نذر تصعيد بين فصائل المعارضة السورية بسبب الموقف من أنقرة

أنقرة تثير فتنة في ريف حلب بعد انفتاحها على تطبيع العلاقات مع دمشق.
الاثنين 2024/07/29
أسلحة موجهة إلى رفاق الأمس القريب

حلب (سوريا) - يشهد ريف حلب الشرقي حالة من التوتر بين الفصائل المعارضة على خلفية الموقف من تركيا، وسط تحذيرات من إمكانية اندلاع مواجهات فيما بينها.

وبرز انقسام نادر بين الفصائل السورية حول الموقف من أنقرة خلال الأحداث التي عايشتها المنطقة في وقت سابق من الشهر الجاري والمتمثلة في احتجاجات عنيفة ضد الاعتداءات التي تعرض لها لاجئون سوريون في مدن تركية.

وقد شارك مقاتلون ينتمون إلى فصيلي الجبهة الشامية وأحرار الشام في الاحتجاجات، وأطلقوا النيران على مواقع وشاحنات تركية.

وقد توعدت تركيا بالضرب بيد من حديد ضد كل من تمرد واحتج ضد وجودها في المنطقة، وبالفعل قامت بعض الفصائل العاملة تحت جناح الاستخبارات التركية بشن عمليات اعتقال بحق نشطاء في المنطقة.

وكشفت مواقع معنية بمتابعة الأوضاع في الشمال السوري عن حالة من الاستنفار حاليا في صفوف “الجبهة الشامية” و”أحرار الشام” في مدينة الباب بريف حلب الشرقي بعد أنباء عن تحضير “القوة المشتركة” الموالية لتركيا والمقربة منها، لحملة اعتقالات في المدينة بحق المحتجين ضد القوات التركية.

وبحسب موقع “نورث برس”، فقد نصب محتجون مساء السبت خيمة اعتصام في مدينة الباب وانضمت إليها مدينة مارع وقبلها خيمة الاعتصام الرئيسية في مدينة أعزاز، للمطالبة بفتح تحقيق بحوادث إطلاق القوات التركية النار على المحتجين الذي خرجوا ضد الاعتداءات العنصرية التي طالت لاجئين سوريين في ولاية قيصري التركية، في الأول من يوليو الجاري.

ليس من المستبعد أن تستغل تركيا الأحداث الأخيرة في حلب لضرب الفصائل التي أظهرت رغبة في التمرد عليها

وتتحضر “القوة المشتركة” المكونة من فصيلي “العمشات” و”الحمزات”، أكثر الفصائل قربا من تركيا، لحملة اعتقالات في مدينة الباب، بينما أرسل فصيل “الجبهة الشامية” تعزيزات عسكرية من معبر باب السلامة باتجاه مدينة الباب تحسبا لاقتحامها من قبل “القوة المشتركة”.

واعتقل فصيل الشرطة العسكرية الجمعة خمسة شبان في مدينة الباب كانوا قد شاركوا في احتجاجات اندلعت ضد الوجود التركي.

وهددت وزارة الدفاع في “الحكومة المؤقتة” التي تديرها المعارضة، بمحاسبة المحتجين وقالت إنها فتحت تحقيقا بحق الأشخاص الذين “يحرضون السكان على الكراهية والعداوة”.

وطلبت من التشكيلات المختلفة للفصائل المسلحة سحب كافة القوات المتواجدة في مدينة الباب ومحيطها، مضيفة أنها نقلت الأشخاص الذين اعتدوا على العلم التركي إلى السجن العسكري في مدينة الراعي بريف حلب.

ويعد ريف حلب الشرقي إحدى مناطق درع الفرات التي سيطرت عليها تركيا بدعم من فصائل المعارضة في العام 2016.

ولكن مع إظهار أنقرة في العامين الماضيين رغبة في تغيير نهجها حيال سوريا، وانفتاحها مؤخرا على تطبيع العلاقات مع دمشق، برزت مخاوف لدى الفصائل السورية والبيئة الشعبية الحاضنة لها من غدر تركي.

ويرى مراقبون أن تركيا ليس من المستبعد أن تستغل الأحداث الأخيرة لضرب الفصائل التي أظهرت رغبة في التمرد عليها، مشيرين إلى أن أنقرة تلعب بالنار بإثارة فتنة في ريف حلب، إذ من الممكن أن تطالها شراراتها.

2