نجوم هوليوود يحبون بايدن لكن لا يريدون له الترشح للرئاسة

لندن – تتزايد أصوات الديمقراطيين التي تحض الرئيس الأميركي جو بايدن على الانسحاب من السباق الرئاسي المزمع إجراؤه في نوفمبر القادم، وكان آخرهم بعض نجوم هوليوود.
والأربعاء وجّه نجم هوليوود والمؤيد البارز للحزب الديمقراطي جورج كلوني ضربة قوية إلى جو بايدن عندما طالبه بالانسحاب من الانتخابات الرئاسية، وذلك ضمن مقال نشره في صحيفة نيويورك تايمز.
وكتب كلوني “أحب جو بايدن”، مضيفا “أعدّه صديقا، وأثق به (…) لكن المعركة الوحيدة التي لا يستطيع الانتصار فيها هي المعركة ضد الزمن”. وأضاف “لن نفوز في نوفمبر مع هذا الرئيس”.
وحظيت دعوة كلوني أيضا بدعم مخرج هوليوود روبرت راينر، وهو ديمقراطي نافذ طالب أيضا قبل أيام بتنحي بايدن. وكتب راينر على منصة إكس “عبّر صديقي جورج كلوني بوضوح عما يقوله الكثير منا (…) تواجه الديمقراطية تهديدا وجوديا. نحن بحاجة إلى شخص أصغر سنا (…) على جو بايدن أن يتنحى”.
وقال الممثل مايكل دوغلاس، الذي استضاف أيضا حملة جمع تبرعات لبايدن في هوليوود خلال أبريل، إن كلوني له وجهة نظر صائبة، وذلك عندما سُئل عن الافتتاحية عند ظهوره الأربعاء في برنامج “ذا فيو”. ولم يطالب دوغلاس بايدن بالتنحي، لكنه أعرب عن شعوره “بقلق عميق”.
وكان الكاتب الشهير ستيفن كينغ وجه دعوة مماثلة الاثنين. أما المنتجة والوريثة أبيغيل ديزني فقالت إنها تخطط لتعليق تبرعاتها لحملة الديمقراطيين طالما أن بايدن باق في السباق الرئاسي.
من جهته دعا ريد هاستينغز، أحد أكبر المانحين للحزب الديمقراطي والمؤسس المشارك لشركة نيتفليكس، جو بايدن إلى الانسحاب من السباق “لإفساح المجال أمام زعيم ديمقراطي قومي لهزم دونالد ترامب”.
ودعت هيئة تحرير صحيفة نيويورك تايمز الأميركية المرموقة مرتين الرئيس بايدن إلى الانسحاب من السباق إلى البيت الأبيض. وتضم هذه الهيئة كاتبي افتتاحيات معروفين وهدفها إظهار قيم الصحيفة.
ودعا محررون أيضا في مجلة ذي أتلانتيك وصحيفة واشنطن غلوب الرئيس الأميركي إلى الانسحاب من الاستحقاق الانتخابي.
وكان عدد من أعضاء مجلس النواب الأميركي قد دعوا جو بايدن إلى الانسحاب من السباق الرئاسي. وعبروا كلهم عن قلقهم بشأن قدرة الرئيس الديمقراطي على الفوز في منافسة دونالد ترامب بعد أدائه الكارثي في المناظرة التي جرت بينهما في 27 يونيو الماضي.
وآخرهم كانت النائبة عن ميشيغن هيلاري شولتن التي دعت الخميس الرئيس إلى “تسليم الشعلة” لشخص آخر “من أجل خير ديمقراطيتنا”.
وإحدى أبرز شخصيات الحزب الديمقراطي، وهي نانسي بيلوسي، رفضت بإصرار تقديم دعم صريح للرئيس الأميركي.
وفي مجلس الشيوخ بدأت الشكوك تحوم حول حالة جو بايدن بعد أن أصبح السناتور عن فيرمونت بيتر ويلش الأربعاء أول من دعا مباشرة الرئيس “إلى الانسحاب من السباق” إلى البيت الأبيض “من أجل مصلحة البلاد”.
وحذر في مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست من أن “آخر استطلاعات الرأي تظهر أن الخطر السياسي على الديمقراطيين يتزايد. هناك ولايات كانت حتى الآن تشكل معقلنا، بدأت تميل إلى الجانب الجمهوري”.
لكن بايدن شدد على أنه لا يعتزم التنحي. وقال “إذا حضرت المؤتمر وقال الجميع إنهم يريدون شخصا آخر، فهذه هي العملية الديمقراطية”، قبل أن يستطرد “هذا لن يحدث”. ولم يُطمئن بايدن أولئك الذين أصيبوا بالذعر بسبب الأداء السيء الذي أبداه في المناظرة أمام ترامب في 27 يونيو ضمن الحملة الانتخابية.
والجمعة ذكرت صحيفة نيويورك تايمز نقلا عن مصادر لم تكشف عنها أن مجموعة من المانحين الديمقراطيين البارزين أبلغوا أكبر لجنة عمل سياسي داعمة للرئيس الأميركي جو بايدن، وهي “فيوتشر فوروارد”، بأن نحو 90 مليون دولار من التبرعات ستبقى معلقة إذا أصر الرئيس على الترشح للانتخابات. وبالتزامن مع انقسام معظم الناخبين الأميركيين أديولوجيّا إلى معسكرات تُظهر استطلاعات الرأي أن المنافسة لا تزال سجالا.
وأظهر استطلاع لرويترز/إبسوس الأسبوع الماضي أن بايدن وترامب تعادلا بتأييد 40 في المئة من المشاركين لكل منهما. لكن بعض المحللين حذروا من أن بايدن يخسر شعبيته في عدد من الولايات التنافسية التي تحدد نتيجة الانتخابات.