نقص الموارد البشرية والإلكترونية يهدّد نمو أمازون وآبل

أرقام المرابيح تُثبت أن إرادة العملاقين لا تزال قوية.
الأحد 2021/10/31
الريادة مستمرة رغم الصعوبات

يعيق نقص الموارد البشرية والإلكترونية نموّ عمالقة التكنولوجيا مثل أمازون وآبل، حيث يصعب عليهما تحقيق أهدافهما الإنتاجية والمزيد من المرابيح في ظل صعوبات في التوظيف وشح الرقائق الإلكترونية الناجمة عن اضطرابات سببتها الجائحة، مع ذلك يبدي العملاقان إرادة قوية لتجاوز هذه الأزمة للحفاظ على الريادة.

سان فرانسيسكو – تعاني شركتا أمازون وآبل من صعوبات في التوظيف وشحّ في أشباه الموصلات، ما يهدّد نموّ العملاقين رغم وصول عائداتهما في الربع الأخير من العام إلى عشرات المليارات من الدولارات.

وخيّبت نتائج المجموعتين الأميركيتين آمال المستثمرين وخسرت أوراقهما المالية أكثر من 3 في المئة خلال التعاملات الإلكترونية بعد إغلاق بورصة نيويورك.

وحقّقت شركة أمازون التي تكافح من أجل التوظيف لتلبية احتياجاتها إيرادات في الربع الثالث من العام بلغت 110.8 مليار دولار (+15 في المئة) بما يتماشى مع توقعاتها ولكن ليس توقعات المحللين الذين توقعوا أكثر من 111.6 مليار.

تيم كوك: النقص العالمي في الرقائق الإلكترونية كان له تأثيره على جميع قطاعات الصناعة وليس آبل فقط
تيم كوك: النقص العالمي في الرقائق الإلكترونية كان له تأثيره على جميع قطاعات الصناعة وليس آبل فقط

وحققت أمازون 3.2 مليار دولار كأرباح صافية بعد أن زادت أرباحها ثلاث مرات خلال عام واحد لتصل إلى 6.3 مليار دولار بفضل الأزمة الصحية والمبيعات السنوية.

وسلطت المجموعة الأميركية في بيانها الضوء على استثماراتها العديدة مؤكدة أنها “ضاعفت شبكة مستودعاتها تقريبا منذ بداية الوباء”.

ووصل عدد العاملين لصالح أمازون إلى الـ1.5 مليون شخص في العالم، أي أكثر بـ30 في المئة من العام الماضي، وتستمر الشركة بالتوظيف لتلبية الطلب المتزايد باستمرار، رغم رفع القيود المفروضة لمكافحة كوفيد – 19 في العديد من الدول. غير أن التوتر في السوق الأميركي يعيق نمو الشركة.

ولفتت أمازون إلى أن “في الفصل الرابع من العام، نتوقع تكاليف إضافية بقيمة عدة مليارات من ناحية بيع أعمالنا للمستهلكين”، مشيرة إلى “نقص في القوى العاملة وارتفاع الأجور وقضايا التوريد العالمية وارتفاع تكاليف النقل”.

وأبدت المجموعة منذ عشرة أيام تقريبا خطتها في توظيف 150 ألف عامل موسمي في فترة أعياد آخر السنة، بالإضافة إلى 165 ألف توظيف معلن عنه في سبتمبر.

ويؤثر أيضا سعر النفط والشح في أشباه الموصلات الإلكترونية على نشاطات الشركة كما هو الحال بالنسبة إلى آبل.

وبحسب الرئيس التنفيذي تيم كوك عند عرض النتائج، فإن آبل تقدّر خسارتها بنحو 6 مليارات دولار بين يوليو وسبتمبر، بسبب “قيود العرض أكبر من المتوقع”. 

وتعاني آبل من “شحّ في السيليكون” وهو مادة أساسية لتصنيع الرقائق الإلكترونية، علما أن هذا النقص يطال كلّ قطاع المنتجات الإلكترونية واسعة الاستهلاك. كما تعاني من “اضطرابات سببتها الجائحة” في مصانع المجموعة في جنوب شرق آسيا.

وأكد كوك “نعيش في حقبة غير مسبوقة”.

ويتوقّع كوك أن تكون الخسائر خلال الربع الحالي الذي يشمل فترة الأعياد أعلى من التي سُجّلت خلال فصل الصيف.

ومن غير المرجح أن تتمكن آبل من تحقيق أهدافها الإنتاجية لجهاز آيفون الجديد قبل موسم الأعياد بسبب النقص العالمي في الرقائق الإلكترونية، وفق تقارير حديثة.

آبل تواجه أيضا ضغوطا من الهيئات الناظمة ومطوري البرامج لخفض عمولاتها في متجر التطبيقات "آب ستور"

وأقر كوك أن النقص العالمي في الرقائق الإلكترونية كان له تأثيره على جميع قطاعات الصناعة وليس آبل فقط، بسبب الطلب الهائل الأعلى من التوقعات.

وفي المجموع، بلغت الإيرادات 83.3 مليار دولار أميركي بزيادة قدرها 29 في المئة من مبيعات أجهزة آيفون.

وزادت نسبة بيع أجهزة آيفون بـ47 في المئة خلال عام واحد. وباعت آبل طيلة فترة نشاطها في موسم 2020-2021 (من أكتوبر حتى سبتمبر) هواتف ذكية لقاء إجمالي 191.9 مليار دولار من الإيرادات، أي نحو أكثر من ثلث الذي باعته قبل الجائحة.

وتواجه آبل أيضا ضغوطا من الهيئات الناظمة ومطوري البرامج لخفض عمولاتها في متجر التطبيقات “آب ستور”، المنفذ الوحيد للتواجد على أجهزتها المحمولة المرغوبة بشدة في جميع أنحاء العالم.

ويرى المحلّل دان إيفز من شركة ويدبوش، المتفائل بشأن خطة آبل حتى نهاية العام والفترة اللاحقة، أن الأرقام تُثبت أن الإرادة لا تزال قوية.

وقال المدير المالي في أمازون برايان أولسافسكي خلال مؤتمر المحللين أن التوظيف والمشكلات فيه كلّفا المجموعة نحو ملياري دولار هذا الصيف، ويمكن أن تتضاعف هذه التكاليف في الربع الحالي.

ولا يزال أولسافسكي يتوقع مبيعات تتراوح قيمتها بين 130 و140 مليار دولار للربع الأخير من العام (أي نمو يتراوح بين 4 و12 في المئة خلال عام واحد).

وتخلص أندرو ليبسمان من شركة “أي ماركتر” بالقول إن “التوقعات الهشة ستكون مقلقة أكثر لو لم تعتد أمازون على أداء يتجاوز التوقعات خلال فترة الأعياد”.

15