ندوات أدبية وحفلات توقيع وإصدارات جديدة في معرض الشارقة الـ37

الشارقة - استضافت ندوة “فهم الإبداع”، المقامة ضمن فعاليات البرنامج الثقافي لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، الروائي التونسي الحبيب السالمي، والشاعرة السودانية الأميركية إيمي محمود، والأديب والناقد والروائي السوري نبيل سليمان، لبحث مكامن الإبداع ومصادر حضوره، وترجمته إلى لوحة أدبية لافتة.
واستعرض المتحدثون خلال الندوة التي أدارها فرج الظفيري مكامن الإبداع وقدرة المؤلفين على توظيف المشاهدات والتجارب ضمن حالات إبداعية مستلهمة، تشكل مضامين ومحتويات أحداث الروايات الأدبية أو القصائد الشعرية.
ولفت الروائي التونسي الحبيب السالمي إلى أن السؤال العام عن كيف يتجلى الإبداع ويعلن عن ذاته يعتبر سؤالا عاما وفضفاضا، ويكتنفه شيء من الغموض، بمعنى أن الإبداع لو لم يكن غامضا لأصبح كل الناس مبدعين.
وعن مصدر الإبداع، قال السالمي إن مصدره العقل، لكن ليس بمفهومه الخاص، بل المفهوم العام الذي يندرج في سياق ما يختزله العقل من مزيج الملكة اللغوية والتجارب والمشاهدات والخبرات.
وبدورها أوضحت الشاعرة إيمي محمود أن إبداعها الشعري، إن “صح التعبير”، جاء نتيجة تجربة مريرة عاشتها في طفولتها باللجوء عبر رحلة طويلة مع أسرتها إلى الولايات المتحدة، ما دفعها للتعبير عن ذاتها وتجربتها من خلال هذه المعاناة التي حوّلتها إلى سفيرة نوايا حسنة، تدافع عن قضايا اللاجئين بالكلمة في أشعارها، وبالفعل.
ودعا الروائي والناقد السوري نبيل سليمان إلى نزع القداسة والغيبية عن الإبداع، مشيرا إلى أن الكثير من الكتّاب والأدباء يتجنّبون فكرة أن الإبداع حالة وعي تأتي نتيجة جهود وعمل، إلى جانب ما يمكن أن يسمّى فطرة.
أما كيف يتجلى الإبداع ومن أين يأتي، فيرى سليمان أنه يتجلى أحيانا بشيء من القلق أو التوتر أو الحماس، أو تغير المزاج العام، أو تجربة عشق عاشها الكاتب أو الكاتبة، فأخرجت ما في أعماقهما على شكل لوحة أدبية معبّرة تعكس صدق مشاعرهما، أو على شكل قصيدة شعرية تتجاوز حدود الإبداع، لأنها تصف حالة خاضعة لمشاعر صاحبها وعلى لسانه.
برنامج دبي الدولي للكتابة أطلق روايات “بحر سارة” للكاتبة موضي الطويل، و”بنت مريم” للكاتبة جميلة جمعة، و”بردا وسلاما” للكاتب يوسف علي الجيران من الكويت
وشهد ركن التواقيع بمعرض الشارقة للكتاب توقيع 22 كتابا جديدا توزعت عناوينها بين الأدب والمسرح والتاريخ والقانون، حيث وقع الكاتب والدبلوماسي الدكتور يوسف الحسن مؤلفه “إنسانيتنا المشتركة.. والتسامح”.
وشهد جناح دائرة الثقافة بالشارقة توقيع العديد من الإصدارات، فقد وقع أحمد الزرعوني مجموعته الشعرية “دفتر شعر”، فيما وقّع الناقد المسرحي يحيى الحاج كتابه “الفن المسرحي من البدايات إلى هنريك إنسن”، والكتاب يعرض بلغة مكثفة وسهلة تاريخ المسرح الأوروبي، ليسترشد به الدارسون، مع تعريف لبدايات المسرح في أوروبا. وحاول الحاج كشف المتغيّرات التي صاحبت الكتّاب المسرحيين منذ الفترة الإغريقية الكلاسيكية حتى أوج ازدهار المسرح في عصر النهضة.
واحتفى الركن بتوقيع رواية “الشيخ فرح” للدكتور عمر عبدالعزيز، كما وقّعت الدكتورة ناجية علي راشد الخرجي كتابها “القصة القصيرة النسائية الإماراتية.. 1970-2000”، الذي تؤكد فيه المؤلفة أن القصة الإماراتية في بداياتها ارتبطت بواقع المجتمع وتجلياته الكثيرة التي تنمّ عن اتصاله المباشر بالماضي.
وتواصلت حفلات التوقيع بأجنحة كثيرة لدور النشر المشاركة في هذه النسخة الـ37 من المعرض، نذكر منها توقيع الدكتور حبيب الملا لكتابه “رحلتي إلى عالم المطاعم” الصادر عن دار مداد للنشر، ويتعرض الكتاب إلى الجوانب التاريخية والحضارية والثقافية والإثنية في عالم المطاعم والطعام، وكذلك التأثير الاقتصادي والسياحي للمطاعم، مع استعراض تجربة المؤلف الشخصية.
كما وقّع الكاتب السوري زياد عبدالله مجموعة من كتبه من بينها كتابه “الإسلام والضحك، نواضر الخاطر في كل مستطرف باهر”، والصادرة عن منشورات المتوسط .
كما شهد الركن تواقيع “جسور الحب” للكاتبة مريم مشتاوي، وصدرت عن المؤسسة العربية للنشر والتوزيع، والمجموعة الشعرية “سماء لطائر من ورق” لمؤيد نجرس، و”حر بقلبي” لفاطمة صديق حاجوني، و”فراشات نهال” للدكتور محمد عبيد محمد وغيرها.
وعلى هامش حفلات التوقيع والندوات المستمرة ضمن فعاليات المعرض، أطلق برنامج دبي الدولي للكتابة، إحدى مبادرات مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، ثلاثة إصدارات لورشة الرواية التي نظمتها المؤسسة في مطلع العام الجاري بالكويت.
وتضمنت الإصدارات روايات “بحر سارة” للكاتبة موضي الطويل، و”بنت مريم” للكاتبة جميلة جمعة، و”بردا وسلاما” للكاتب يوسف علي الجيران من الكويت.