نسق الاحتجاجات يتصاعد في إيران

طهران - واصل الإيرانيون احتجاجاتهم الجمعة وطالبوا بإسقاط الجمهورية الإسلامية في الوقت الذي نشر فيه نشطاء مقاطع فيديو لحشود تهتف بموت الزعيم الأعلى للبلاد وميليشيا الباسيج التي أطلقها لقمعهم.
اجتاحت المظاهرات الجمهورية الإسلامية منذ وفاة الشابة الكردية مهسا أميني (22 عاما) في حجز للشرطة الشهر الماضي. وشكلت الاضطرابات أحد أكبر التحديات أمام القيادة الدينية الإيرانية منذ ثورة 1979.
وأظهر مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي متظاهرين يهتفون بموت الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي الذي وصفوه “بالدكتاتور”، وكذلك ميليشيا الباسيج التي لعبت دورا رئيسيا في قمع المظاهرات.
وجاء في تعليق على المقطع أنه تم تسجيله الجمعة في مدينة زاهدان القريبة من حدود إيران الجنوبية الشرقية مع باكستان وأفغانستان.
ونشر حساب (تصوير 1500) على تويتر مقطع فيديو قال إنه التُقط من الاحتجاجات في زاهدان ويُظهر المتظاهرين وهم يرددون هتاف “الموت لخامنئي”. وأظهر مقطع فيديو آخر محتجا يبلغ من العمر 12 عاما وقد أصيب بطلق ناري في الرأس.
وجاءت الاحتجاجات بعد يوم من قيام مجلس أمن إقليم سيستان وبلوخستان بإقالة قائد شرطة زاهدان وقائد قسم شرطة قريب من المكان الذي قُتل فيه العشرات من المحتجين قبل أربعة أسابيع في أعنف حملة قمع منذ بدء الاحتجاجات على مستوى البلاد.
وقال المجلس إنه سيتم تعويض أسر الضحايا كما تم فتح تحقيق قانوني قد يؤدي إلى اتخاذ المزيد من الإجراءات ضد من أثاروا العنف و”مثيري الشغب” وأي مسؤولين يُشتبه في ارتكابهم مخالفات.
وقالت منظمة العفو الدولية إن قوات الأمن قتلت ما لا يقل عن 66 شخصا في حملة قمع عنيفة يوم الثلاثين من سبتمبر.
وقال مجلس أمن الإقليم إن معارضين مسلحين هم من بدأوا الاشتباكات التي أدت إلى مقتل أبرياء، لكنه أقر بوجود “أوجه قصور” من جانب الشرطة.
وأظهرت مقاطع الفيديو التي نشرها حساب (تصوير 1500) ما قال إنها احتجاجات في مدينة مهاباد في شمال غرب البلاد حيث كان المتظاهرون يفرون مما بدا أنه دخان غاز مسيل للدموع، فيما ظهر محتجون في مقطع فيديو آخر وهم يصنعون قنابل مولوتوف.
ويشير محلّلون إلى أنّ السلطات الإيرانية حاولت خنق الحركة الاحتجاجية بوسائل أخرى غير القمع العنيف، وذلك من أجل تجنّب الغضب الشعبي.
وفي هذا الإطار، قال المتخصّص بالشأن الإيراني في “معهد واشنطن” هنري روم “حتى الآن، يبدو أنهم يستخدمون أساليب أخرى، اعتقالات وترهيب، وقطع الإنترنت وقتل بعض المتظاهرين”.
ما لا يقل عن 250 متظاهرا قتلوا واعتقل الآلاف في أنحاء البلاد. وفشلت الحملة الصارمة التي شنتها قوات الأمن
ومع ذلك، أضاف “أشكّ في أن تكون القوات الأمنية قد استبعدت القيام بحملة قمع عنيفة على نطاق أوسع”.
واعتبر أنهم “ربما حسِبوا أنّ المزيد من عمليات القتل سيشجّع المتظاهرين بدلا من ردعهم؛ إذا تغيّرت هذه الحسابات، فمن المحتمل أن يصبح الوضع أكثر عنفا”.
وقالت جماعات حقوقية إن ما لا يقل عن 250 متظاهرا قتلوا واعتقل الآلاف في أنحاء البلاد. وفشلت الحملة الصارمة التي شنتها قوات الأمن، ومن بينها ميليشيا الباسيج التي لها سجل حافل في سحق المعارضة، في تهدئة الاضطرابات.
واتهمت إيران أعداءها الأجانب وعملاءهم بإثارة الاضطرابات. وقالت وكالة سبه نيوز للأنباء التابعة للحرس الثوري إن وحدته الاستخبارية أحبطت هجوما بقنبلة في مدينة شيراز في الجنوب، التي شهدت إطلاق نار على ضريح هناك الأربعاء مما أسفر عن سقوط قتلى.
وأدى إطلاق النار الأربعاء في شيراز، الذي أعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عنه، إلى مقتل 15 شخصا في ضريح شاه جراغ.
وبث التلفزيون الرسمي مظاهرات نظمتها الحكومة في جميع أنحاء البلاد للتنديد بهجوم شيراز على الهواء مباشرة. ولوح المتظاهرون بالعلم الإيراني وحملوا صور خامنئي ورددوا هتافات “الموت لأميركا” و”الموت لإسرائيل”.