نشطاء إسبان ينددون بتجنيد أطفال مخيمات تندوف

تقارير دولية تقول إن تجنيد الأطفال يتم دون موافقة الوالدين وهم مجبرون على المشاركة في جميع الاحتفالات السياسية.
الخميس 2025/03/06
استغلال الأطفال لأغراض سياسية

جنيف - استنكر مناصرون إسبان لحقوق الإنسان، مساء الثلاثاء بجنيف، الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها الميليشيات المسلحة لجبهة بوليساريو الانفصالية في مخيمات تندوف (جنوب غرب الجزائر)، لاسيما تجنيد الأطفال عسكريا واستغلالهم لأغراض سياسية.

وفي مداخلتها خلال الدورة الـ58 لمجلس حقوق الإنسان، أعربت ممثلة اللجنة الدولية لاحترام وتطبيق الميثاق الأفريقي لحقوق الإنسان والشعوب، جوديت كاسامبير سيغارا، عن قلقها إزاء الانتهاكات الممنهجة لحقوق الأطفال في مخيمات تندوف.

ونددت كاسمبير سيغارا، في إطار التفاعل مع تقرير المفوض السامي لحقوق الإنسان، “بتجنيد الأطفال هناك منذ نعومة أظافرهم في تنظيمات عسكرية، وحرمانهم من طفولتهم وإخضاعهم لإيديولوجية كراهية، ما يعد انتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني وللاتفاقية الدولية لحقوق الطفل“.

كما حذرت سيغارا من الترحيل القسري للأطفال من مخيمات تندوف، واستغلالهم لأهداف سياسية من قبل الجزائر وبوليساريو بذريعة المبادرات إنسانية، وحرمانهم من أسرهم واستخدامهم كأدوات دعاية لتبرير نزاع مفتعل.

وأمام هذا الوضع المقلق، حثت المنظمة غير الحكومية مجلس حقوق الإنسان وآليات الأمم المتحدة على التحقيق في هذه الممارسات اللاإنسانية، ومطالبة الجزائر بتحمل مسؤولياتها كدولة تحتضن البوليساريو على أراضيها. ودعت إلى ضمان ولوج المنظمات الدولية إلى مخيمات تندوف، ووضع حد لانتهاكات حقوق الأطفال، وضمان حرية التنقل للسكان المحتجزين وتمكينهم من العودة إلى المغرب حيث يمكنهم العيش بكرامة.

وفي السياق ذاته، انتقد رئيس مؤسسة “ألتاميرانو”، بيدرو إغناسيو ألتاميرانو، بشدة الطريقة التي تدير بها ميليشيا “البوليساريو” مخيمات تندوف، منددا بالوضع “اللاإنساني” الذي يعيش فيه آلاف الأشخاص الفقر والحرمان. وقال في مداخلة مصورة تم بثها خلال الدورة الـ58 لمجلس حقوق الإنسان إن “البوليساريو تتعمد إبقاء سكان مخيمات تندوف في حالة من البؤس من أجل استغلالهم إلى أقصى حد، بينما يعيش قادتها في رفاهية بالخارج، وخاصة في إسبانيا“.

◙ رغم الانتقادات العلنية لتجاوزات بوليساريو، إلا أنها لا تجد حرجا في تحدي القوانين الدولية في استخفاف بدور المجتمع الدولي إزاءها

كما حذر ألتاميرانو من التجنيد القسري للأطفال في الميليشيات المسلحة، مما يعرضهم للتطرف الخطير والاستغلال من قبل الجماعات الإرهابية العاملة في منطقة الساحل، مضيفا أن “استغلال الأطفال لأغراض عسكرية يعد انتهاكا خطيرا لحقوق الإنسان، مع ما يترتب عليه من عواقب نفسية عميقة لا يمكن تداركها.”

وأمام هذا الوضع، دعا الخبير السياسي الإسباني المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لوضع حد لهذه المأساة الإنسانية وفتح ممر إنساني لتمكين السكان المحتجزين من العودة إلى بلدهم الأم المغرب.

وتقول تقارير دولية مختلفة إن تجنيد الأطفال يتم دون موافقة الوالدين، وإنهم مجبرون على المشاركة في جميع الاحتفالات العسكرية والسياسية، وإلا فإن مصيرهم سيكون السجن أو القتل، ما يعكس انهيار مشروع الجبهة الانفصالية التي تستمر في القتال بالرغم من افتقادها للدعم الشعبي، وخاصة بعد الخسائر التي تكبّدتها في السنوات الماضية.

والانتقادات لجبهة بوليساريو الانفصالية حول تجنيدها للقسر ليست وليدة اللحظة، حيث سبق لمنظمات دولية على غرار التحالف الدولي للدفاع عن الحقوق والحريات، وهو منظمة فرنسية، أن ندد بذلك مطالبا بمحاسبة بوليساريو.

وقال التحالف في بيان في وقت سابق إن “الأمر يتعلق بجريمة تستدعي ملاحقات ومتابعات دولية في حق جميع الأشخاص المتورطين.” ورغم هذه الانتقادات والإدانات العلنية لتجاوزات بوليساريو، إلا أنها لا تجد حرجا في تحدي القوانين الدولية، في استخفاف بدور المجتمع الدولي إزاءها.

وأكدت منظمتا “الحرية حق” و”بيدرو إغناسيو ألتاميرانو” غير الحكوميتين، في لقاء احتضنته إشبيلية، أن “تجنيد الأطفال الأبرياء في مخيمات تندوف من قبل الميليشيات المسلحة لبوليساريو في مواجهة تقاعس دولي غير مفهوم، تجب إدانته والتحقيق بشأنه.”

4