نشاط الإعلانات يقفز بصافي أرباح مالكة غوغل

تراجع أسهم مايكروسوفت المنافسة بشكل طفيف، في حين ارتفعت أسهم ميتا، وهي شركة تعتمد أيضًا بشكل كبير على مبيعات الإعلانات.
الخميس 2023/07/27
من المرجح أن يصبح الذكاء الاصطناعي محركا رئيسيًا لنمو الأعمال السحابية في غضون عام

نيويورك - تجاوزت أرباح ألفابت في الربع الثاني من هذا العام توقعات وول ستريت، وأعلنت المجموعة الأم لغوغل أن روث بورات المديرة المالية منذ فترة طويلة ستتولى دورًا جديدًا بينما تسعى الشركة للحصول على مدير مالي جديد.

وحققت ألفابت مبيعات بلغت 62 مليار دولار خلال الربع الثاني عند استبعاد مدفوعات الشركاء. وتوقع المحللون تحقيق الشركة 60.2 مليار دولار، بحسب بيانات جمعتها بلومبرغ.

وسجلت المجموعة أرباحا صافية قدرها 1.44 دولارا للسهم في الفترة من أبريل إلى يونيو، مقارنة بتقديرات تبلغ 1.34 دولارا للسهم الواحد. وبحسب بيانات رفينيتيف، بلغت إيرادات الربع الأول 74.6 مليار دولار، مقارنة مع تقديرات بـ72.82 مليار دولار.

وتم دعم نتائج المجموعة من خلال الطلب المستمر على خدماتها السحابية وانتعاش نشاط الإعلانات. وشهدت إعلانات محرك البحث غوغل أداء جيداً، إذ سجلت 42.6 مليار دولار، بالمقارنة مع متوسط تقدير المحللين البالغ 42.2 مليار دولار. وارتفعت مبيعات الإعلانات لوحدة خدمة الفيديو على منصة يوتيوب التابعة لغوغل بنسبة 4.4 في المئة إلى 7.67 مليار دولار.

توماس مونتيرو: غوغل لم تقدم أرباحا رائعة، بل فعلت ذلك بهامش كبير
توماس مونتيرو: غوغل لم تقدم أرباحا رائعة، بل فعلت ذلك بهامش كبير

وبفضل ذلك قفزت أسهم ألفابت بنسبة 8 في المئة خلال تعاملات ما بعد الإغلاق الثلاثاء الماضي على إثر الإفصاح عن بيانات الربع الثاني.

وفي المقابل تراجعت أسهم مايكروسوفت المنافسة بشكل طفيف بعد أن أعلنت أيضا عن نتائجها، في حين ارتفعت أسهم ميتا، وهي شركة تعتمد أيضًا بشكل كبير على مبيعات الإعلانات، بما يصل إلى اثنين في المئة.

وقال المحلل توماس مونتيرو “لم تقدم غوغل أرباحًا رائعة لكل سهم فقط، متجاوزة التوقعات في وقت كان المستثمرون يتساءلون فيه عن قدرتها على مواكبة عمالقة التكنولوجيا الآخرين وسط جنون الذكاء الاصطناعي، بل فعلت ذلك أيضًا بهامش كبير”.

وتشير منصة أنفيستينغ، التي يعمل فيها مونتيرو، إلى هذا بقوة وأنه من المحتمل أن تبدأ مرحلة نمو جديدة لعملاق وادي السيليكون. وأضاف مونتيرو لرويترز “عززت غوغل نفسها أخيرا كقوة رائدة في قطاع السحابة المتنازع عليه بشدة ولديها الآن مجال لتركيز توسعها في مجال الذكاء الاصطناعي”.

وبورات، التي تم تعيينها في عام 2015، هي واحدة من أبرز المديرات التنفيذيات في وادي السيليكون، وقد أشرفت على نمو هائل في ألفابت.

وستصبح كبيرة مسؤولي الاستثمار ورئيسًا اعتبارًا من الأول من سبتمبر وستتولى قيادة التخطيط لعام 2024 بينما يتم البحث عن خليفتها.

وفي دورها الجديد، سوف تشرف على ما يسمى بمحفظة “الرهانات الأخرى” للشركة، وهي وحدة لمشاريع الأجهزة والخدمات الأكثر خطورة، بالإضافة إلى المساعدة في إدارة استثمارات الشركة العالمية.

وتراجع المعلنون، الذين يشكلون حصة كبيرة من عائدات ألفابت، عن إنفاق دولارات ثمينة على منصات غير مختبرة، مما يساعدها كثيرا وهو الأمر ذاته بالنسبة إلى ميتا مالكة فيسبوك.

لكن من المؤكد أن نتائج ألفابت للربع الثاني من العام سترضي المستثمرين القلقين بشأن تراجع أكبر للمعلنين بعد النمو السريع لخدمات الويب أثناء الوباء، حيث عاد المستهلكون إلى البيع بالتجزئة الفعلي.

وكان وادي السيليكون ينبض بالحياة حول برامج الذكاء الاصطناعي التوليدية التي يمكن أن تقدم ردودًا طويلة المدى على استفسارات المستخدمين. ومن المتوقع أن تكون القفزة التالية إلى الأمام لشركات التكنولوجيا.

وطرحت ألفابت منتجات الذكاء الاصطناعي في مؤتمرها السنوي لمطوري آي.أو في مايو الماضي وجددت محرك البحث الخاص بها ليشمل الذكاء الاصطناعي التوليدي.

وتأتي تقنية الذكاء الاصطناعي الجديدة بتكلفة إضافية. وكان أكبر عنصر في الإنفاق الرأسمالي للربع الثاني للشركة هو الخوادم و”استثمار مفيد” في حوسبة الذكاء الاصطناعي، حسبما أكدت بورات في مؤتمر عبر الهاتف.

اعلانات بالمليارات
اعلانات بالمليارات

وقال الرئيس التنفيذي سوندار بيتشاي للمحللين إن “الإعلان قادم إلى البحث الذي تم تجديده للشركة وتختبر ألفابت التنسيقات الفعالة ومكان وضع الإعلانات داخل البحث المدعوم بالذكاء الاصطناعي”.

وحاليا يستخدم 80 في المئة من المعلنين منتج بحث واحدًا على الأقل يعتمد على الذكاء الاصطناعي، وفقًا لما قاله مدير الأعمال فيليب شندلر في مكالمة.

وتخطط الشركة لدمج الذكاء الاصطناعي التوليدي في منتجات أخرى مثل جي.ميل وغوغل فوتوس ونظام التشغيل أندرويد للهواتف المحمولة.

ويمكن لتقنية الذكاء الاصطناعي التوليدية إنشاء نصوص وصور ومقاطع فيديو تشبه ما ينتجه الأشخاص. ومع ذلك، تظهر النتائج الصادرة أن مبيعات الإعلانات لا تزال تحتل الصدارة. فقد عاقب المستثمرون شركة التواصل الاجتماعي سنابشات الثلاثاء لمبيعاتها الإعلانية المخيبة للآمال في الربع الأول.

وارتفعت الإيرادات في غوغل كلاود، وهي من بين أكبر مزودي الخدمات السحابية، بنسبة 28 في المئة لتصل إلى 8.1 مليار دولار، متجاوزة التوقعات البالغة 7.75 مليار دولار، وحافظت تقريبًا على نفس معدل النمو في الربع الأول.

في المقابل ارتفعت إيرادات مايكروسوفت من نظام أزور بنسبة 26 في المئة، قبل توقعات النمو من شركة فيزيبل ألفا.

وقال المحللون وخبراء الصناعة إنهم يتوقعون أن يرتفع نمو الأعمال السحابية في نهاية العام الحالي، مع كون الربع المنتهي في يونيو هو أدنى مستوى حيث تبدأ حالة عدم اليقين الكلية في التلاشي.

ويرجح المستثمرون أن يصبح الذكاء الاصطناعي محركا رئيسيًا لنمو الأعمال السحابية في غضون عام، مع قيادة أزور لهذا المنحى تليها أعمال أمازون وخدمة أي.دبليو.أس وغوغل كلاود.

10