نقاشات إيجابية بين لبنان والاتحاد الأوروبي بشأن الميثاق الجديد للمتوسط

بيروت – وصفت بعثة الاتحاد الأوروبي لدى لبنان زيارة المفوضة الأوروبية لمنطقة المتوسط دوبرافكا شويتزا إلى لبنان، بأنها فرصة لدفع المشاورات بشأن الميثاق الجديد للمتوسط، وأعلنت عن مساعدات خصصتها المفوضية للبنان، ومساعدات أخرى مشروطة بالإصلاحات.
وقالت البعثة في بيان لها إن الزيارة جاءت كتأكيد على دعم الاتحاد الأوروبي القوي للزخم السياسي الجديد في لبنان، وشكلت فرصة لدفع المشاورات الواسعة النطاق بشأن الميثاق الجديد للمتوسط.
والتقت شويتزا بالقيادة السياسية الجديدة، رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، ورئيس مجلس الوزراء نواف سلام، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ووزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي. وأعلنت شويتزا من قصر بعبدا الرئاسي في لبنان بعد لقائها الرئيس عون، أن المفوضية والاتحاد الأوروبي يدعمان عون والحكومة اللبنانية الجديدة، وتحدثن عن حزمة مساعدات مشروطة بجملة من الإصلاحات.
وبحسب بيان للرئاسة اللبنانية بحث عون قبل ظهر يوم الجمعة مع شويتزا تطورات الأوضاع في لبنان والمنطقة والميثاق الجديد لمنطقة المتوسط.
ويطالب المجتمع الدولي لبنان بتنفيذ إصلاحات تتيح له الحصول على مليارات الدولارات لتعزيز اقتصاده بعد أزمة مالية بدأت في العام 2019 وتعزى إلى سوء الإدارة والفساد.
وانتخب البرلمان اللبناني في يناير رئيسا جديدا للجمهورية بعد فراغ استمر أكثر من عامين في سدة الرئاسة.
وأعرب صندوق النقد الدولي هذا الأسبوع عن انفتاحه على اتفاق مع لبنان بشأن قروض جديدة عقب مناقشات لممثلين عن الصندوق مع وزير المالية اللبناني الجديد ياسين جابر. وعبرت الحكومة بدورها عن سعيها للتفاوض مع الصندوق من أجل برنامج جديد.
وكانت بيروت التي تدهورت علاقاتها مع الدول الخليجية في السنوات الماضية بسبب تصاعد نفوذ حزب الله المدعوم من إيران توصلت لمسودة اتفاق مع صندوق النقد الدولي في عام 2022 للتمويل.
وقد اشترط الصندوق حينها اجراء إصلاحات هيكلية لم تتمكن السلطات من تنفيذها.
وقالت شويتزا إن "هذه هي زيارتي الأولى إلى لبنان وكان الاجتماع الأول فيها مع الرئيس جوزاف عون جيدا ووديا وناجحا. وبطبيعة الحال تحدثنا عن عملية التحول السياسي والالتزام والإصلاحات، بالإضافة إلى وقف إطلاق النار ودعم الجيش اللبناني، كما تطرقنا إلى الاستجابة للأزمة السورية".
ونوهت "تطرقت إلى حزمة جديدة لمنطقة المتوسط التي أنا مسؤولة عنها. ونحن نتحدث هنا عن ميثاق جديد لمنطقة المتوسط الذي يشمل اتفاقات وتعاون مع مختلف دول هذه المنطقة".
وقالت "كان الرئيس عون متجاوبا ويود أن نبدأ عملية التفاوض بالنسبة لهذا الميثاق الجديد".
من جهته، أكد الرئيس اللبناني خلال اللقاء "على أهمية التعاون مع الاتحاد الأوروبي والمفوضية الأوروبية"، معربا عن “رغبته في المباشرة في التفاوض حول الميثاق الجديد لمنطقة المتوسط الذي يعده الاتحاد والهادف إلى معالجة التحديات المشتركة وتعزيز العلاقات بين الشعوب ودعم النمو الاقتصادي وتعزيز الأمن الإقليمي".
ونوه الرئيس عون إلى دعم الاتحاد الأوروبي المستمر للبنان، معتبرا أن التعاون مع الاتحاد يشكل أساسا من أساسات العمل المشترك الذي يهدف إلى تعزيز الاستقرار والنمو في لبنان، مشجعا الشركات الأوروبية على العودة والاستثمار في ربوعه".
وجدد الرئيس عون "التأكيد على التصميم على الانطلاق بمسيرة الإصلاحات اللازمة للنهوض بلبنان من جديد والمضي قدما نحو بناء دولة حديثة ومتطورة تلبي طموحات اللبنانيين وتحقق لهم حياة أفضل".
يذكر أن الاتحاد الأوروبي ولبنان تجمعهما علاقات وثيقة في إطار اتفاقية الشراكة بينهما، والتي دخلت حيز التنفيذ في أبريل /نيسان .2006 وترتكز هذه الشراكة على القيم والمصالح المشتركة، وتتضمن حوارا سياسيا وأمنيا واقتصاديا واجتماعيا منتظما واتصالات واسعة النطاق بين الأشخاص ومساعدة تنموية وإنسانية مهمة".
ونظم الاتحاد الأوروبي ورش عمل لدعم القطاع الخاص اللبناني، مثل ورشة "كيفية تصدير منتجاتك إلى الاتحاد الأوروبي"، بهدف توعية ممثلي القطاع الخاص بالإجراءات والقواعد اللازمة لتصدير السلع إلى دول الاتحاد، وتعزيز الحوار حول احتياجات وتحديات الأعمال اللبنانية.