نمو قياسي في أصول صناديق الاستثمار في العملات المشفرة

مستثمرون يخططون لاستثمار المزيد من الأموال في العملات المشفرة.
الثلاثاء 2025/06/10
عودة قوية للبيتكوين

نيويورك - سجلت الأصول المملوكة في صناديق العملات المشفرة مستوى قياسيًا في مايو الماضي، وهو نمو جاء مخالفا للتوقعات المبنية على التقلبات العالمية وسياسات الولايات المتحدة.

وعزز تراجع التوترات التجارية شهية المخاطرة، واستخدم بعض المستثمرين العملات الرقمية للتحوط من تقلبات السوق وتنويع استثماراتهم في الولايات المتحدة.

والعملات المشفرة هي رموز تحمل اسم اتجاهات الإنترنت أو الأشخاص المشهورين وتعتمد على شبكة كمبيوتر عالمية لامركزية ولا تستلزم وجود مؤسسة مركزية مثل البنك. وفي حين أن معظمها لا يُقلع أبدا، إلا أن بعضها يلقى رواجا.

وتُظهر بيانات منصة مورنينغ ستار لنحو 294 صندوقًا للعملات المشفرة أنها اجتذبت تدفقات صافية بقيمة 7.05 مليار دولار الشهر الماضي، وهو أعلى مستوى لها منذ ديسمبر، ليصل إجمالي الأصول المُدارة إلى مستوى قياسي بلغ 167 مليار دولار.

نيكولاس لين: البيتكوين عادت إلى مكانتها كأداة للتحوط من المخاطر
نيكولاس لين: البيتكوين عادت إلى مكانتها كأداة للتحوط من المخاطر

وصرح نيكولاس لين، الرئيس التنفيذي لشركة التكنولوجيا المالية إيثر هولدينغز، بأن البيتكوين “بدأت تعود إلى مكانتها،” ليس فقط كأصل عالي التقلب، بل كأداة يستخدمها المزيد من المستثمرين للتحوط من تعرضهم للمخاطر.

وحققت عملة البيتكوين ارتفاعًا في قيمتها بأكثر من 15 في المئة خلال الأشهر الثلاثة الماضية، متجاوزة ارتفاع مؤشر أم.أس.سي.آي العالمي بنسبة 3.6 في المئة وارتفاع الذهب بنسبة 13.3 في المئة.

وقال نك بوكري، المحلل ومؤسس شركة كوين بيرو، لوكالة رويترز إن “أحد العوامل الرئيسية وراء صعود البيتكوين هو فقدان الثقة في سوق الاستثمار الأميركي.”

وأضاف “من المتوقع أن يستمر الدولار الأميركي في الانخفاض، وأن ترتفع عائدات السندات، وهناك حالة من عدم اليقين بشأن أسواق الأسهم. لكن يبدو أن البيتكوين لا تزال قوية.”

واستفادت البيتكوين من التدفقات المؤسسية الوافدة خلال العام الماضي عقب الموافقة على صناديق الاستثمار المتداولة الفورية للبيتكوين والإيثر في الولايات المتحدة.

وعلى عكس صناديق العملات المشفرة، أظهرت بيانات ليبر خروج 5.9 مليار دولار صافيًا من صناديق الأسهم العالمية في مايو.

في المقابل سجلت صناديق الذهب أول تدفق خارجي لها منذ 15 شهرًا، بقيمة 678 مليون دولار، ما يشير إلى تحول أوسع في تنويع المحافظ الاستثمارية.

وقال لين من شركة إيثر هولدينغز “أعتقد أن التدفقات ستبقى قوية، ولكن ربما أكثر استقرارًا من الاندفاع الذي شهدناه بعد إطلاق صناديق الاستثمار المتداولة.”

وكانت تلك الموجة الأولية بمثابة صمام أمان. ما يحدث الآن هو الأهم، إنه بداية تحول العملات المشفرة إلى عنصر أساسي في المحافظ الاستثمارية المتنوعة.

ووفقًا لبيانات منصة كوينسشيرس، اجتذبت صناديق البيتكوين صافي 5.5 مليار دولار، وصناديق الإيثريوم صافي 890 مليون دولار في مايو.

وتخطط أغلبية كبيرة من المستثمرين لاستثمار المزيد من الأموال في العملات المشفرة خلال هذا العام، بحسب مسح أجرته شركة الاستشارات الإدارية إستراتيجي أند بين 2500 مستثمر في الولايات المتحدة وألمانيا والسعودية والإمارات وتركيا.

وفي كل سوق من هذه الدول استطلعت إستراتيجي أند، التابعة لشركة التدقيق الدولية برايس ووترهاوس كوبرز (بي.دبليو.سي)، آراء 500 شخص لديهم عملات مشفرة في محافظهم الخاصة خلال شهري يناير وفبراير الماضيين.

وفقًا لبيانات منصة كوينسشيرس اجتذبت صناديق البيتكوين صافي 5.5 مليار دولار وصناديق الإيثريوم صافي 890 مليون دولار في مايو

ويحتاج المستثمرون في عام 2025 إلى التركيز على التنويع والتحليل الأساسي وإدارة المخاطر للتنقل في المشهد المتغير باستمرار للأصول المشفرة، التي يبدو أنها أمام فرصة لاستعادة طفرتها مجددا.

ولا يزال خبراء الاقتصاد والمديرون في القطاع المالي يتجادلون حول ما إذا لم تكن طفرة العملات المشفرة مجرد فقاعة مضاربة، خاصة مع تنامي الشكوك حول قدرتها على بناء تعاملات مستقرة ولا تؤدي إلى خسائر.

وعلى عكس الأسهم، لا تمتلك استثمارات العملات المشفرة أي قيمة مكافئة في شكل شركة تبيع منتجات أو خدمات، ما يجعل البعض يعيد حساباته قبل الإقدام في الاستثمار فيها.

وفي أواخر الشهر الماضي أكد مسؤولون تنفيذيون في القطاع المصرفي الأميركي أن بنوكا كبرى تجري مناقشات داخلية حول التوسع في العملات المشفرة مع حصولها على تأييد أقوى من الجهات التنظيمية.

لكن المسؤولين قالوا لرويترز آنذاك إن الخطوات الأولية ستكون مبدئية، وتركز على برامج تجريبية أو شراكات أو تداول محدود للعملات المشفرة.

ويبدو أن عمالقة وول ستريت، التي مُنعت إلى حد كبير من العديد من أنشطة العملات المشفرة بسبب لوائح صارمة، على وشك النمو بسرعة.

ومع ذلك ذكر المسؤولون، الذين رفضوا الكشف عن هوياتهم لأنهم كانوا يناقشون خطط أعمال داخلية، أن أكبر البنوك المُقرضة لا تزال مترددة في أن تكون السبّاقة بين منافسيها في التوسع بشكل كبير في العملات المشفرة خشية مخالفة القواعد المتغيرة.

11