"نصف خطوة" لوحات من عمق التاريخ والبيئة الأردنية

التشكيلي الأردني نصر الزعبي يعرض من خلال لوحاته تأثير التاريخ والبيئة الأردنية على الفنان بأسلوب جمالي حداثي جذاب.
الثلاثاء 2022/09/13
وجوه وتفاصيل أردنية

عمان - قدم الفنان التشكيلي الأردني نصر الزعبي طوال الأسبوع الثاني من الثامن حتى العاشر من سبتمبر الجاري معرضه الفردي بعنوان “نصف خطوة” في غاليري راس العين، وفيه مجموعة من أعماله بتقنيات وأحجام مختلفة تبرز موهبته وتأثره بمحيطه.

واشتمل المعرض على خمسة وعشرين عملا فنيا من مختلف الأحجام، وتتنوع ما بين الواقعية الحديثة والواقعية التراثية والتجريدية، وأغلبها منجزة بالألوان الزيتية والأكريليك.

ويعرف الفنان التشكيلي ناصر الزعبي بمزجه الطابع التراثي بالحداثة في رسوماته لإضفاء بصمة خاصة في أعماله الفنية. ويركز الفنان الذي بدأ في ممارسة تنفيذ أعماله في العام 2018 في مرسمه الخاص بمدينة الرمثا في أعماله على الأسلوب الواقعي، وذلك لاستعادة اللياقة اللونية والتآلف مع القيم اللونية.

وعن المعرض، قالت وزيرة الثقافة هيفاء النجار إن “الفنان نصر الزعبي موهوب وله خطه الواضح في الرسم، حيث نشاهد في لوحاته عالمه الخاص، خاصة وأن اللون في أعماله يأخذنا بعيدا لنرى عمق فكرته وجمالياتها”.

المعرض اشتمل على خمسة وعشرين عملا فنيا من مختلف الأحجام تتنوع ما بين الواقعية والتجريدية

وأضافت النجار أن هذا المعرض بما يحمله من قيمة عظيمة هو تطوير للحركة الفنية ورافد أساسي لها بالإضافة إلى الموهبة الحقيقية التي يتمتع بها الفنان الزعبي، حيث أنه يعرض من خلال لوحاته تأثير التاريخ والبيئة الأردنية على الفنان بأسلوب جمالي حداثي جذاب، وهذا يدل على صدق وتفاعل الفنان وأسلوبه في التعبير.

وأشارت إلى أن هذه اللوحات تعبر عن فكر الفنان المثقف بأسلوب تعبيري جديد، حيث نجح الزعبي في ذلك، فالألوان قوية واللون في العمل الفني له شخصيته وحضوره القوي في العمل.

ورأى مازن عصفور أستاذ النقد الفني في الجامعة الأردنية، أن “تجربة الفنان نصر تأتي من خلال انشغاله بتطوير ذاته وخاصة أنه لم يدرس الفن التشكيلي ولكن عمل على التعليم الذاتي وطور تجربته ببحثه وانشغالاته ورؤيته المتنوعة ما بين التشكيل الرمزي الذي يحمل الهم اليومي والوطني والتراث بمختلف أشكاله وبين التعبير اللوني البصري الذي تنوع ما بين التجريدي والتشخيص”.

وأضاف “لقد لمست في لوحاته مزيجا من الإيحاءات الفطرية النقية المحببة ومحاولاته الجادة للبحث عن مفردات بصرية خاصة به يسعى من خلالها إلى تشكيل شخصيته الفنية ومذاقه الخاص”.

يذكر أن الفنان التشكيلي نصر الزعبي من مواليد مدينة الرمثا، مارس الرسم منذ عام 1982، يحمل شهادة البكالوريوس في الترجمة والماجستير في علم المتاحف، تقاعد من دائرة الآثار العامة في عام 2017 وهو متفرغ للرسم منذ ذلك الوقت.

وللفنان تجربة فنية جميلة وأسلوب جميل في طرح أعماله وعرضها واستطاع من خلالها أن يعبر عن بيئته، ورغم أنه لم يدرس الفن التشكيلي فقد استطاع أن يثبت تواجده على الساحة الفنية التشكيلية من خلال جهده الخاص وعمله ومثابرته.

15