نصر الله يسعى لتبرئة ساحته: التحقيق في ملف انفجار بيروت "مسيس"

بيروت - سعى زعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله للتنصل من الاتهامات التي يتم تداولها في تقارير إعلامية، حول مسؤولية الحزب عن استقدام مادة نيترات الأمونيوم التي تسببت في الانفجار إلى مرفأ بيروت، متهما القاضي الذي يحقق في ملف الانفجار بأنه "مسيس".
ومنذ وقوع فاجعة انفجار مرفأ بيروت تحدثت عدة جهات دولية ومحلية عن علاقة حزب الله بهذه الشحنة، في وقت انبرى فيه مسؤولو الحزب على مهاجمة مسار التحقيق والترويج إلى أنه "مسيس" وأنه لن يصل إلى الحقيقة.
وتتداول على نطاق واسع اتهامات موجهة إلى حزب الله، خصوصا على ألسنة ناشطين معارضين له أو إعلاميين قاموا بتحقيقات حول انفجار المرفأ، مفادها أنه متورط في استقدام النيترات إلى مرفأ بيروت، وأنه كان يساهم في نقلها إلى النظام السوري ليستخدمها في البراميل المتفجرة التي كان يلجأ إليها في عمليات قصف معارضيه.
وقال نصرالله في كلمة متلفزة إن الاتهامات الموجهة إلى حزب الله هي "استهداف سياسي مدفوع ثمنه وفي خدمة إسرائيل".
ووصف الاتهام بـ"الشنيع"، وبأنه "كلام سخيف وتافه" و"جزء من الحرب المفتوحة على حزب الله"، مضيفا "وكأن حزب الله الذي لديه سلاح وصواريخ مسكين يحتاج إلى استقدام النيترات... وكأن لديه مستودعات تتسع لعشرات الآلاف من الصواريخ، لكن ليست لديه مستودعات لوضع النيترات".
وكان تقييم المخابرات الأميركية للحادثة خلص إلى أن سيطرة حزب الله على ميناء بيروت كان السبب وراء هذه الكارثة.
وأكدت مصادر متطابقة أن معظم العمليات في مرفأ بيروت تخضع لسيطرة حزب الله الذي بات يتعامل مع المنطقة كإقطاعية، خاصة دون الالتزام بأدنى معايير السلامة واهتمامه الأول والأخير بالعائدات المالية الكبيرة التي يجنيها من وراء إدارته للميناء، وكانت النتيجة كارثية على العاصمة اللبنانية بيروت التي باتت مدينة منكوبة.
وانتقد نصرالله قاضي التحقيق في ملف الانفجار طارق البيطار الذي ادعى على مسؤولين بينهم رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، واستدعى وزراء سابقين هم نواب حاليا ومسؤولين أمنيين للاستجواب، إلا أن وزير الداخلية رفض إعطاءه الإذن للاستماع إلى مدير عام الأمن العام عباس إبراهيم، كما رفض مجلس النواب رفع الحصانات عن النواب.
وقال "الخصوم والأعداء ذهبوا إلى فرضيات... الذي جاء بالنترات حزب الله والذي خزنها في العنبر 12 حزب الله والذي حافظ عليها حزب الله والذي منع نقلها من العنبر 12 حزب الله"، متسائلا "أين الدليل ليقوم القاضي بالادعاء؟ ولماذا لا ينشر القضاء نتائج التحقيق الفني التقني؟".
ولم يتغافل نصرالله على تشتيت أنظار اللبنانيين والتهرب من الاعتراف بالمسؤولية معتبرا أنه من حق الأهالي أن "يعرفوا الحقيقة"، ودعا عائلات الضحايا إلى الضغط على القاضي البيطار لمعرفة الحقيقة.
وتابع "هذا المحقق يشتغل سياسة والتحقيق مسيس"، و"المطلوب إعادة الملف إلى المسار الطبيعي"، فـ"إما أن يشتغل تقنيا وبوضوح وإما على القضاء أن يجد قاضيا آخر".
وبدت تبريرات نصر الله وتصريحاته عن تسييس ملف انفجار بيروت معاكسة إلى حد كبير للعديد من المؤشرات والدلائل التي تضعه في دائرة الاتهام، حيث اعترف سائق شاحنة لبناني يدعى عماد كشلي بنقله نيترات الأمونيوم من مرفأ بيروت إلى جنوب لبنان حيث توجد معاقل حزب الله، وهو تطور جديد في التحقيقات يشير إلى تورط الجماعة اللبنانية بشكل من الأشكال في الفاجعة التي هزت البلد بأكمله.
وأحيا اللبنانيون الأربعاء الذكرى الأولى لانفجار المرفأ الذي تسبب في مقتل 214 شخصا على الأقل وفي دمار هائل، وطالبوا بالعدالة وبكشف حقيقة ما حصل لجهة اندلاع حريق تسبب في انفجار كمية ضخمة من نيترات الأمونيوم كانت مخزنة منذ سنوات في العنبر رقم 12 في المرفأ.