نصرالله للناخبين: المقاومة ستستخرج لكم الغاز والنفط

بيروت – بات أمين عام حزب الله اللبناني حسن نصرالله يشعر بأن الشارع اللبناني غاضب على الحزب، وأن هذا الغضب قد يتحول إلى تصويت عقابي أو مقاطعة تهدد سيطرته على البرلمان. ولأجل ذلك لجأ إلى إطلاق وعد أن تتولى “المقاومة” استخراج الغاز والنفط.
ويحمّل اللبنانيون حزب الله مسؤولية الأزمة الحادة التي تعيشها البلاد اقتصاديا وماليا واجتماعيا، لأنه الحزب الذي بيده كل مفاتيح الحكم، لكنه يعطل عمل الحكومات ويعيق أي اتفاقيات مع صندوق النقد الدولي أو مع مانحين أجانب تساعد لبنان على إصلاح اقتصاده.
ويرى مراقبون أن نصرالله صار يشعر بأن انتخابات الخامس عشر من مايو الجاري سيكون محورها الملف الاقتصادي، وأن الناس لم تعد تعنيهم شعارات “المقاومة”، ولا الحروب الوهمية مع إسرائيل، ولأجل هذا سعى لكسب ود الناخبين عبر إطلاق وعد أن المقاومة ستكون قادرة على استخراج النفط والغاز.
ويعتقد المراقبون أن نصرالله يعرف جيدا أن الأمر مجرد مناورة انتخابية، وأن الحزب وحتى لبنان لن يقدرا على استخراج النفط والغاز في المدى المنظور بسبب تعقيدات الوضع الحدودي والخلاف مع إسرائيل، لكن ما يهمه هو أن يطلق الوعود ويحافظ على مقاعده في البرلمان، ويراهن على فكرة أن الناس ينسون بسرعة.
ويراهن اللبنانيون على حصول تغيير سياسي عبر الانتخابات يتيح معالجة الأزمة الاقتصادية الحادة في البلاد، وفسح المجال أمام تعاون أكثر فاعلية مع صندوق النقد الدولي. لكن استمرار سيطرة الحزب وحلفائه على البرلمان والحكومة من شأنه أن يعرقل أي إصلاحات.
وفي يناير الماضي انخفضت الليرة اللبنانية إلى 34 ألفا مقابل الدولار، قبل أن يعزز تدخل البنك المركزي قيمة العملة المحلية. ووجه البنك الدولي انتقادات حادة إلى النخبة الحاكمة بسبب دورها في أحد أسوأ الانكماشات في الاقتصادات الوطنية في العالم نتيجة سيطرتها على الموارد.
وفي أبريل توصل لبنان إلى مسودة اتفاق مع صندوق النقد الدولي من أجل دعم محتمل بقيمة ثلاثة مليارات دولار، معتمدا على قيام بيروت بتنفيذ إصلاحات طال انتظارها.
وأضاف نصرالله أن “الهدف في حرب تموز (يوليو) العسكرية (الإسرائيلية) كان إلغاء المقاومة، وهذه المطالب هي نفسها اليوم تُطرح في الحملات الانتخابية، ما يعني أنها حرب تموز سياسية”.
وفي يوليو 2006 اندلعت حرب بين الجيش الإسرائيلي ومقاتلي حزب الله استمرت 33 يوما، وانتهت بتبني مجلس الأمن الدولي القرار 1701 الذي دعا إلى وقف الأعمال القتالية.
ويمتلك حزب الله المدعوم من إيران ترسانة كبيرة من الأسلحة والصواريخ، وتتهمه قوى سياسية لبنانية بتهديد الساحة الداخلية بهذه الترسانة.
وتابع نصرالله أن “البعض يقول إن نزع سلاح المقاومة سيحل أزمتنا الاقتصادية، ولنسلم جدلا أنّنا سلمنا السلاح ورضخنا للمطالب، كيف سنحل الأزمة؟ هذه مصر والأردن والسلطة الفلسطينية، هل يعيشون رخاء اقتصاديا؟”.
وأردف “البعض يقول إنه لن يصوت للمقاومة (قوائم حزب الله وحلفائه) بسبب الأزمة الاقتصادية، ونحن نقول إن المقاومة ستضمن استخراج النفط والغاز من المياه الإقليمية لحل الأزمة”.
ويتنازع لبنان وإسرائيل على منطقة بحرية غنية بالنفط والغاز تبلغ مساحتها 860 كلم مربع في البحر المتوسط.
ومنذ أكثر من عامين يعاني اللبنانيون أزمة اقتصادية حادة غير مسبوقة أدت إلى انهيار قياسي في قيمة العملة المحلية (الليرة) مقابل الدولار الأميركي، فضلا عن شح في الوقود والأدوية وارتفاع معدلات الفقر.