نشاط الشحن الجوي عالق في متاهة خمول الاقتصاد العالمي

مونتريال (كندا) – تواجه عمليات الشحن الجوي عثرة جديدة في طريق الانتعاش بينما يسعى القطاع إلى تعزيز مكاسبه بعد سنوات الوباء التي جعلت الشركات تغرق في الأزمات وتتكبد خسائر كبيرة.
وكشفت بيانات حديثة أن الطلب على الشحن الجوي انحسر بسبب خمول الاقتصاد العالمي بسبب تباطؤ نمو القطاعات الإنتاجية وارتفاع التكاليف والاضطرابات التجارية التي خلفتها الحرب في شرق أوروبا.
وذكر الاتحاد الدولي للنقل الجوي “إياتا” في تقرير حول حالة القطاع أن الطلب العالمي على الشحن الجوي انخفض في شهر يونيو الماضي بنسبة 3.4 في المئة على أساس سنوي، بضغط “تباطؤ نشاط التجارة العالمية”.
وذكر “إياتا” في تقريره الشهري الذي أصدره مطلع هذا الأسبوع أن الطلب على الشحن الجوي تأثر من عدة عوامل، أبرزها انخفاض حركة التجارة العالمية عبر الحدود بنسبة 2.4 في المئة على أساس سنوي في مايو.
وأشار معدو التقرير إلى أن ذلك “يعكس بيئة الطلب الباردة وتحدي ظروف الاقتصاد الكلي، مما أدى إلى وجود فجوة تشير إلى أن الشحن الجوي لا يزال يعاني أكثر من شحن الحاويات من التباطؤ في التجارة العالمية”.
وحسب التقرير، فقد انخفض الطلب على الشحن الجوي للعمليات الدولية بنسبة 3.7 في المئة في يونيو.
وبالنسبة لنصف العام الأول من 2023، انخفض الطلب العالمي للشحن الجوي بنسبة 8.1 في المئة على أساس سنوي، متأثرا بانخفاض العمليات الدولية بنسبة 8.7 في المئة.
وكانت مستويات الطلب في يونيو أقل بنسبة 2.4 في المئة فقط عن مستويات يونيو 2019.
وارتفعت الطاقة الاستيعابية للأشهر الستة الأولى من هذا العام بنسبة 9.9 في المئة مقارنة بالعام الماضي، وتجاوزت السعة حاليا 3.7 في المئة من مستويات يونيو 2019.
وقال المدير العام لاتحاد النقل الجوي الدولي ويلي والش “ما زلنا نأمل في أن الظروف التجارية الصعبة للشحن الجوي ستتحسن مع انحسار التضخم في الاقتصادات الكبرى”.
8.1
في المئة نسبة انخفاض الطلب العالمي للشحن الجوي في نصف العام الأول من 2023 على أساس سنوي
وأوضح أن ذلك يمكن أن يشجع البنوك المركزية على تخفيف المعروض النقدي، “مما قد يحفز نشاطا اقتصاديا أكبر”.
ولا يزال “إياتا” الذي تأسس عام 1945، ويمثل نحو 260 شركة طيران حول العالم تسهم بنحو 83 في المئة من حركة النقل الجوي العالمية، يرى أن الآفاق المستقبلية تبدو ضبابية.
وكان قطاع السفر من أكثر القطاعات تأثرا بجائحة كورونا خلال عامي 2020 و2021، ثم بدأ في التعافي منذ العام الماضي، لكن يبدو أن أعراض الحرب في شرق أوروبا بدأت تظهر بشكل واضح الآن.
ووفق المؤسسات الدولية المانحة، تقدر الخسائر التي تكبدها قطاع الطيران بنحو 10 في المئة من إجمالي خسائر اقتصادات العالم والتي تجاوزت 21 تريليون دولار من جراء الجائحة.
وسجل قطاع الشحن الجوي العالمي في العام الأول من تفشي الوباء أسوأ انهيار في الطلب منذ بدء رصد أداء القطاع في عام 1990، بسبب تعطل إمدادات حركة التجارة العالمية وتراجع أنشطة الشحن.
وأظهرت بيانات أسواق الشحن الجوي العالمية للاتحاد تراجع الطلب بنسبة 10.6 في المئة عام 2020 بالمقارنة مع عام 2019.
وتعدّ نسبة الانخفاض السنوي هذه الأكبر في الطلب منذ أن بدأ الاتحاد برصد أداء قطاع الشحن في العام 1990، متجاوزة التراجع في حركة تجارة البضائع الدولية الذي وصلت نسبته إلى 6 في المئة.