقات لبروتوكول التشفير “سيغنال” الذي يحمي الرسائل قبل أن تخرج من الجهاز، ما يضمن أن تظل إمكانية قراءة الرسائل التي يتم إرسالها أو الاستماع إليها مقتصرة على صاحبها والشخص الذي يتم التواصل معه، ولا يمكن لأي شخص آخر ولا حتى شركات الاتصال الاطلاع عليها.

وتقول واتساب مثلا إنها تطلب من الجهات الحكومية التي تقدم طلبات الحصول على بيانات المستخدمين الامتثال للقانون المعمول به ولسياسات الخصوصية المتبعة لديها، لكنها تقر بأنها تمتثل في بعض الحالات لتلك الطلبات بشكل طارئ.

وألغيت الحفلات الموسيقية الثلاثة التي كانت سويفت ستحييها بعد أن علمت السلطات النمساوية بمؤامرة يقودها شاب يبلغ من العمر 19 عاما لشن هجوم انتحاري مستوحى من تنظيم الدولة الإسلامية في ملعب لكرة القدم حيث كان عشرات الآلاف من المعجبين بنجمة البوب يعتزمون الحضور.

وقال المحققون النمساويون إن الشاب بايع تنظيم الدولة الإسلامية في الآونة الأخيرة وأدلى باعتراف كامل بعد أن داهمت الشرطة منزله وصادرت مواد كيميائية ومناجل وأشياء أخرى كان من المقرر استخدامها في هجوم بالقنابل.

وجددت أنباء إحباط الهجوم النقاش حول القيود التي تفرضها النمسا على مراقبة الاتصالات والرسائل، والتي تعد قيودا صارمة مقارنة بدول غربية أخرى، وذلك في الوقت الذي تستعد فيه البلاد للانتخابات التي من المزمع أن تجرى في التاسع والعشرين من سبتمبر المقبل.

خخ

وقال المستشار نيهامر في مقابلة مع صحيفة بيلد الألمانية “نحتاج حقا إلى تطوير أجهزتنا (الأمنية) من الناحية الفنية حتى تضاهي ما لدى الإرهابيين والجريمة المنظمة، كي نتمكن من محاربتهم”.

وأضاف نيهامر، الذي يسعى للفوز بولاية جديدة الشهر المقبل، “من الضروري أن يتسنى فك التشفير بخدمات المراسلة مثل واتساب وسيغنال وتليغرام من أجل السلطات الأمنية، تحت إشراف قضائي، مع احترام سيادة القانون”.

وأكد نيهامر من قبل أن النمسا تلقت معلومات من جهاز مخابرات أجنبي بشأن مخطط الهجوم على حفل سويفت. وقال إن السلطات ألقت القبض على المشتبه بهم الرئيسيين في القضية حتى الآن.

لكنه ذكر أن هناك اعتقالات أخرى تجريها السلطات في الوقت الذي تواصل فيه الشرطة تحقيقاتها بشأن شبكات إجرامية. وقال إن السلطات حددت أيضا المزيد من أنصار تنظيم الدولة الإسلامية.

وسعت محامية المشتبه به الرئيسي في المخطط إلى التقليل من خطورته، قائلة الأحد إن موكلها كان يفكر فقط في الأمر. وقالت المحامية إينا كريستين شتيجليتس لرويترز إن الشاب لم يصبح معنيا بالتنظيم المتشدد إلا في الشهر الماضي.

وأضافت “لقد جذب ذلك (التنظيم) اهتمامه”، مشيرة إلى أن موكلها لم يكن ينوي حقا تنفيذ هجوم خطير. وقالت “كان الأمر مجرد تفكير… إنه يقول إن القنبلة لم تكن ذات جودة كافية، ولم يكن الأمر لينجح”. وذكرت أنه بحث عبر الإنترنت عن كيفية صنع القنبلة.

هه

ومن بين ثلاثة شبان آخرين ألقت الشرطة النمساوية القبض عليهم في إطار التحقيق شاب يبلغ من العمر 17 عاما قالت شتيجليتس إن موكلها وصفه بأنه “أفضل صديق وجار له”.

وعبر جيران الشاب البالغ من العمر 19 عاما في بلدة تيرنيتس الصغيرة عن صدمتهم لاعتقاله، ووصفوه بأنه كان متحفظا لكنه ودود.

وقالوا إن إحدى الإشارات القليلة على تطرفه المحتمل كانت لحيته التي أطلقها في الآونة الأخيرة. وردا على سؤال عن سبب تغيير مظهره، قالت محاميته “أراد أن يبدو رائعا”.

1