ندوة في مهرجان كان تحتفي بمصر دولة الأفلام الجماهيرية عربيا

السينما المصرية تحتل مكانة رائدة في العالم العربي من حيث حجم الإنتاج والتأثير الثقافي.
الخميس 2025/05/08
يسرى أحد ضيوف الندوة الرئيسيين

كان (فرنسا) - أعلن مركز السينما العربية عن تعاونه مع سوق الأفلام في مهرجان كان السينمائي لتسليط الضوء على السينما المصرية بصفتها رائدة في المنطقة العربية، من خلال ندوة بعنوان “مصر: دولة الأفلام الجماهيرية في العالم العربي”، ستنعقد ضمن فعاليات المهرجان في 15 مايو الجاري، على المسرح الرئيسي في المهرجان، يستضيف فيها عددا من فناني وصنّاع السينما في مصر، على رأسهم النجمة يسرا والفنان حسين فهمي، رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.

وستخصص الندوة لتسليط الضوء على الأسباب الكامنة وراء صعود السينما المصرية في السنوات الأخيرة، سواء من خلال أفلام تجارية تحقق أرقاما قياسية في شباك التذاكر، أو أفلام مستقلة تحصد جوائز دولية وتكسر القوالب التقليدية.

وتناقش الجلسة أيضا الفرص المتاحة أمام منشآت الإنتاج وجيل جديد من المستثمرين في القطاع الخاص، إلى جانب كيفية الحفاظ على هذا الزخم الفني المتجدّد الذي تشهده السينما المصرية حاليا.

وتشارك في الجلسة إلى جانب يسرا وحسين فهمي نخبة من صُنّاع السينما المصرية، من بينهم رجل الأعمال سميح ساويرس رئيس مهرجان الجونة السينمائي الدولي، وعمرو منسي المدير التنفيذي لمهرجان الجونة، وأحمد سامي بدوي المدير العام للجنة مصر للأفلام، والمخرج مراد مصطفى الذي يشارك فيلمه “عائشة لا تستطيع الطيران” في برنامج “نظرة ما” ضمن “مهرجان كان السينمائي”، إلى جانب منتجة الفيلم سوسن مصطفى.

الندوة تسلط الضوء على الأسباب الكامنة وراء صعود السينما المصرية من خلال أفلام تجارية أو أفلام مستقلة

بدأت السينما المصرية في أواخر القرن التاسع عشر، عندما عُرض أول فيلم سينمائي في مصر عام 1896، ثم صُوّرت أول مشاهد سينمائية في الإسكندرية والقاهرة عام 1897 بواسطة شركة لوميير الفرنسي، الشركة التي من خلالها انطلقت أول حركات السينما في المنطقة العربية كاملة. ومع مرور الوقت، بدأت محاولات إنتاج الأفلام محليًا، حتى جاءت الانطلاقة الحقيقية عام 1927 بإنتاج أول فيلم مصري صامت طويل بعنوان “ليلى”، من بطولة وإنتاج عزيزة أمير، رائدة السينما المصرية. وفي الثلاثينات، تأسست شركات إنتاج مثل “أستوديو مصر”، لتدخل السينما المصرية بعدها عصرها الذهبي من الأربعينات وحتى الستينات، حيث ظهر نجوم كبار مثل فاتن حمامة، عمر الشريف، ويوسف وهبي، وناقشت الأفلام قضايا اجتماعية وثقافية مهمة.

شهدت السينما المصرية تراجعًا نسبيًا في السبعينات والثمانينات، بسبب التغيرات السياسية والاقتصادية، لكنها بدأت بالتعافي في التسعينات مع ظهور موجة جديدة من المخرجين والممثلين.

واليوم، تحتل السينما المصرية مكانة رائدة في العالم العربي من حيث حجم الإنتاج والتأثير الثقافي، وتتميز بتنوعها بين الأفلام التجارية والجادة، مع حضور متزايد في المهرجانات الإقليمية والدولية.

وتُعد يسرا واحدة من أبرز نجمات السينما المصرية، وتتميز بتجربة فنية طويلة ومتنوعة بدأت في أواخر السبعينات. قدّمت أدوارًا تتراوح بين الكوميديا والدراما والرومانسية، وشاركت في عدد كبير من الأفلام التي أصبحت علامات في تاريخ السينما، خاصة في تعاونها المتكرر مع النجم عادل إمام في أفلام مثل “الإنس والجن” و”طيور الظلام”. وامتازت بقدرتها على التكيف مع تطورات الصناعة، حيث انتقلت بسلاسة إلى الأدوار الناضجة والمعقدة في مراحل لاحقة من مسيرتها، وأثبتت حضورها القوي أيضًا في التلفزيون.

أما حسين فهمي، فقد بدأ مشواره السينمائي في أواخر الستينات بعد أن درس الإخراج السينمائي في الولايات المتحدة، ما أضفى على أدائه طابعًا ثقافيًا مميزًا. وتميز فهمي بوسامته وثقافته، ما جعله أحد أهم نجوم جيله في أفلام السبعينات والثمانينات، حيث تنوّعت أدواره بين الشاب الرومانسي والضابط والسياسي. شارك في أعمال بارزة مثل “الإخوة الأعداء” و”الرصاصة لا تزال في جيبي”، وواصل حضوره في السينما والتلفزيون لعقود. وإلى جانب التمثيل، شغل حسين فهمي مناصب ثقافية مهمة، منها رئاسة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، ما يعكس تأثيره الكبير في المشهد الثقافي المصري والعربي.

14