نقاد ومختصون يناقشون أزمة كتابة السيناريو

القاهرة- في أولى ندوات الصالون الخاص به، استضاف الكاتب والإعلامي المصري خالد منتصر مجموعة من النقاد والمختصين في الدراما منهم السيناريست مدحت العدل ضمن ندوة بعنوان “أزمة الدراما المصرية” سلّط خلالها الحضور الضوء على الأزمة الكبيرة التي تعاني منها الدراما منذ سنوات والمتمثلة في السيناريو.
مدحت العدل هو أيضا كاتب وشاعر قدم العديد من سيناريوهات أفلام السينما المصرية والتي منها “شورت وفانيلة وكاب”، “أصحاب ولا بيزنس”، “آيس كريم في جليم”، “بلية ودماغه العالية” و”مافيا” ومن المسلسلات “محمود المصري”، “الداعية “،”حارة اليهود” وغيرها الكثير من الأعمال السينمائية والدرامية ولا ننسى أيضا أعماله الغنائية لأشهر المطربين العرب يأتي في مقدمتها أوبريت الحلم العربي الشهيرة.
وهذا العام، كتب العدل مسلسل “عملة نادرة” الذي تخوض بطولته النجمة نيللي كريم، ويعالج مسألة حساسة في صعيد مصر ألا وهي الميراث، حيث قدمها بشكل مكثف. وتطرق المسلسل لمسألة الميراث انطلاقا من العرف، ففي الصعيد المصري تفرض الأعراف على النساء ألا يرثن الأرض، والخوف هنا من أن المرأة عندما تتزوج وترث، فالورث يذهب لأهل زوجها، كذلك الأرملة لا ترث من زوجها المتوفي وأطفالها صغار السن ولا يحق لها الزواج مرة ثانية وتربية أبنائها من الزوج الأول حسب ما يفرضه العرف.
ودارت الندوة حول أزمة السيناريو في الدراما المصرية في محاولة للإجابة عن العديد من الأسئلة والتي منها هل الدراما وعظ وخطب؟ هل المخرج الجيد يصنع مسلسلا ناجحا مع سيناريو ضعيف؟ هل استفادت الدراما من ورشة الكتابة الدرامية؟ لماذا لا توجد نصوص جيدة إلا قليلا في الفترة الأخيرة في الدراما المصرية؟ هل تتم كتابة الدراما حسب توجهات المجتمع وثقافته الغالبة أم الدراما هي التي توجه المجتمع وسلوكه ونمط حياته؟
وفي هذا السياق، قال السيناريست مدحت العدل إن “أزمة الكتابة أزمة عالمية وليست مصرية فقط، وإن كانت الأزمة أكثر في الوطن العربي خصوصا أننا شعوب لا تقرأ، ومن لا يقرأ لا يكتب”. وتابع “أصبحنا نستسهل كل شيء وأصبح آفة حارتنا الاستسهال”.
لذلك شدد على أن “الكتابة فعل يحتاج إلى ثقافة موسوعية فالكاتب لا يمكن أن يكون غير مثقف وغير متصل بالناس”.
وتابع أنه مع تحويل الثقافة لسلعة تحول الكاتب متوسط القيمة إلى “بيست سيلر”، مؤكدا أن الكتابة قدر والكاتب الحقيقي قدره أن يكون كاتبا ولا يمكن أن يكون غير كاتب، لكن الموهبة تحتاج إلى الممارسة والقراءة الكثيرة حتى لا تكون موهبة ضعيفة تكتب أعمالا درامية ضعيفة ولا ترتقي لمستوى الدراما المصرية والعربية.