نساء بلوشستان ينضممن إلى الاحتجاجات المناوئة للنظام الإيراني

إيران تتهم الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل بتأجيج ما تصفه على نحو كبير بأنها "أعمال شغب".
السبت 2022/12/03
الاحتجاجات مؤامرة.. حتى لو تظاهر كل الإيرانيين

باريس – انضمت النساء في محافظة سيستان بلوشستان الإيرانية الجمعة إلى الاحتجاجات واسعة النطاق التي أشعلتها وفاة مهسا أميني، في خطوة أكدت مجموعات حقوقية بأن حدوثها “نادر” في المنطقة المحافظة إلى حد كبير.

وأظهرت تسجيلات مصوّرة انتشرت على الإنترنت عشرات من النساء في عاصمة المحافظة زاهدان يرفعن لافتات كتب عليها “امرأة، حياة، حرية”، وهو أحد أبرز شعارات الحركة الاحتجاجية التي انطلقت في منتصف سبتمبر الماضي.

وهتفت نساء ارتدين الشادور “بالحجاب أو بدونه، هيا إلى الثورة”، وذلك بحسب تسجيلات مصوّرة انتشرت على تويتر.

وتفيد منظمة حقوق الإنسان في إيران ومقرها أوسلو، بأن قوات الأمن قتلت حتى الآن 448 متظاهرا على الأقل معظمهم في سيستان بلوشستان الواقعة في جنوب شرق إيران عند الحدود مع باكستان.

وعلّق مدير المنظمة محمود أميري مقدّم على التظاهرة النسائية الأخيرة في زاهدان بالقول “إنها بالفعل نادرة من نوعها”، إذ أن المدينة شهدت على مدى الشهرين الماضيين خروج الرجال إلى الشوارع بعد صلاة الجمعة.

وقال إن “الاحتجاجات الحالية في إيران ليست إلا انطلاقة لثورة كرامة”. وأضاف “ساهمت هذه الاحتجاجات بتمكين النساء والإيرانيين من الأقليات الذين تم التعامل معهم على مدى أربعة عقود كمواطنين من الدرجة الثانية، ليخرجوا إلى الشوارع ويطالبوا بحقوقهم الأساسية”.

وتعد سيستان بلوشستان ذات الأغلبية السنية أفقر منطقة في إيران بينما يعاني سكانها البلوش من التمييز.

وقتل 128 شخصا على الأقل في سيستان بلوشستان في الحملة الأمنية التي تشنّها السلطات الإيرانية، بحسب منظمة حقوق الإنسان في إيران، وهي أكبر حصيلة للقتلى الذين تم تسجيل سقوطهم في 26 من محافظات إيران الـ31.

وتأتي كردستان في المرتبة الثانية لجهة عدد قتلى الاحتجاجات (53 شخصا) إذ أنها مسقط رأس أميني. وتقع في غرب إيران عند الحدود مع العراق وتعد مركزا آخر للاحتجاجات فيما يشكّل السنة غالبية سكانها.

وتتهم إيران الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل بتأجيج ما تصفه على نحو كبير بأنها “أعمال شغب”.

ودعا الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الخميس في محافظة كردستان مهد الاحتجاجات التي تهز البلاد منذ وفاة الشابة مهسا أميني إلى إحباط مخططات “الأعداء” المتهمين بتدبير هذه الاضطرابات.

وفاة مهسا أميني تشعل احتجاجات واسعة النطاق
وفاة مهسا أميني تشعل احتجاجات واسعة النطاق

وتوفيت الشابة الكردية البالغة 22 عاما في السادس عشر سبتمبر بعد ثلاثة أيام على توقيفها في طهران من جانب شرطة الأخلاق التي أخذت عليها عدم احترام قواعد اللباس الصارمة في إيران.

وأثارت وفاتها موجة من الاحتجاجات على السلطات التي تتهم قوى أجنبية ولاسيما الولايات المتحدة بالوقوف وراء “أعمال الشغب” هذه كما تصفها، سعيا لزعزعة استقرار جمهورية إيران الإسلامية.

وتأخذ السلطات الإيرانية كذلك على المعارضة الكردية في الخارج التحريض على الاحتجاجات التي اندلعت في محافظة كردستان في شمال غرب البلاد.

وقال رئيسي لدى تدشينه مشروعا لمياه الشرب في سنندج مركز محافظة كردستان “خلال أعمال الشغب الأخيرة، ارتكب الأعداء خطأ في حساباتهم بظنهم أنّ بإمكانهم زرع الفوضى وانعدام الأمن”.

وتابع “لكنهم كانوا يجهلون أن كردستان ضحت بدماء آلاف من الشهداء وأن سكانها هزموا العدو في الماضي”، في إشارة إلى الحرب الإيرانية – العراقية (1980 – 1988).

وقال “الناس يواجهون مشكلات اقتصادية واجتماعية لكنهم يعرفون كيف يتصدون للعدو بتضامنهم”.

ورأى رئيسي أن أبناء “الجيل الجديد في هذه المنطقة سيتصرفون مثل أمهاتهم وآبائهم الذين أحبطوا مخططات العدو، ولن يتبعوا مشيئة الأعداء وخصوصا الولايات المتحدة”.

قوات الأمن قتلت حتى الآن 448 متظاهرا على الأقل معظمهم في سيستان بلوشستان الواقعة في جنوب شرق إيران

وتوجه قائد الحرس الثوري اللواء حسين سلامي إلى شيراز في جنوب البلاد حيث قتل 13 شخصا في أكتوبر في هجوم على مرقد ديني أعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عنه.

واتهم بدوره أعداء الجمهورية الإسلامية بالعمل على “زعزعة” أمن البلاد، وفق تصريحات أوردتها وكالة الأنباء الرسمية “إرنا”.

وقال إن “الأهداف الرئيسية للأعداء هي زعزعة أمن البلاد، لأن استقلال أي بلد وعزته وعظمته ترتكز على أمنه، والعدو (…) لا يريد أن ينعم الشعب بالراحة والهدوء”.

واعتبر قائد الحرس الثوري أن “الأعداء يحاولون زرع اليأس في نفوس الشباب الإيرانيين والبعض منهم سعداء من خسارة المنتخب الإيراني لكرة القدم في كأس العالم” التي تستضيفها قطر.

ومنذ بدء الاحتجاجات تم توقيف آلاف من الإيرانيين وحوالي 40 أجنبيا بينما وُجّهت اتهامات لأكثر من ألفي شخص، بحسب السلطات القضائية.

وصرّح عميد إيراني هذا الأسبوع بأن أكثر من 300 شخص قتلوا في الاضطرابات.

5