#نرفض_تعليم_الموسيقى_في_المدارس ترند سعودي برعاية جيوش إلكترونية "غير نظامية"

تعليم الموسيقى في المدارس السعودية خبر استنفر الجيوش الإلكترونية على تويتر التي وجدت فيه ضالتها لتجييش الرأي العام السعودي والإساءة للنظام تحت ستار الدين.
الرياض- تصدر هاشتاغ #نرفض_تعليم_الموسيقى_في_المدارس الترند السعودي على موقع تويتر، وغزته حسابات وهمية يتابع بعضها المئات من الآلاف للتعبير عن رفضهم للقرار الجديد.
وأعلنت وزارة التربية والتعليم في المملكة العربية السعودية بالتعاون مع هيئة الموسيقى منذ أيام أنه سيتم تضمين نشاط الثقافة الموسيقية على منصة “مدرستي” في مناهج الدراسة في بعض المدارس السعودية والبداية في رياض الأطفال والمدارس الابتدائية.

سلطان البازعي: الخطوة القادمة تتعلق بإدراج الموسيقى في مناهج الصفوف الأولية
وكشف الرئيس التنفيذي المكلف لهيئة الموسيقى سلطان البازعي أن وزارتَي التعليم والثقافة تعملان على خطة لإدراج الفنون إجمالاً في مناهج التعليم العام كمنهج ثابت. وأضاف البازعي أن ذلك يشمل الموسيقى والدراما والمسرح والفنون البصرية وإنتاج الأفلام، مشيراً إلى أن “الخطوة القادمة تتعلق بإدراج الموسيقى في مناهج الصفوف الأولية، حتى يتعلم الطلاب من البداية الموسيقى”، كما سيتم افتتاح ثلاثة مراكز موسيقية ابتداءً من نهاية الشهر الحالي بالرياض وجدة والخُبر لتقديم دورات تدريبية في مختلف فنون الموسيقى.
وذكر البازعي بأنه تم اختيار الفنان عايض يوسف لتدريس برامج الموسيقى بالتعاون مع وزارة التعليم، وقال إن “المادة الإثرائية الموجودة على منصة مدرستي ليست توثيقية علمية”، مبينًا أن الفنان عايض يوسف يمتلك ثقافة موسيقية ممتازة وهو قريب كشخصٍ من جمهور الشباب وقد نجح في تقديم هذه المادة الإثرائية.
وتفاعل مغردون على تويتر مع التعديلات الجديدة على مناهج التعليم. وتعالت في السنوات القليلة الماضية أصوات مطالبة بـ”تغيير فلسفة التعليم”، مؤكدة أن المناهج خرّجت إرهابيين ومن الواجب حماية الأجيال المقبلة.
لكن هذا الاحتفاء قوبل بانتقاد من حسابات وهمية في أغلبها، رأت في القرار تهديدًا لتربية وعقيدة السعوديين. ولطالما اتخذ “علماء الشريعة” في السعودية موقفا متشدّدا من تغيير المناهج التعليمية، خاصة الموسيقى والفلسفة، ورفضوا كل تغيير أو إضافة قبل انسحابهم من المجال العام واعتزالهم التغريد أو تحويل حساباتهم إلى الإعلانات ونشر الأدعية لتحل محلهم جيوش إلكترونية تردد نفس خطاباتهم.
وبرر مستنكرو قرار تعليم الموسيقى في المدارس السعودية بأنه لا يتناسب مع النهج المحافظ الذي اعتاد عليه الشعب السعودي منذ سنوات خاصة مع تداول العديد من الفتاوى التي كانت تحرم الموسيقى والعزف، حيث علق مغرد:
وكررت العشرات من الحسابات الأخرى التغريدة بحذافيرها. ويشار إلى أن الموسيقى أصبحت جزءاً من الحياة في السعودية في السنوات القليلة الماضية بعد إطلاق “رؤية 2030” التي تتبنى سياسة الانفتاح.
وتم افتتاح أول معهد للموسيقى في العاصمة الرياض عام 2019 بعد سنوات طويلة من المنع والتحريم، وأصبح الالتحاق بالمعهد متاحاً للرجال والنساء.
كما تأسست بعد عام “هيئة الموسيقى” والتي عملت بدورها على طرح العديد من المبادرات، بما في ذلك “التعليم بالموسيقى”، والتي تقوم على إعداد مناهج مرتبطة بالموسيقى لمراحل التعليم المختلفة من رياض الأطفال وحتى الثانوية.
ودعا أحد المغردين إلى عدم فرض هذه المادة على الطلاب، وأن تكتفي وزارة التربية والتعليم بإدراجها ضمن المواد الاختيارية، وبأن يكون للطالب الحرية الكاملة في دراستها أو تجنبها وفقًا لاهتماماته وتوجهاته الدينية. وقال حساب:
وقال حساب:
#نرفض_تعليم_الموسيقى_في_المدارس، أنا أرفضها لعدة أسباب منها: 1- لأن حكمها واضح بالنسبة إلي في الدين وبصراحة تصد عن ذكر الله. 2- أنا وغيري ما يستمع لها إيش ذنبنا تُفرض علينا؟ 3 – في الوقت الذي يراد إضافة هذه المادة كان من الأجدر العناية بمواد أهم وتحسينها.
ورد كاتب الرأي وليد الظفيري بنشر مقطع موسيقي وعلق:
وأبدى مغردون آخرون إعجابهم بالقرار الجديد معتبرين أنه قرار لطالما انتظروه في المناهج التعليمية المعتمدة في السعودية، وادعوا بأن للموسيقى القدرة على التعبير عن انفعالات الإنسان المختلفة. وعلق مغرد:
منهج الموسيقى في المدارس كان عندنا من زمان، ومنهج راح يزيد في حب الطلاب للمدرسة لأنه بكل صراحة منهج فيه متعة مثل الرياضة وكيف كلنا نحبها، أما اللي يقول ما نبّيه (لا نريده) أنا أستغرب منه مرة! لأن ترى التنوع في المناهج فيه تنوع ومتعة #نرفض_تعليم_الموسيقى_في_المدارس.
كما أعاد مغردون نشر تغريدة لوزير الثقافة السعودي الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود عام 2019 تضمنت صورة أرشيفية لفرقة موسيقية من طلاب مدرسة سعودية، وأرفقها بعبارة:
وتعود الصورة التي نشرها الوزير إلى أحد الفصول التي تعنى بتدريس الموسيقى في حقبة الستينات، وكانت لطلاب مدارس الثغر النموذجية في جدة. ويظهر في الصور 23 طالبًا يعزفون على مختلف أنواع الآلات الموسيقية مثل البيانو والغيتار والطبل والكمان، في حين تظهر خلف الطلاب جدارية كبيرة رسمت عليها أدوات موسيقية.
يذكر أنه رغم ما تحظى به عملية الإصلاح والانفتاح من شعبية تثبت تغير مزاج السعوديين الذين نبذوا المتطرفين وتفسيرهم المتشدد للدين، فإنّ طريقها ليست خالية من العوائق وذلك بسبب تغلغل المنظور القديم داخل شرائح من المجتمع والذي تستغله الجيوش الإلكترونية.
◙ الاحتفاء قوبل بانتقاد من حسابات وهمية في أغلبها، رأت في القرار تهديدًا لتربية وعقيدة السعوديين
ووصف المستشار الأمني محمد الهدلة الجيوش الإلكترونية بـ”خلايا مدمرة مدعومة من قوى إقليمية شريرة هدفها تشويه السعودية ومرحلتها التنموية الحالية، ظاهرها الخوف على الدين، وادعاء حراسة الفضيلة وباطنها الإخلال بالأمن السعودي، ومحاولة الإساءة إلى السعودية وقيادتها”. وأضاف “العاقل يدرك أن استهداف السعودية مستمرّ وبرعاية دول ومنظمات ومؤسسات إعلامية، هدفها نشر الشائعات وتشويه سمعة السعودية وهز ثقة الشعب في قيادته وشرخ الكيان الداخلي، من خلال إطلاق هاشتاغات تلامس قضايا المجتمع السعودي”.
ويطالب أكاديميون المغردين بعدم الانجرار وراء الهاشتاغات المريبة والمشاركة فيها، خاصة أن الجمهور السعودي تحول من جمهور لوسائل الإعلام إلى جمهور لقضايا جدلية. وفرض الجمهور السعودي نفسه على الساحة الإعلامية العربية بتجربة ومتابعة ونقد واستهلاك يصعب تجاوزه عند التخطيط الإعلامي، إلا أن الاستثمار الفعلي لهذا الجمهور بعيد عن عيون صانعي الاستراتيجيات الإعلامية الوطنية، الذين يرون تبعية الجمهور لخطابهم الإعلامي تبعية هوية وليست مشاركة في قضية.