نظام الانتقالات.. صداع يؤرق تشيفيرين

شهدت عملية انتقال اللاعبين بين الفرق على مستوى العالم نقلة نوعية، مما ينبئ بخطر كبير سيما تجاه مواهب كرة القدم التي تعيش تحت ضغط سلطة الجاه والمال من قبل الأندية الغنية. وهو ما يتطلب إصلاحات عاجلة لهذه المنظومة.
الجمعة 2017/03/24
قنبلة سوق الانتقالات المقبلة

أكد رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم السلوفيني ألكسندر تشيفيرين أنه يتعهد بإجراء إصلاحات على نظام الانتقالات لوقف تدفق المواهب نحو الأندية الغنية.

وقال تشيفيرين على هامش مؤتمر الاتحاد القاري في البرتغال إن الاتحاد سيطور شيئا يشبه الضريبة على السلع الفخمة أو وضع حدود لأحجام تشكيلات الفرق.

وأكد أنه سيتم ذلك لوقف ناد أو ناديين عن ضم أفضل اللاعبين في العالم. لا يمكن أن يسمح لأندية قليلة أن تغرق الأندية الصغيرة.

وفي تقرير حول اللعب المالي النظيف، صدر في يناير الماضي، قال الاتحاد القاري إن هناك تحولا جذريا للمواهب والتمويل نحو الأندية الغنية في السنوات الست الأخيرة.

وأظهرت أرقام في التقرير أن العائدات المالية لـ15 ناديا في أوروبا ارتفعت بنسبة 148 بالمئة في تلك الفترة إذ بلغت 1.514 مليار يورو، بينما بلغ الارتفاع 17 بالمئة فقط بالنسبة إلى الأندية الـ700 الأخرى (453 مليون يورو).

وتعهد تشيفيرين بأنه لن يكون هناك دوري “سوبر” في فترة ولايته “يجب أن يبقى التأهل إلى دوري الأبطال حلما لكل الأندية”. وأضاف أن مسؤولي كرة القدم يجب ألا يخافوا من تبني التكنولوجيا وأن الدروس يمكن أن تستقى من الشركات الكبرى “يجب أن نتعامل مع سيليكون فالي ونفهم استراتيجيات شركات الابتكار التكنولوجي الكبرى”.

وتابع “لا يمكننا أن نعيش بحالة خوف منها (شركات الابتكار التكنولوجي)، أو نخطئ في فهمها.. يجب أن تكون حليفتنا لأنها بالفعل حليفة لأطفالنا”، في إشارة إلى اعتماد الأجيال الجديدة على التكنولوجيا الحديثة. يملك الاتحاد الأوروبي لكرة القدم أفضل كرة في العالم، وبالتالي يمكنه السماح للجميع بتحقيق أكبر قدر من الخبرة والاستمتاع بذلك.

وسيتم التصويت على إصلاحات الحوكمة الجيدة من قبل الاتحادات الأوروبية الوطنية في مؤتمر الاتحاد القاري الشهر المقبل في هلسنكي.

الاتحاد القاري لكرة القدم أكد أن هناك تحولا جذريا للمواهب والتمويل نحو الأندية الغنية في السنوات الست الأخيرة

الصفقة الأغلى

من بين عمالقة أوروبا والذي يدفع مبالغ خيالية للاستفادة من العديد من المواهب الصاعدة نذكر ريال مدريد الإسباني الذي يستعد لإغراء نجم موناكو كيليان مبابي على أجندته منذ أشهر، ولكن مانشستر يونايتد يدخل على الخط.

ويسعى النادي الملكي إلى تعويض خروج أحد مهاجميه -مورتا أو بنزيما- في الصيف القادم، وحسب التقارير الإسبانية فإن اختيار فلورنتينو بيريز وقع على اللاعب الفرنسي والذي من المخطط أن يكون الصفقة الأكبر للميرينغي هذا الصيف.

غير أن النادي الملكي ليس هو الوحيد الذي بات يرغب في ضم اللاعب الشاب (18 سنة)، فقد أكد راديو كادينا كوبي أن نادي موناكو رفض عرضا ضخما يقدر بـ110 ملايين يورو بخصوص اللاعب مؤخرا من أحد كبار الدوري الإنكليزي.

وحسب المعلومات الصادرة من المصدر نفسه فإن هذا النادي هو مانشستر يونايتد بقيادة مورينيو.

وإذا كانت هذه المحاولة قد أخفقت فإن مانشستر يونايتد سيعاود المحاولة مرة أخرى وسيقوم بكل ما بوسعه من أجل خطف “تيري هنري الجديد” من ريال مدريد حسب الصحافة الإسبانية.

وخلال السنوات القليلة الماضية زادت هيمنة أندية النخبة القليلة مثل ريال مدريد وبرشلونة وبايرن ميونيخ.

وتشكو بطولات الدوري الأوروبية الأصغر من أن الأندية الكبرى تجردها من أبرز لاعبيها الشبان، فقط لتعيرهم مباشرة إلى فرق أخرى، بينما أصبحت فرق مثل أياكس أمستردام وبنفيكا أشبه بأكاديميات للناشئين بعدما كانت قوى كبرى.

آليات جديدة

وأمام تغول الأندية الكبرى ومحاولة فرض سيطرة واسعة على الأندية الفقيرة باتت كل الأطراف المسؤولة على كرة القدم العالمية مطالبة بضرورة دراسة آليات جديدة مثل فرض ضرائب باهظة ووضع بعض المعايير الرياضية مثل فرض قيود على التشكيلة وسن قواعد للانتقال النظيف لتجنب استقطاب اللاعبين وتركز المواهب في أندية قليلة.

فالاتحاد الأوروبي لكرة القدم كذلك هو أمام حتمية تقييم حقيقي لسوق الانتقالات، ومحاولة تصحيح المسار وإيجاد حلول كفيلة بتقنين هذه المنظومة لضمان حقوق كل الأطراف الفاعلة خاصة الحلقة الأضعف في هذه العملية وهي الفرق الصغرى.

ولا شك أن الاتحاد القاري يمكنه التنسيق مع الاتحاد الدولي للعبة الفيفا لتغيير قواعد فترة الانتقالات أو القيام بذلك من خلال اللوائح الخاصة بالتراخيص. لذلك لا بد من العمل على تصحيح المنظومة برمتها والاهتمام بها بشكل يحفظ حقوق الجميع ويكسر كل الفوارق بين الأندية الكبرى وباقي المنافسين، وبالتالي لا يمكن السماح بأن يكون تفوق البعض على حساب الفرق الضعيفة.

وفي ظل سلطان المال والجاه سيما من طرف العديد من كبار القارة العجوز باتت كل الهياكل الرياضية في أوروبا وفي العالم تواجه تهديدا حقيقيا بأن يصبح القاع غير مستقر لأن باقي العالم مهتم بالقمة.

ورغم ذلك فإن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم لم يقدم أي مقترحات محددة لتحقيق مثل هذا التصحيح، وهو بصدد تقييم أولي لفهم الوضع الحالي وفهم بعض التوجهات المحتملة.

وفي ظل التحديات المقبلة والصعوبات التي باتت تهدد الكرة العالمية تناط بعهدة الاتحاد الأوروبي للعبة مسؤولية حماية كل مكونات كرة القدم وليس فقط أندية النخبة.

23