"نظرة معينة على السينما" يفكك تعقيدات الفن السابع وتعريفاته

مجموعة من المقالات النقدية للكاتب والمخرج إدريس شويكة يستعرض فيها كعاشق سينمائي متبصر تعقيدات السينما وتعريفاتها.
الجمعة 2024/12/20
وجهة نظر عالم بالسينما وكواليسها

الرباط - قدم الكاتب والمخرج السينمائي المغربي إدريس شويكة كتابه الجديد “نظرة معينة على السينما” في لقاء نظمه المعهد الأكاديمي للفنون التابع لأكاديمية المملكة المغربية. ويندرج هذا اللقاء، حسب المنظمين، في إطار أهداف الهيكلة الجديدة لأكاديمية المملكة المغربية التي أولت أهمية كبرى للفنون بشتى أنماطها لما لها من دور في رفع مستوى الوعي الفني المسهم في تطور المجتمعات.

ويتضمن الكتاب الصادر باللغة الفرنسية في 370 صفحة، مجموعة من المقالات النقدية التي دأب الكاتب على نشرها على الموقع الإخباري الإلكتروني “كويد.ما”، وتم جمعها تحت عنوان “نظرة معينة على السينما”، ويستعرض فيه “كعاشق سينمائي متبصر” تعقيدات السينما وتعريفاتها، بنجومها من مخرجين و ممثلين، مفككا أهدافها ومراميها.

وقال شويكة في كلمة بالمناسبة إن “فكرة هذا العمل نشأت عندما بحثت مع الإعلامي المغربي نعيم كمال إمكانية إطلاق عمود أسبوعي عن السينما، واختير له عنوان ‘سينما مون أمور’ (سينما حبيبتي)”، مضيفا أن هذا العمل يمثل تجميعا للتسعين مقالا الأولى التي تم نشرها في هذا الإطار.

وأبرز الكاتب المغربي أنه سعى إلى إخراج هذا الكتاب الذي تم طبعه بدعم من أمين السر الدائم لأكاديمية المملكة، عبدالجليل لحجمري، وفق تقسيم عملي يتوزع على الأفلام التي أثرت فيه، سواء المغربية منها أو الأجنبية، والمخرجين الذين ساهموا بشكل فعلي في تطوير السينما، والممثلين الذين لعبوا دورا هاما في ذلك، والتيارات الكبرى التي صنعت تاريخ الفن السابع، إلى جانب المهرجانات السينمائية والثقافة السينمائية.

◙ من خلال صفحات الكتاب يسافر القارئ عبر زمن ومكان السينمائيين مستكشفا الروائع الخالدة التي شكلت أسس الفن السابع
◙ من خلال صفحات الكتاب يسافر القارئ عبر زمن ومكان السينمائيين مستكشفا الروائع الخالدة التي شكلت أسس الفن السابع

واعتبر شويكة أن السينما تعد نمط التعبير الأكثر نجاعة في تاريخ الإنسانية رغم التحولات التي يشهدها نمط مشاهدة الأفلام، لاسيما ما يتعلق بزحف منصات التدفق الرقمي وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي، مبرزا في الوقت ذاته أن السينما تمكن أيضا من تحليل الظواهر الاجتماعية من خلال اعتمادها على الصورة.

من جهته قال المخرج محمد عبدالرحمن التازي، الذي قدم لهذا الإصدار الجديد، إنه من خلال صفحات هذا الكتاب يسافر القارئ عبر زمن ومكان السينمائيين، مستكشفا الروائع الخالدة التي شكلت أسس الفن السابع، من الرواد المبدعين إلى العباقرة المعاصرين، ومن الدراما العاطفية إلى الملاحم المبهرة، حيث يعتبر كل مقال غوصا في عالم فيلم، أو مخرج، أو ممثل(ة)، تركوا بصمة لا تمحى.

وأضاف أن المقالات التي يتضمنها هذا المؤلف تمثل “نافذة على السينما التي تبعث على الحنين إلى الماضي أحيانا، وتعد مفيدة ومليئة بالأمل والحيوية أحيانا أخرى،” مبرزا أنها تجمع بين التنوع والإمتاع، وتعتبر “مجموعة كاملة من المراجعات الحكيمة والمستنيرة، والتحليلات الوجيهة، والملاحظات المناسبة.”

وحسب التازي، فإن العين الناقدة لإدريس شويكة لا تقتصر على فحص سطحي للأفلام، وإنما تتغلغل في أعماقها، كاشفة عن الخفايا الفنية والخيارات السردية والأداءات التي طبعت تاريخ السينما، وتربط بين التيارات السينمائية لتنسج من خلال هذه المقالات شبكة معقدة تكشف التطور الديناميكي لهذا الجنس الفني المتغير باستمرار.

يذكر أن المخرج إدريس شويكة من مواليد مدينة قلعة السراغنة عام 1954، وهو حاصل على الإجازة في الاقتصاد وسافر إلى باريس ليحصل على تكوين في تقنيات السينما.

درس تقنيات السينما في المختبرات والأستوديوهات قبل الإقدام على تجربة إنتاج وإخراج مجموعة متنوعة من أفلام الخيال العلمي والأفلام الوثائقية، وأفلام التلفزيون، والإعلانات، وبرامج التلفزيون مثل “زوايا” لقناة الأولى، وبرنامج “عالم من الأفلام”. وقد كان مديرا فنيا ورئيسا للمهرجان الوطني الخامس والثلاثين للفنون الشعبية في مراكش (1999).

وأخرج شويكة العديد من الأفلام والأشرطة الوثائقية والمسرحيات. ومن بين الأفلام التي أخرجها “علام الخيل” و”الطيور على أشكالها تقع”. يشار إلى أن المعهد الأكاديمي للسينما هيئة تابعة لأكاديمية المملكة المغربية تعهد إليها مهام تنمية الإبداع الفني والاعتناء بالفنون والتراث الفني المغربي الأصيل بكل أشكاله وتنوع مكوناته، والعمل على التعريف به والإسهام في الحفاظ عليه وتثمينه بكل السبل المتاحة.

14