نساء سامات على رف الكتب

عندما نتحدّث عن الشخصيات السامّة، غالبا ما نتخيل رجلا. لكن أليس في محيطك امرأة تزعجك، تؤذيك أو حتى تعنّفك؟ قد تكون صديقتك، زميلتك، شريكتك، أختك، أو حتى أمك. أتجرؤ على الاعتراف بذلك؟ هل تدركه حتى؟ فالمأزوم لا يعي كم الأذى أحيانا، خاصة إذا كان يتلقاه من المقربين.
وفي هذا الإطار يرصد كتاب “لسنَ جميعًا ملائكة: كيف تتعرّف إلى النساء السامّات وتحتمي منهنّ” للكاتبة والاختصاصية النفسية الفرنسية سيلفي تيننباوم الشخصيات وسلوكاتها بدقة علمية.
في كتابها، الصادر عن دار هاشيت أنطوان/ نوفل، ترفع تيننباوم الصوت وتكسر التابو: لسنَ جميعا ملائكة. وذلك ليس بهدف أبلسة النساء، بل النظر إليهن نظرة موضوعية على قدم المساواة مع الرجال، والاعتراف بمشاكلهن. فبعضهن لسن شريرات، هن فقط مأزومات
ويُسقطن أزماتهن على الآخرين من غير أن يدركن.
يقودنا الكتاب الغني بالأمثلة على درب الوعي الذاتي وإعادة الاتصال بأنفسنا لنتمكن من التنبّه إلى مشاعرنا ومراقبة من حولنا وحماية أنفسنا.
من وجوه جواد سليم
في كتابه الجديد “جواد سليم الوجه الآخر” يرى الباحث والشاعر العراقي شاكر لعيبي أنه لن يضيف المرء شيئا جديدا عن فنان جوهري في تاريخ العراق التشكيلي مثل جواد سليم، وأهميته الفائقة وتنقيباته الشخصية التي طور فيها لغة وأسلوبا ونكهة يتعرّف عليها المرء من النظرة الأولى، والتي ألقت بظلالها على مجايليه ومن جاء بعده. وهو أسلوب دُرس مرات عديدة، ولم يكن من مهمة هذا البحث.
ويرصد الكتاب، الصادر عن دار خطوط وظلال، الوجه الآخر للإنسان جواد، بعظمته وتردداته وهفواته، ويتوقف أمام عمل مجهول أو تالف له، عمل مفاجأة، قام بتصويره الفوتوغرافي ناظم رمزي ونشره ابنه. وقد حاول البحث وتفحص هذا العمل من زاويتين: عجالة تنفيذه لغرض لعله يتصل بالاحتفال بثورة 14 يوليو وتأثره الكبير بالغورنيكا.
ونقّب المؤلف في التفاصيل التشكيلية في المقام الأول وليس في أية تفصيلات أخرى لا تهم الفن التشكيلي حتى لو تعلق الأمر بعلاقة جواد بالعائلة المالكة العراقية.
ازدهار الترجمة
يُناقش كتاب “آراء وقضايا من الأدب الألماني” للباحث والأكاديمي مؤنس محمد مفتاح، موضوع الترجمة، بوصفها جسرا من جسور التلاقح الثقافي بين مختلف الحضارات العالمية، والتي يزداد الاهتمام بها في العالم العربي بشكل مطرد، وذلك راجع بالأساس إلى الإحساس القوي بضرورة الانفتاح أكثر فأكثر على الآخر، مجتمعا وثقافة وفكرا.
وفي هذا السياق يؤكّد مؤلّف الكتاب، الصادر عن ألفا دوك بالجزائر، أن تاريخ اللّغة العربية والترجمة لم يعرف تطوُّرا كما حصل في الأعوام الخمسين الأخيرة؛ موضحا أن هناك ديناميكية وحركية في مجال الترجمة حاليًّا، وذلك من خلال إصدارات ترجمية عديدة تنهل من الثقافات الأوروبية، على اختلاف مشاربها، كالإنجليزية والفرنسية والإسبانية، وغيرها. ويقدم مفتاح مجموعة من المقالات المترجمة من اللُّغة الألمانية، محاولا مد جسور التواصل للمتلقي العربي وبعض القضايا من الأدب الألماني. وتناول شخصيات ومفكرين من الأدب الأوروبي والعربي أُجريت معهم حوارات باللُّغة الألمانية، لفسح المجال للتعرُّف عليها بكلّ موضوعية والاستفادة منها قدر المستطاع.