ندوة فكرية تبحث في الدوحة انتشار الفنون التقليدية من المحلية إلى العالمية

الدوحة - ضمن ندوة بعنوان “الفنون التقليدية من المحلية إلى العالمية”، سلطت وزارة الثقافة القطرية الضوء على الفنان ناصر سهيم المدير التنفيذي لأوركسترا قطر الفلهارمونية ودوره في تعزيز الهوية المحلية والتعريف بها عالميا من خلال الموسيقى والموروث الموسيقي والغنائي.

وشارك في الندوة الباحث والملحن القطري فيصل التميمي، وجاءت في إطار سعي الوزارة لتعزيز دور الثقافة كإطار للحفاظ على الهُوية وتعزيز المواطنة والتواصل الحضاري من خلال العمل على تفعيل دور المشهد الثقافي من خلال رعاية ودعم الإنتاج الثقافي الذي يستهدف تعزيز مقومات الهُويَّة الوطنية.

وتأسست أوركسترا قطر الفلهارمونية عام 2007، وهي تتألف من 101 عازف محترف تمّ اختيارهم من خلال تجارب أداء بمعايير دولية أقيمت في أوروبا والعالم العربي واعتمدت في انتقاء العازفين اعتبارات المهارة والامتياز في العزف. وتسعى لزرع بذور الموسيقى السمفونية في المنطقة العربية، كما تشكل أيضاً منصة للموسيقى من كافة أنحاء العالم، لكنها تهتم بالأساس بتطوير الموسيقى العربية والتعريف بالتراث الفني المحلي.

وأكد التميمي أن الفنون التقليدية العربية تختلف عن نظيراتها الغربية، وقال “الندوة ركزت على مسيرة الدكتور ناصر سهيم وبداياته وتأثير الوسط العائلي على مشواره الفني، وتناولت محاور تتعلق بكيفية تعزيز الموسيقى الشعبية الخليجية والحفاظ عليها من خلال دمج الأساليب الشعبية مع الأوركسترا الغربية لأول مرة في تاريخ الموسيقى القطرية، وذلك قصد نقلها للمتلقي غير الخليجي والبحث عن انتشار أوسع للفنون التقليدية القطرية”.

من جانبه قال سهيم إن الندوة حملت العديد من المحاور المهمة التي حاول من خلالها التعريف بالآفاق التي يطمح إلى تحقيقها من خلال مقطوعات مُتميزة بهدف تطوير التراث برُوح غربية، حيث يحرص على القيام بتطوير الموسيقى الغربية بروح خليجيَّة. وتقديم الألوان الموسيقية برُوح أوركستراليَّة حديثة، حيث اعتبرَ ذلك أنَّه فريد من نوعه، لأنه لم يسبقهم إليه أحد، حيث تقديم الفنون البحرية والفنون الشعبية القطرية بهذه الطريقة، ومن ثم دمجها مع الأوركسترا.

وأكد نجاح المزج بين الروح العربية والغربية وتقبل الجمهور من الدول المختلفة له، وقال “شهدنا توافدًا كبيرًا على الجماهير من مختلف الدول للحفلات، ولاحظنا أن بعض الشخصيات سافرت بصفة خاصة لحضور حفلاتنا، وقد استطعنا أن ندمج بين موسيقاهم التي هي في الأساس موسيقى كنائسية بدأت في الكنائس وتطورت إلى الأوركسترا، مع موسيقانا الشعبية”.

وأشار الفنان خلال الندوة إلى نشأته وإلى عائلته الفنية التي أثرت فيه وسرعت في نضجه الموسيقي، إلى أن وصل إلى مرحلة التخصص والبحث والتطوير.

وفي السياق شدد المدير التنفيذي لأوركسترا قطر الفلهارمونية على دوره في البحث عن آفاق متقدمة ومتطورة للتوزيع الموسيقي والتوزيع الأوركسترالي، كما تطرق إلى أسس التوزيع الموسيقي العالمي والعربي الإسلامي بحكم كون التوزيع في الدول العربية والإسلامية يخضع إلى مقامات شرقية والربع تون غير الموجودة في الدول الغربية، والتي قد تكون بعيدة عن ثقافتهم، ما يجعلهم غير قادرين على فهمها، خاصة أن النغمة العربية غالبًا ما تكون شجية وفيها طرب عال.