نداء السودان يضغط على البشير بالانسحاب من خارطة الطريق

الخرطوم - قرر تحالف “نداء السودان” المعارض، الأربعاء، الانسحاب النهائي من “خارطة الطريق” الموقعة مع الحكومة في أغسطس 2016 برعاية الوساطة الأفريقية لتحقيق السلام في السودان وجنوب السودان، واعتبرها وثيقة من الماضي، وغير ملزمة.
وقررت الحركات المسلحة، المنضوية ضمن لواء التحالف الذي يرأسه زعيم حزب الأمة القومي الصادق المهدي وقف كافة أشكال التفاوض مع الحكومة.
جاء ذلك في البيان الختامي لاجتماع قيادة “نداء السودان”، في العاصمة الفرنسية باريس، خلال الفترة من الاثنين إلى الأربعاء. ويرى مراقبون أن الخطوات التي أعلن عنها “نداء السودان” تهدف إلى المزيد من الضغط على النظام لتحقيق انتقال سلمي للسلطة.
وناقش الاجتماع، بحسب البيان الختامي، توسيع ما أسماه بـ”الحراك الثوري”، وتنويع أدواته وتعميقه وتنظيمه بصورة قاعدية واسعة عبر لجان المدن والقرى والأحياء لمقاومة مخططات النظام وقمعه وتصاعد تراكمه إلى حين الوصول إلى الفعل الحاسم الذي يسقط النظام ويحدث الانتقال الشامل.
ويعتبر ذلك أول اجتماع لتحالف “نداء السودان” المعارض، خارج البلاد، عقب عودة رئيسه الصادق المهدي، للبلاد، في 19 ديسمبر الماضي.
ويضم “نداء السودان”، ثلاث حركات مسلحة هي: الحركة الشعبية لتحرير السودان/ قطاع الشمال، برئاسة مالك عقار، وحركة العدل والمساواة، بقيادة جبريل إبراهيم، وحركة تحرير السودان، بقيادة مني أركو مناوي. كما تضم أحزابا سياسية أبرزها حزب الأمة القومي، والمؤتمر السوداني، بقيادة عمر الدقير.
وفي أغسطس 2016، وقع قادة التحالف، بأديس أبابا، على خارطة طريق دفعت بها الوساطة الأفريقية، فيما سبق وأن وقعت عليها الحكومة السودانية في مارس من العام نفسه.

وأدّت الاحتجاجات التي يعيش على وقعها السودان إلى جمود في المفاوضات بين الطرفين مع تغيير قوى المعارضة أولوياتها، وأدوات مواجهتها المفتوحة مع النظام.
وكشفت نائب رئيس حزب الأمة مريم الصادق المهدي الثلاثاء عن مفاوضات تجري خلف الكواليس مع النظام، وأكدت أن رئيس الحزب الصادق المهدي التقى عددا من مسؤولي الحكومة من بينهم مدير جهاز الأمن والمخابرات صلاح عبدالله قوش أكثر من مرة.
وأوضحت مريم أن حزبها ملتزم بشروط قوى “إعلان الحرية والتغيير” المتمثلة في رحيل نظام الرئيس عمر البشير وإرساء مرحلة انتقالية للسلطة.
وكان البشير، الذي تولى السلطة في انقلاب عسكري في 1989، قد وعد خلال مراسم أداء الحكومة الجديدة لليمين بأنه سيجري حوارا مع المعارضة.
ومنذ 19 ديسمبر الماضي، تشهد مدن سودانية احتجاجات منددة بالغلاء، ومطالبة بتنحي الرئيس عمر البشير، صاحبتها أعمال عنف أسفرت عن سقوط 32 قتيلا، وفق آخر إحصاء حكومي، فيما قالت منظمة العفو الدولية، في 11 فبراير، إن العدد بلغ 51 قتيلا.
وأعلن البشير الشهر الماضي حالة الطوارئ وقام بحل الحكومة المركزية وأقال حكام الولايات وعيّن بدلا منهم مسؤولين من الجيش والأجهزة الأمنية ووسع صلاحيات الشرطة وحظر التجمعات غير المرخص لها. ولم يوقف ذلك المحتجين الذين كثفوا المظاهرات في الأيام الماضية.