نفاد صبر بغداد على تلكؤ مشاريع إنتاج الكهرباء

بغداد- أمهل العراق، الأربعاء، شركتين صينيتين مدة ثلاثة أشهر لإتمام تنفيذ محطة لإنتاج الطاقة الكهربائية الحرارية في محافظة كربلاء جنوبي العاصمة بغداد بعد تلكؤ دام نحو أربع سنوات.

وجاء هذا القرار انعكاسا للاهتمام الشديد لحكومة رئيس الوزراء محمّد شياع السوداني بملف الطاقة الكهربائية ذي الحساسية الشديدة لدى العراقيين الذين عانوا على مدى السنوات الماضية من رداءة خدمة تزويدهم بالكهرباء وعدم الانتظام في ذلك بشكل مؤثّر على حياتهم اليومية وأعمالهم.

وبذلت الحكومة جهودا كبيرة للتخفيف من عثرات هذا القطاع وتفادي الغضب الشعبي الذي بات يتكرّر كل صيف وبشكل شبه دوري مع تزايد الحاجة إلى الطاقة الكهربائية مع اشتداد الحرارة.

ولا يخلو الضغط على الشركتين الصينيتين من إنذار مبطّن لأحزاب متنفذّة كانت قد عملت على مدى السنوات الماضية على توجيه البلاد نحو التعاون مع الشركات الصينية على حساب شركات غربية تعتبر أكثر منها خبرة وكفاءة في عدد من المجالات ومن بينها مجال الكهرباء وذلك لأسباب سياسية وأيديولوجية وأحيانا نفعية مباشرة لتلك الأحزاب ذاتها.

وتفضّل قوى شيعية عراقية أن يتعاون العراق مع الصين لأنّها من جهة أقرب إلى حليفتها إيران قياسا مثلا بالولايات المتحدة، كما أنّ بكين لا تثير في تعاونها الاقتصادي مع الدول قضايا جانبية مثل ملفات حقوق الإنسان.

وتقول بعض الدوائر العراقية إنّ الشركات الصينية أكثر تساهلا مع الفساد وتظهر مرونة إزاء رغبة بعض الأحزاب والميليشيات المتنفذة للتدخل في المشاريع والتلاعب بموازناتها وتحويل أجزاء منها لجيوب قادتها.

ويعتبر تلكؤ المشاريع بسبب تدخّل تلك الأحزاب والميليشيات في عملية إرساء عطاءاتها وتحديد مخصصاتها المالية وطرق إنجازها وحتى مواصفاتها الفنية ظاهرة بارزة في العراق أثّرت بشكل كبير على مستوى التنمية في البلاد وعرقلت جهود تحريكها وكسر جمودها.

وذكر بيان للحكومة العراقية أن السوداني اجتمع مع وفد شركتي هارلو الدولية وسيتيك الصينية بحضور سفير الصين في العراق لمتابعة أسباب معوقات العمل في محطة كهرباء الخيرات الحرارية الواقعة في محافظة كربلاء التي جرى التعاقد على تنفيذ العمل فيها مع الشركتين سنة 2021.

ولا يريد السوداني الذي يستعد لخوض انتخابات تشريعية مفصلية في تمكينه من الفوز بولاية ثانية على رأس الحكومة، أن يرى ملف الكهرباء يثير الغضب الشعبي مجدّدا ويؤثر بالتالي على حظوظه الانتخابية.

ودعا رئيس الوزراء خلال الاجتماع إلى إعطاء مهلة ثلاثة أشهر للشركتين الصينيتين المذكورتين من أجل إنهاء التلكؤ في تنفيذ الأعمال المنوطة بهما في مشروع المحطة الحرارية وبخلاف هذا يتم إلغاء الإجازة الاستثمارية الخاصة بالمشروع.

وتتولى العشرات من الشركات الصينية في العراق تنفيذ مشاريع عملاقة في قطاعات الطاقة والنفط والغاز والكهرباء وقطاع بناء الجسور والمدارس بالمليارات من الدولارات في مناطق متفرقة من البلاد، وذلك نتيجة تأثير القوى والأحزاب الشيعية في سياسة الدولة بما في ذلك الاقتصادية والتنموية.