نداء تونس يطلق مبادرة لمعالجة انقساماته

تونس – دعا المدير التنفيذي لحزب نداء تونس حافظ قائد السبسي إلى ضرورة إعادة ترتيب البيت الندائي باقتراحه مبادرة سياسية هدفها إجراء العديد من المؤتمرات المحلية والجهوية الموسعة للمّ شتات أبناء الحزب الحاكم الذين انسلخوا عنه عقب أزمة ما يعرف بأزمة “الشقوق” منذ عام 2015.

واعتبر مراقبون للشأن السياسي التونسي أن مردّ مبادرة نجل الرئيس التونسي هو السعي  لتخفيف وطأة هزيمة الانتخابات المحلية عبر محاولة جديدة لإعادة لملمة أنصار الحزب الذين عبّروا عن غضبهم من فشل الخيارات الاستراتيجية لنداء تونس وعدم قدرته على الصمود عقب فوزه اللاّفت بالانتخابات التشريعية الرئاسية في 2014.

وأكّد القيادي في الحزب المنجي الحرباوي  لـ”العرب” أن الحزب يتّجه فعلا إلى محاولة لمّ شتات كل المعنيين بمشروع نداء تونس، مشيرا إلى أن المدير التنفيذي للحزب أعلن عن هذه المبادرة التي سيتم الشروع في تطبيقها على أرض الواقع عقب تنصيب المجالس البلدية.

وشدّد القيادي بالحزب على القول إن المبادرة لا تعني إلا الندائيين أي أنها لا تهدف إلى بلورة مشروع آخر بخلاف نداء تونس، مؤكّدا في المقابل عزم الحزب على دعوة كل الشخصيات بمن في ذلك الذين استقالوا من الحزب أو المستقلين الحاملين لنفس توجّهات النداء.

وأكّد أن محطة الانتخابات المحلية أثبتت أن تشتّت العائلة الوسطية لا يخدم أبدا المشروع الديمقراطي وأنه حان الوقت للتجمع من جديد تحت راية نداء تونس.

وعرف حزب نداء تونس في أواسط عام 2015 عقب فوزه في الانتخابات التشريعية وفوز مؤسسه الباجي قائد السبسي بالانتخابات الرئاسية، عدّة تصدّعات وانشقاقات أدّت إلى استقالة أغلب قياداته المؤسسة بسبب رفضها لما أسمته تنصيب حافظ قائد السبسي لنفسه كقائد أول للحزب الحاكم خارج أطر الديمقراطية.

وانقسم حزب نداء تونس في ما بعد إلى عدّة أحزاب، حيث أسس محسن مرزوق حزب حركة مشروع تونس، فيما أسست قيادات أخرى منها رضا بالحاج حركة تونس أولا. كما أسس وزير الصحة السابق سعيد العايدي حزب بني وطني وبنفس الطريقة أعلن الطاهر بن حسين عن تأسيس حزب المستقبل.

وحول هذه المبادرة قال عبدالستار المسعودي القيادي المستقيل من الحزب الحاكم لـ”العرب” لقد سمعنا مثل هذه الأطروحات من قبل حافظ قائد السبسي أكثر من مرة ولذلك لا نصدّق نواياه في إعادة تجميع الندائيين على قاعدة أرضية سياسية مشتركة وديمقراطية.

واتهم المسعودي المدير التنفيذي لحزب نداء تونس بمحاولة ترويج خطاب التجميع لتلميع صورته أمام أنصاره بعد أن مُني بهزيمة كبيرة في الانتخابات المحلية.

واتهمت كل القيادات المستقيلة من حزب نداء تونس على مراحل بين عامي 2015 و2016 المدير التنفيذي لحزب النداء بالسطو على الحزب وتنصيب نفسه كقائد أول خارج لعبة الديمقراطية أي من دون تنظيم مؤتمر انتخابي ديمقراطي.

و قال بوجمعة الرميلي المستقيل من نداء تونس (اعتزل السياسة) إن فكرة التجميع في مشروع وطني لا يخص فقط نداء تونس رائعة، ومن شأنها إعادة التوازن إلى المشهد السياسي التونسي لكن كل ذلك يتطلب حسن نوايا وإرادة صادقة.

وأكّد الرميلي صعوبة أن تجتمع القيادات المستقيلة من الحزب الحاكم على طاولة واحدة لإعادة ترتيب مشروع نداء تونس طالما أن قياداته الحالية غير مستعدة للقيام بمراجعات أو الاعتراف بالأخطاء الاستراتيجية التي ارتكبتها عقب انتخابات 2014 ومنها التحالف مع النهضة الإسلامية.

وأثارت مبادرة نداء تونس جدلا كبيرا في الأوساط السياسية التونسية خصوصا أن الدعوات ستشمل كل المستقيلين بمن فيهم محسن مرزوق الأمين العام لحزب حركة مشروع تونس والذي اتهم لدى استقالته من الحزب حافظ قائد السبسي بالاستيلاء على الحزب مستفيدا من كونه نجل الرئيس.

وعلّق الصحبي بن فرج القيادي بحركة مشروع تونس على مبادرة النداء في تصريح لـ”العرب” بقوله “لا نستطيع التعليق على مبادرة مازالت في أذهان قيادات حزب نداء تونس”.

وأضاف “فليقدّموا مبادرة رسمية وحينها فقط سنتفاعل معها بالإيجاب أو بالسلب، مؤكّدا أن الأمين العام لحركة مشروع تونس لن يعبّر عن أي موقف رسمي طالما أنه لا وجود لمبادرة على أرض الواقع”.