ندوة تيكاد في تونس تشدد على تنمية يقودها الأفارقة

التونسيون يعلقون آمالا على تحقيق نتائج جيدة في مجالات الصحة وصناعة السيارات والطاقات المتجددة بأكثر من 80 مشروعا بقيمة 2.7 مليار دولار.
الجمعة 2022/08/26
"فاش نستناو؟" الوضع لا يتحمل الانتظار

تونس - إجراءات استثنائية اتخذتها تونس لاستضافة الحدث الأكبر هذا العام، يمكن لأي زائر لوسط العاصمة ملاحظته. حيث أعلن اتّخاذ إجراءات مروريّة مشددة بداية من يوم الخميس 25 أغسطس إلى غاية يوم الأحد 28 من نفس الشهر، بمناسبة احتضان تونس فعاليات الدورة الثامنة لندوة طوكيو الدولية للتنمية بأفريقيا يومي السبت والأحد بقصر المؤتمرات بالعاصمة.

وتتضمن الإجراءات منع جولان جميع أصناف الشاحنات والعربات الثقيلة والعربات المقلة للمواد الخطرة. الإجراءات الاستثنائية تشير إلى الأهمية التي تعلقها الحكومة على الحدث لجذب استثمارات هي أحوج ما تكون إليها.

من جانبها تؤكد اليابان أنها تريد بناء “شراكة” حقيقية مع أفريقيا من أجل “تنمية يقودها الأفارقة” خلال الندوة المشتركة مع دول القارة التي تنعقد السبت والأحد في تونس، من دون إغفال وجود منافس صيني يرسّخ حضوره في المنطقة.

وتهدف "ندوة طوكيو الدولية للتنمية في أفريقيا" (تيكاد 8) رسميا إلى "مناقشة كيفية إنشاء عالم مستدام معا" في "السياق المعقد لوباء كوفيد والوضع في أوكرانيا".

من خلال تسليط الضوء على نقاط قوتها التي تتمثل في النمو المقترن بالجودة، والتركيز على الإنسان، تعتزم اليابان أن تدعم بقوّة التنمية التي يقودها الأفارقة أنفسهم، وفق ما تورد وزارة خارجيتها في تقديمها للندوة على موقعها الإلكتروني.

بيئة مستدامة

استعداد كبير من الحكومة لإنجاح الحدث الهام
استعداد كبير من الحكومة لإنجاح الحدث الهام 

ويُنتظر أن يصل عدد المشاركين في الندوة إلى حوالي 5000 شخص في الفترة بين التقاط الصورة الافتتاحية والمؤتمر الصحافي الختامي ظهر الأحد، بما في ذلك نحو 30 رئيس دولة وحكومة من أنحاء القارة الأفريقية.

لكن رئيس الوزراء فوميو كيشيدا الذي أصيب بكوفيد قبيل القمة، سيبقى في اليابان ويشارك عبر الإنترنت. وسيحل محله وزير الخارجية يوشيماسا هاياشي على رأس الوفد الياباني.

الهادي بن عباس: نأمل التوصل إلى اتفاق حول 80 مشروعًا بقيمة 2.7 مليار دولار

إلى جانب الندوة نفسها، سيعقد منتدى اقتصادي بين رجال الأعمال فضلا عن فعاليات موازية تشمل المجتمع المدني وتدور محاورها حول تمكين المرأة والشركات الناشئة والابتكار لاسيما في مجال الفضاء.

منذ إنشائها عام 1993، أتاحت تيكاد التي تتعاون مع الأمم المتحدة والبنك الدولي والاتحاد الأفريقي، إطلاق 26 مشروعا إنمائيا في 20 دولة.

وستتناول الندوة ثلاثة مواضيع رئيسية، أولها الاقتصاد مع زيادة متوقعة في الاستثمارات اليابانية في أفريقيا، لاسيما في دعم الشركات الناشئة والاقتصاد الأخضر، وكذلك تلك التي تهدف إلى تعزيز الأمن الغذائي في أفريقيا وتمويل التنمية.

وأكدت صحيفة "نيكاي" الاقتصادية اليابانية أن المساعدات اليابانية لأفريقيا قد تزيد بنسبة 40 في المئة للسنوات الثلاث المقبلة، مقارنة بفترة 2020 - 2022 التي أعقبت ندوة تيكاد المنعقدة في يوكوهاما في عام 2019.

وقدّرت الصحيفة أن ذلك سيكون بمثابة رد لطوكيو على الولايات المتحدة وأوروبا ومنافستها الأبرز الصين التي تعمل على تعزيز وجودها في أفريقيا. كما يمكن لليابان، وفق "نيكاي"، دعوة الدول الأفريقية إلى مراجعة علاقاتها مع الصين حتى لا تجد نفسها ترزح تحت ثقل الديون المستحقة لبكين.

ويدور المحور الثاني حول “بناء بيئة مرنة ومستدامة” من خلال برامج في مجالات الصحة والتعليم والبيئة، لاسيما الوقاية من الكوارث الطبيعية. ويركز المحور الثالث على السلام والاستقرار من خلال دعم "توطيد الديمقراطية ودولة القانون وتجنّب النزاعات والوساطة". ويأمل الجانب التونسي في الاستفادة من استضافة الندوة في العاصمة التي تبعد ساعتين جوّا تقريبا عن معظم العواصم الأوروبية.

استفادة من الحدث

26 مشروعا إنمائيا في 20 دولة أفريقية ساهمت تيكاد في إنشائها منذ عام 1993

ولا يبدو أن الآمال التونسية نابعة من فراغ، إذ قبل تنظيم "تيكاد 6" في كينيا، لم يكن هناك سوى 40 منظمة وشركة يابانية في البلد فيما يتجاوز عددها المئة حاليا.

ويأمل التونسيون في تحقيق نتائج جيدة في مجالات الصحة وصناعة السيارات والطاقات المتجددة بأكثر من 80 مشروعا بقيمة 2.7 مليار دولار، بحسب رئيس غرفة التجارة والصناعة التونسية اليابانية الهادي بن عباس.

ومن المفترض أن تؤدي تلك المشاريع التي ستُعرض على مستثمري القطاع الخاص في تونس وأفريقيا إلى إنشاء 35700 فرصة عمل. وكانت اليابان قد اختارت تونس إلى جانب تسع دول أفريقية أخرى لتصنيع القمر الاصطناعي "تونسات - 1" الذي سيتم إرساله إلى الفضاء في عام 2023. وتأمل تونس في أن تصبح بقدراتها الصناعية، قاطرة لإنتاج الأدوية واللقاحات، وهو مجال تتخلف فيه القارة.

وشدّد رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا خلال قمة عالمية حول كوفيد - 19 في مايو، على أهمية "تعزيز الإنتاج المحلي للأدوية والمنتجات الصيدلانية بما في ذلك اللقاحات". وكان كيشيدا قد أعلن عن مساعدة "تصل إلى 200 مليون دولار عبر الوكالة اليابانية للتعاون الدولي لزيادة الطاقات الإنتاجية في أفريقيا".

10