نساء إماراتيات يروين قصائد مجهولة الشعراء

أبوظبي – توثق الباحثة فاطمة الهاشمي “ليالي” في كتابها “أبيات شعبية من مرويات الذاكرة النسائية في الإمارات” عددا من أبيات الشعر النبطي مجهولة القائل، التي شاعت في المجتمع المحلي بشكل كبير وأصبحت موروثا شعبياً شائعا يتداوله الجميع وتردده ألسنتهم وتحفظه ذاكراتهم دون معرفتهم بقائله.
واعتمدت الباحثة في جمع وإعداد الكتاب على مصادرها من مجموعة المرويات للقصائد الإماراتية العالقة بالذاكرة النسائية الشعبية في دولة الإمارات وتحديدا في إمارة أبوظبي وما تحمله من ظواهر خاصة بطبيعة مواضيعها ومفرداتها.
ومن خلال قراءتنا الأبيات التي تجمعها الباحثة نجد أنها تضمنت خلاصة تجارب حياتية لقائليها، بشكل بسيط وشيق في الوقت نفسه، وترتبط معانيها ودلالاتها ارتباطا وثيقا بالبيئة المحلية لتعكس واقع وطبيعة حياة سكان الإمارات خلال العقود الماضية والعلاقات الإنسانية المتينة المرتبطة بها، كما تضمنت ألفاظاً قل استخدامها اليوم في اللهجة المحكية المحلية.
الكتاب يوثق أبياتا من الشعر النبطي مجهولة القائل لكنها انتشرت وأصبحت موروثا شعبيّا
أما المنهج الذي اتبعته في توثيق المرويات الشعرية فكان معتمدا على ترتيب النصوص الشعرية في الديوان بحسب قافية العجز فيها، في حين جاءت قافية الصدر أساسا لترتيب النصوص في داخل كل مجموعة شعرية مستقلة بقافية عجزها، وفي حال ورود أكثر من نص شعري على قافية الحرف نفسه في العجز والصدر يتم ترتيبها وفق نظام الألف بائي لأول كلمة وردت في النص الشعري.
وجاء عرض النصوص الشعرية في الكتاب بحسب ترتيب حرف القافية في أول بيت من كل نص بغض النظر عن الشكل الذي وردت عليه حروف القافية في بقية أبيات النص نفسه، وأشارت الباحثة في هامش كل قصيدة إلى التغييرات البسيطة التي أحدثتها في نصوص الأبيات المنقولة عن المصدر، تتعلق جميعها بالشكل ولا تمس المعنى والمضمون.
وحرصت الكاتبة في خاتمة الكتاب على ذكر أسماء المصادر، وهي مجموعة من نساء الإمارات اللاتي استعانت بذاكراتهن الروائية لتوثيق هذه الثروة الشعرية الأصيلة المعبرة عن هوية الموروث الشعري وقيمته الإنسانية والحضارية في عكس ثقافات الشعوب وأسلوب حياتها والأخلاق النبيلة السائدة بينها.
ويذكر أن كتاب ”أبيات شعبية من مرويات الذاكرة النسائية في الإمارات” أصدرته أخيرا أكاديمية الشعر التابعة للجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي.
وقد قدمت الأكاديمية في السنوات الماضية عدداً من الإصدارات التي تسعى لتوثيق الموروث الشعري الشفاهي في دولة الإمارات، في إطار مشروعها لحفظ الذاكرة الشفاهية المحلية المرتبطة بالشعر النبطي في الإمارات.