نشاط الاكتتابات يحافظ على مرونته في الأسواق العربية

أبوظبي - يؤكد استمرار التوسع في نشاط الاكتتابات في أسواق المنطقة العربية في الربع الثاني من 2024 توقعات المحللين بأن ثمة ما يوحي بأن طفرة قادمة في هذا المجال خلال الفترة المقبلة بفضل الإصلاحات وجاذبية بيئة الأعمال واهتمام المستثمرين.

وكشف تقرير حديث لإرنست ويونغ عن ثبات نشاط صفقات الاكتتاب في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال الفترة الممتدة بين أبريل ويونيو الماضيين، وهو عكس المسار الذي تشهده العديد من أسواق العالم بسبب ضبابية الآفاق الاقتصادية.

وحافظ سوق الاكتتابات العامة الأولية في المنطقة على مرونته، حيث شهدت الأسواق العربية تسجيل 14 اكتتابا، بإجمالي عائدات بلغ 2.64 مليار دولار، بزيادة 45.3 في المئة مقارنة مع الفترة ذاتها من العام السابق.

وأوضح التقرير أن الربع الثاني من العام الجاري، شهد إدراج شركة مستشفى سليمان فقيه في البورصة السعودية (تداول)، في اكتتاب جمع أعلى عائدات في هذا الربع، مع 764 مليون دولار.

وتبع ذلك إدراج أسهم في شركة ألف للتعليم في سوق أبوظبي للأوراق المالية، في اكتتاب ساهم بنسبة 19.5 في المئة من إجمالي عائدات هذا الربع مع 515 مليون دولار.

وأشار التقرير، الذي أوردته وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية الثلاثاء، إلى أن إدراج شركة سبينس 1961 هولدينع في سوق دبي المالي جمع 375 مليون دولار.

ولفتت إرنست ويونغ إلى أن نسبة إجمالي عائدات اكتتاب ألف للتعليم وسبينس بلغت 33.8 في المئة من إجمالي عائدات اكتتابات المنطقة في الربع الثاني من 2024.

وبالنسبة إلى السعودية، فقد جمعت الاكتتابات نحو 1.6 مليار دولار، كان أعلاها من نصيب اكتتاب مستشفى فقيه، يليها اكتتاب شركة السعودية لحلول القوى العاملة (سماسكو) بعائدات 240 مليون دولار، وشركة رسن لتقنية المعلومات مع عائدات بلغت 224 مليون دولار.

وذكر التقرير أن بورصة الكويت شهدت أول إدراج منذ الربع الأخير من عام 2019، حيث جمع إدراج مجموعة البيوت الاستثمارية القابضة 147 مليون دولار.

وبحسب التقرير، فمن المقرر أن تشهد الفترة المتبقية من عام 2024 نشاطا قويا، في سوق الاكتتابات العامة الأولية، مع وجود 16 شركة خاصة وسبعة صناديق في مختلف القطاعات، تعتزم إدراج أسهمها في بورصات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

ولدى الكثيرين من محللي أسواق المال قناعة بأن المنطقة تعد نقطة مضيئة في مشهد كئيب بمجال طروحات الأسهم، والتي تقترب من أدنى مستوياتها منذ عقدين على مستوى العالم، في ظل تأثر إقبال المستثمرين بمخاوف الركود.

ويرون أن طرح الشركات الحكومية الناجحة أمر مرغوب به لتنويع العملية الاقتصادية، ولزيادة الرقابة المطلوبة على تلك الكيانات، ويدعم أداءها التشغيلي، ومن ناحية أخرى تسرّع من عملية نضج الأسواق المالية في دول المنطقة.

وعلى الصعيد العالمي، تراجع نشاط الاكتتابات العامة الأولية في الربع الثاني من العام الجاري مقارنة بالفترة نفسها من عام 2023.

وانخفض عدد الاكتتابات العامة بنسبة 15 في المئة من 317 إلى 271 اكتتابا، في ما تراجعت العائدات بنسبة 31 في المئة من 40.4 مليار دولار إلى 27.8 مليار دولار.