نمو أعمال نتفليكس بأبطأ وتيرة منذ مطلع العام 2023

إنفاق الشركة الثابت على المحتوى ساعدها على جذب المشتركين في وقت يسحب فيه المنافسون استثماراتهم في محاولة لجعل خدمات البث الخاصة بهم مربحة.
الأربعاء 2024/10/16
نتفليكس تحاول تحويل انتباه المستثمرين نحو مقاييس أداء أخرى

لوس غاتوس (الولايات المتحدة) - رجح محللو صناعة البث التدفقي أن تعلن منصة نتفليكس الأميركية الخميس عن أبطأ زيادة في عدد المشتركين في ستة أرباع سنوية، أي منذ الفترة بين أبريل ويونيو من العام الماضي.

وتترافق هذه التوقعات مع تراجع مكاسب الشركة من حملة مكافحة مشاركة كلمات المرور، حيث يبحث المستثمرون عن علامات على تسارع أعمال إيرادات الإعلانات الناشئة.

ومن المحتمل أن يضيف عملاق البث التلفزيوني عبر الإنترنت قرابة 4 ملايين مشترك في الفترة من يوليو إلى سبتمبر، وفقا لتقديرات المحللين التي جمعتها مجموعة بورصات لندن (أل.أس.إي.جي).

جيف فلودارزاك: تركيز الشركة منصب على زيادة المشتركين ورفع الأسعار
جيف فلودارزاك: تركيز الشركة منصب على زيادة المشتركين ورفع الأسعار

وشهدت شركة أقوى نمو لها منذ الوباء خلال النصف الثاني من عام 2023، حيث اشترك حوالي 22 مليون شخص في الخدمة بعد أن قيدت نتفليكس مشاركة كلمات المرور على مستوى العالم.

ويرى المحللون أن إنفاق الشركة الثابت على المحتوى ساعدها على جذب المشتركين في وقت يسحب فيه المنافسون استثماراتهم في محاولة لجعل خدمات البث الخاصة بهم مربحة.

وأظهرت بيانات شركة نيلسن الرائدة عالميا في مجال رؤى الجمهور والبيانات والتحليلات أن أعمال نتفليكس الأصلية مثل “الحادث” و”الزوجان المثاليان” كانت من بين أكثر العناوين التي تم بثها في الولايات المتحدة خلال الربع الثالث من هذا العام.

ومع تباطؤ وتيرة الاشتراكات، تحاول نتفليكس تحويل انتباه المستثمرين نحو مقاييس أداء أخرى بما في ذلك نمو الإيرادات والهوامش، من بينها التوقف عن الإبلاغ عن بيانات المشتركين بداية من عام 2025.

وقال جيف فلودارزاك المحلل في شركة بيفوتال ريسيرش لرويترز إن “تركيزهم هو الاستمرار في زيادة المشتركين بمعدل صحي مع الاستفادة أيضًا من حجمهم وقدرتهم على رفع الأسعار وزيادة دولارات الإعلان”.

وكانت خطة الشركة المدعومة بالإعلانات تنمو، لكن نتفليكس لا تقدم تفاصيل عن الأداء المالي للطبقة ولا تتوقع أن تصبح المحرك الأساسي للنمو حتى عام 2026.

وأثار هذا بعض المخاوف بشأن مسار نموها. وقال روس بينيس، محلل التلفزيون والبث المباشر في شركة إي ماركتر “إنهم يكسبون أقل من مليار دولار سنويا في الولايات المتحدة من الإعلانات، ويقولون إن هذا لا يجعلهم يبدون جيدين”.

ويعتقد بعض المحللين أن الشركة بحاجة إلى رفع الأسعار والتخلص التدريجي من المزيد من خططها الخالية من الإعلانات لدفع العملاء نحو الطبقة التي تحتوي على إعلانات تجارية لأنها عادة ما تجلب المزيد من الإيرادات لكل مستخدم.

وكشفت نتفليكس في يوليو من العام الماضي أنها ستتوقف عن تقديم الخطة الأساسية بقيمة 9.99 دولارا شهريًا بدون إعلانات تجارية للمستخدمين الجدد في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، وستتخلص منها تدريجيًا للمشتركين الحاليين.

وتتقاضى المنصة التي تخوض منافسة قوية في السوق مع منصات أخرى أبرزها ديزني+ 6.99 دولارا شهريًا في الولايات المتحدة للطبقة الإعلانية، بينما يبلغ سعر خطتها القياسية بدون إعلانات تجارية 15.49 دولارا شهريًا.

التوقعات تترافق مع تراجع مكاسب الشركة من حملة مكافحة مشاركة كلمات المرور، حيث يبحث المستثمرون عن علامات على تسارع أعمال إيرادات الإعلانات الناشئة

ولم ترفع الشركة سعر خطتها القياسية منذ أوائل العام 2022، في حين تم تسعير المستوى المدعوم بالإعلانات بنفس السعر منذ إطلاقه في أواخر عام 2022.

ومن المتوقع أن تبلغ إيرادات الإعلانات للشركة، التي تعمل في أكثر من 190 سوقا حول العالم، حوالي 242.7 مليون دولار في الربع الثالث، وفقا لمتوسط تقديرات ثلاثة محللين جمعتها أل.أس.إي.جي.

وتشير الترجيحات إلى أن الإيرادات الإجمالية لنتفليكس ستنمو بواقع 14.3 في المئة، وهي وتيرة أبطأ قليلاً من الأشهر الثلاثة السابقة، إلى 9.76 مليار دولار.

ولجذب المزيد من المعلنين، تركز الشركة على الأحداث الحية بما في ذلك الرياضة. وستبث نتفليكس مباراة الملاكمة المرتقبة للغاية بين جيك بول ومايك تايسون في نوفمبر، تليها أولى مبارياتها في دوري كرة القدم الأمريكية في ديسمبر المقبل.

وقد يساعد الموسم الثاني من المسلسل الدرامي الكوري الجنوبي الشهير “سكويد غيم” المتوقع إصداره في ديسمبر، الشركة في جذب المشتركين في الربع الأخير من العام الحالي.

وارتفعت أسهم نتفليكس بنسبة 12.4 في المئة منذ أن أعلنت عن نتائج الربع الثاني من 2024 في يوليو الماضي، وذلك مقارنة بارتفاع بنسبة 5 في المئة في مؤشر ستاندرد آند بورز 500.

وخلال تداولت الثلاثاء تراجع سهم الشركة البالغ قيمتها حوالي 306 مليارات دولار، بنسبة 1.35 في المئة ليبلغ سعره 713 دولار بعدما كان 725 دولارا عن افتتاح السوق.

10