نسخة ثانية من وزارة الثقافة الإيرانية لمراقبة الإنترنت

الحكومة الإيرانية تضع خطة لتأسيس وزارة ثقافة رقم 2 ستقوم بمراقبة الأنشطة الثقافية وفقا للتعليمات التي حددها المجلس الأعلى للفضاء الإلكتروني.
الجمعة 2019/08/16
مستخدم الإنترنت مراقب أينما كان في إيران

طهران- أعلن عباس صالحي وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي الإيراني عن إنشاء نسخة وزارية ثانية يطلق عليها “وزارة الثقافة رقم 2”، مهمتها مراقبة الفضاء الإلكتروني، والإنترنت، ومواقع وشبكات وتطبيقات التواصل الاجتماعي.

وأكد صالحي أن الإنترنت أصبحت “نهاية العالم وبداية عالم جديد”، قائلا إن الحكومة وضعت خطة لتأسيس وزارة الثقافة رقم 2 في غضون ثلاث سنوات، وفق ما ذكرت وكالة “إيلنا” الإيرانية. وأكد صالحي أن الوزارة الجديدة ستقوم بمراقبة الأنشطة الثقافية وفقا للتعليمات التي حددها المجلس الأعلى للفضاء الإلكتروني.

وكانت الولايات المتحدة الأميركية قد وضعت المجلس الأعلى للفضاء الإلكتروني الذي تأسس بأوامر المرشد الإيراني علي خامنئي، على قائمة العقوبات لقيامه بحجب الآلاف من المواقع والتطبيقات وحرمان الإيرانيين من التداول الحر للمعلومات.

ويعتبر المجلس الذي يقوم بالتخطيط والمراقبة للفضاء السيبراني، مسؤولا أيضا عن حملة القمع ضد الصحافيين والمنتقدين ونشطاء مواقع التواصل في إيران. وفقا لتقرير منظمة “مراسلون بلا حدود”، تعتبر إيران واحدة من أكثر الحكومات قمعا للصحافيين خلال السنوات الخمس الماضية.

كذلك، فإن إيران تحظر مواقع التواصل منذ احتجاجات عام 2009 التي قُمعت بعنف دموي، لكن العديد من الإيرانيين يستخدمون برامج كسر الحجب لدخول المواقع والتطبيقات.

إيران تستخدم شبكة متشعبة من المواقع الإلكترونية مجهولة المصدر
إيران تستخدم شبكة متشعبة من المواقع الإلكترونية مجهولة المصدر

وتحاول السلطات دفع المواطنين نحو استخدام الشبكة الداخلية التي تعمل عليها لفصلهم عن العالم الخارجي ومواقع التواصل الشهيرة والشبكة العنكبوتية العالمية.

وتقول منظمات حقوقية ومجموعات المعارضة الإيرانية إن الهدف الحقيقي من شبكة الإنترنت الداخلية هو تشديد الرقابة، ولضبط سيطرة السلطات على استخدام الناس للإنترنت، والسيطرة على تغطية الاحتجاجات الشعبية والإضرابات العمالية المستمرة.

وفي السنوات الأخيرة، بالإضافة إلى قمع الصحافيين، وسعت الحكومة الإيرانية نطاق القمع وقيدت حرية التعبير والإعلام من خلال تصفية واعتقال الناشطين في مجال التواصل الاجتماعي على نطاق واسع.

كما كشف تحقيق صحافي لوكالة رويترز في أغسطس العام الماضي، أن إيران تستخدم شبكة متشعبة من المواقع الإلكترونية مجهولة المصدر، وحسابات على وسائل التواصل الاجتماعي بإحدى عشرة لغة، بهدف الـترويج لتوجهاتها الجيوسياسية، للتأثير سرا على الرأي العام في دول العالم.

وذكر التحقيق أن مؤشرات فنية توضح أن شبكة المواقع وحسابات وسائل التواصل الاجتماعي، التي يطلق عليها اسم “الاتحاد العالمي لوسائل الإعلام الإلكترونية”، هي جزء من الحملة. ويبث الاتحاد محتوى من وسائل إعلام إيرانية رسمية ومنابر أخرى متحالفة مع طهران عبر الإنترنت، وكثيرا ما يخفي المصدر الرئيسي للمعلومات.

18