نشاط مكثف لطائرات مسيرة قرب الحديدة بعد إسقاط عشر منها

لندن/عدن/واشنطن – قالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية إنها تلقت، اليوم الأربعاء، تقريرا عن نشاط متزايد للطائرات المسيرة على بعد 40 ميلا بحريا غربي مدينة الحديدة اليمنية، حيث يهاجم الحوثيون سفن الشحن احتجاجا على العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة.
ويأتي هذا بعد ساعات قليلة على إعلان الجيش الأميركي أن قوات أميركية وحليفة أسقطت عشر مسيّرات قبالة سواحل اليمن، كما قالت القيادة الوسطى الأميركية "سنتكوم" إن الحوثيين أطلقوا صاروخين على ناقلة مملوكة للولايات المتحدة ترفع علم اليونان.
وتتصاعد مخاطر الشحن البحري نتيجة هجمات متكررة في البحر الأحمر ومضيق باب المندب تشنها حركة الحوثي المتحالفة مع إيران باستخدام طائرات مسيرة وصواريخ منذ نوفمبر. وردت الولايات المتحدة وبريطانيا بعدة هجمات على أهداف تابعة للحوثيين في اليمن لكنها لم تنجح حتى الآن في إيقاف هجماتهم.
وجاء في بيان للقيادة العسكرية المركزية الأميركية (سنتكوم) أن "طائرة وسفنا حربية تابعة للولايات المتحدة والحلفاء" أسقطت المسيّرات الانقضاضية في البحر الأحمر وخليج عدن بين الساعة 20:00 من الإثنين والساعة 00:30 من اليوم التالي.
وأعلنت وزارة الجيوش الفرنسية أن بحريتها دمّرت ليلا مسيّرتين فوق البحر الأحمر، لكن لم يتّضح على الفور ما إذا هاتين المسيّرتين من ضمن الحصيلة التي أعلنت القيادة العسكرية الأميركية إسقاطها.
وسط استمرار التوترات في البحر الأحمر جراء هجمات الحوثيين على سفن الشحن منذ أشهر، تكشفت تفاصيل جديدة عن هجوم طال قبل يومين سفينة أميركية تحمل علم اليونان والتي تبين أنها كانت تحمل شحنة حبوب إلى عدن حيث مقر الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، وهو ما أثار غضبها، فقد قال معمر الإرياني، وزير الإعلام في الحكومة، إن "إقدام ميليشيا الحوثي على استهداف سفينة "سي تشامبيون" أثناء ابحارها من الأرجنتين إلى ميناء عدن (جنوب اليمن) وعلى متنها 40 ألف طن من الحبوب، بصاروخين باليستيين تصعيد خطير في مسار أعمال القرصنة البحرية والهجمات على السفن التجارية وناقلات النفط".
وأضاف الإرياني، في بيان صحفي، أن "هذا الهجوم يعد استهدافا مباشرا للواردات من المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية المقدمة لليمن".
وأشار إلى أن سفينة "سي تشامبيون" "كانت أثناء استهدافها في طريقها لافراغ جزءا من حمولتها البالغة نحو تسعة آلاف و229 طناً من الذرة في ميناء عدن (جنوباً)، قبل أن تتجه إلى ميناء الحديدة(غرباً) لإفراغ الحمولة المتبقية البالغة 31 ألف طن".
وأوضح أن هذه ليست المرة الأولى التي تبحر فيها السفينة للموانئ اليمنية "حيث سبق وقامت بتسليم المساعدات الإنسانية إلى اليمن 11 مرة خلال الخمس سنوات الماضية ".
وأردف "هذا الهجوم الإرهابي يأتي في ظل التداعيات المترتبة على الهجمات الحوثية المتواصلة على خطوط الملاحة الدولية منذ نوفمبر الماضي بمزاعم رفع الحصار عن غزة ".
ولفت وزير الإعلام إلى أن ذلك "انعكس بشكل كارثي على أسعار السلع الغذائية والاستهلاكية والوضع الاقتصادي، وفاقم الأزمة الإنسانية الأكبر عالميا جراء ظروف الحرب والانقلاب، والتي سيدفع ثمنها المدنيين الأبرياء".
وطالب الإرياني "الشركاء الدوليين وفي المقدمة الاتحاد الاوروبي وبريطانيا العمل على الاستجابة المنسقة للتصدي لأنشطة المليشيا الحوثية عبر الشروع الفوري في تصنيفها "منظمة إرهابية".
كما طالب الإرياني بـ"تجفيف منابع مليشيا الحوثي المالية والسياسية والإعلامية والتحرك في مسار موازي بتكريس الجهود لتقديم دعم حقيقي لمجلس القيادة الرئاسي والحكومة الشرعية في الجوانب (السياسية، والاقتصادية، العسكرية) لاستعادة الدولة وفرض سيطرتها على كامل الأراضي اليمنية".
ويأتي تنديد الحكومة اليمنية، بعد أن قالت مصادر ملاحية وعسكرية لرويترز في إن سفينة الشحن سي تشامبيون التي ترفع علم اليونان وصلت إلى ميناء عدن بجنوب اليمن الثلاثاء بعد تعرضها لما يُعتقد أنه هجوم صاروخي بطريق الخطأ شنته حركة الحوثي على السفينة في البحر الأحمر، فيما أعلن الجيش الأميركي أن قوات أميركية وحليفة تسقط عشر مسيّرات قبالة سواحل اليمن.
وقالت القيادة المركزية للجيش الأميركي في وقت متأخر الثلاثاء إن الحوثيين أطلقوا صاروخين باليستيين مضادين للسفن على السفينة سي تشامبيون، وهي ناقلة بضائع مملوكة للولايات المتحدة. وأضافت أن أحد الصواريخ انفجر بالقرب من السفينة مما ألحق بها أضرارا طفيفة.
وقالت مصادر بوزارة الشحن اليونانية إن سي تشامبيون كانت تنقل شحنة من الحبوب من الأرجنتين إلى عدن، مقر الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، وتعرضت لهجوم مرتين الاثنين، مما أدى إلى تضرر نافذة دون وقوع إصابات بين أفراد الطاقم.
وقالت القيادة المركزية الأميركية إن السفينة نقلت مساعدات إنسانية إلى اليمن 11 مرة في السنوات الخمس الماضية.
وقال مصدر في ميناء عدن رفض الكشف عن هويته إن الهجوم على السفينة وقع خطأ. وذكر ومصدر منفصل في الحديدة، وطلب أيضا عدم الإفصاح عن هويته إن الحوثيين أبلغوهم بأن الهجوم غير متعمد.
ورفضت شركة ميغا شيبنغ المشغلة للسفينة، ومقرها اليونان، ومسؤولون من وزارة الشحن اليونانية التعليق على خبر وصول السفينة.
وأظهرت أحدث بيانات من شركة مارين ترافيك لتتبع السفن في الساعة 12:11 بتوقيت غرينتش رسو السفينة سي تشامبيون في ميناء عدن.
وتقول مصادر بقطاعي النقل البحري والتأمين إن الحوثيين، الذين يسيطرون على المناطق الأكثر اكتظاظا بالسكان في اليمن، يهاجمون سفنا لها علاقات تجارية مع الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل.
تعهد الحوثيون بمواصلة استهداف السفن المرتبطة بإسرائيل حتى تتوقف الحرب على الفلسطينيين في قطاع غزة، وذلك رغم الضربات الأميركية والبريطانية على أهداف تابعة للحركة في اليمن.
ولم تؤد هجمات حركة الحوثي إلى غرق أي سفينة أو مقتل أي من أفراد الطواقم البحرية حتى تاريخه في ممر ملاحي تعبر منه 12 بالمئة من التجارة العالمية المنقولة بحرا.
ومع ذلك تزايدت المخاوف بشأن مصير سفينة الشحن روبيمار التي تعرضت لاستهداف بصاروخ في خليج عدن الأحد ونُقل طاقمها إلى سفينة أخرى.
وفي مذكرة أُخطرت السفن التجارية بالابتعاد عن محيط السفينة المهجورة وسط مخاوف من احتمال غرقها.
وأكد مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية أن السفينة لم تغرق.
وقال ستيفن كوتون، الأمين العام للاتحاد الدولي لعمال النقل، وهي المنظمة النقابية الرائدة للبحارة، إن هجوم روبيمار يجب أن يكون صرخة تحذير "لإعطاء الأولوية على الفور لسلامة البحارة، قبل أن نرى أرواحا بشرية تُفقد في البحر الأحمر".
وأضاف أن الوقف الفوري والدائم لإطلاق النار في الحرب بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية الحاكمة في غزة يعد خطوة حاسمة نحو ضمان العبور الآمن في البحر الأحمر.
وقالت مصادر الأمن البحري إن هناك قلقا أيضا من أن السفن التجارية قد تواجه مخاطر جديدة بما في ذلك احتمال نشر ألغام بحرية.
وشنت القيادة المركزية الأميركية الاثنين الثلاثاء ضربات على أهداف مختلفة منها ما يعتقد أنها أول مركبة بحرية مسيرة تحت الماء يستخدمها الحوثيون منذ بدء هجماتهم.
وقالت القيادة المركزية الأميركية "هذه الإجراءات ستحمي الحقوق والحريات الملاحية وتجعل المياه الدولية أكثر أمانا".
وبينما يحول العديد من السفن مسارها حول جنوب أفريقيا لتجنب البحر الأحمر، فإن بعضها يواصل الإبحار عبره.
وقالت مجموعة شحن الحاويات الفرنسية (سي.إم.إيه سي.جي.إم) الثلاثاء إن سفينتها غول فيرن عبرت البحر الأحمر تحت حراسة البحرية الفرنسية، بعد تعليق العبور بسبب مخاطر أمنية في وقت سابق من هذا الشهر.
ودشن الاتحاد الأوروبي الاثنين مهمة بحرية في البحر الأحمر "لحماية حرية الملاحة" هناك وسط آمال بمزيد من الحماية والدعم للشحن التجاري.
ووفرت فرنسا في الأسابيع القليلة الماضية مرافقة بحرية لبعض سفن الشحن بما في ذلك المرتبطة بفرنسا.