نظرية المؤامرة أسرع طريق للشهرة على يوتيوب

لندن – قال موقع يوتيوب الشهر الماضي إنه سيوقف اقتراح “المحتوى الذي يمكن أن يؤدي إلى تضليل المستخدمين بطرق ضارة مثل الفيديوهات التي تُروج لعلاج إعجازي زائف لمرض خطير أو تدعي أن الأرض مسطحة أو تدعي ادعاءات كاذبة بشكل لا يقبل النقاش عن الأحداث التاريخية مثل 11 سبتمبر”.
وتملأ فيديوهات المؤامرة أكبر موقع للفيديوهات على الإنترنت.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع قال الكاتب في صحيفة نيويورك تايمز كيفن روز في تقرير عن استمرار نجاح فيديوهات المؤامرة على يوتيوب إن “الكثير من الشباب أصبحوا يتبنون نظرة للعالم ترتكز على يوتيوب رافضين بذلك المصادر الرئيسية للمعلومات لصالح مُنشئي محتوى ليس لهم وجود سوى على هذا الموقع ويتحدثون عن تواريخ سرية وتفسيرات رسمية مزيفة”.
ويقول الموقع إن هذه المواد المثيرة للمشاكل تمثل أقل من واحد بالمئة من المحتوى على يوتيوب. هذا صحيح بلا شك، وخاصة لأن هناك الكثير جدًا من الأشياء على يوتيوب. لقد توصل بحث تم إجراؤه عام 2015 إلى أن نصف مقاطع الفيديو على يوتيوب تمت مشاهدتها أقل من 350 مرة، وأن 90 بالمئة منها تمت مشاهدتها أقل من 11 ألف مرة تقريبًا.
وهذا يعني أن يوتيوب لا تحركه قاعدة الهرم من الفيديوهات نادرة المشاهدة وإنما قمة الهرم من الفيديوهات ذات الشعبية الواسعة.
يوفر موقع يوتيوب إمكانيات لا نهائية لإنشاء المحتوى، ونظامًا بيئيًا مغلقًا وخوارزمية غامضة بالإضافة إلى فرص لعدد قليل جدًا من الأشخاص للحصول على قدر كبير جدًا من المال. ومؤخرا أصبحت كلمتا غوغل وتويتر فعلين في اللغة الإنكليزية بسبب الموقعين المشهورين، أما موقع يوتيوب فقد أدى إلى ظهور اسم يوتيوبر (YouTuber)، ويعني الشخص الذي ينشئ فيديوهات ويعرضها على يوتيوب.
لقد تم تصميم يوتيوب كمجتمع حقيقي مبني على منصة أعمال. ومع مرور الوقت قدم اليوتيوبرون المشهورون أنفسهم على أنهم يحفظون هذا المجتمع بحمايته من شركة يوتيوب وكذلك من اليوتيوبرين الزائفين الذين لا يفهمون كيف تسير الأمور.
وفي الحقيقة يعتبر صانعو المحتوى مسؤولين عن تحقيق العوائد الضخمة لموقع يوتيوب، ومع ذلك فهم عاجزون بشكل فردي عن فرض شروطهم.
ومقابل كل يوتيوبر مشهور يوجد الآلاف من اليوتيوبرين الذين لم يسمع بهم أحد.
ويشير الكاتب اليكساس مادريجال في مقال نشره على موقع “ذي أتلانتك” إلى أن نظام إنتاج المحتوى قد أنشأ نوعًا من سياسات المؤمنين بنظرية المؤامرة الخاصة بموقع يوتيوب. يظهر هذا الأسلوب الآن بشكل مختلف على موقع يوتيوب متضمنًا نظرية المؤامرة المتعلقة بيوتيوب ذاته.
إنها دائرة مريبة. أية مؤامرة يتم قمعها خارج يوتيوب فإنها بالطبع سيتم قمعها بواسطة الخوارزمية الخاصة بيوتيوب. وبالمثل إذا قامت الخوارزمية بقمع المحتوى الخاص بك فإن العالم الخارجي قد يقوم بالشيء ذاته كذلك! ولأن أغلب اليوتيوبرين يفشلون على موقع يوتيوب فإن هناك خط إنتاج ثابتا للأشخاص الذين يشعرون بالظلم.
هذا الجمهور من المتضررين صادف أن كان مجموعة مثالية لليوتيوبرين الناجحين في العثور على مشاهدين مؤمنين بنظرية المؤامرة سواء كانوا يؤمنون بما يقولونه أم لا يؤمنون. هذه الطريقة انتهى من خلالها نجم يوتيوب لوغان بول –الذي لم يكن معروفًا باهتمامه بنظرية المؤامرة- بإلقاء الخطاب الافتتاحي في مؤتمر حول الأرض المسطحة.
وبمجرد معرفة أن شيئا ما ينجح في عالم يوتيوب فإن جانب العرض من صانعي الفيديو يبدأون عملهم، وكل منهم يحاول العثور على المؤامرة الصحيحة أو الدوران حول مؤامرة ما لرفع مستوى شعبيته في خوارزمية يوتيوب.