نجوم العرب تتلألأ في الدوري الإيطالي

انطلق قطار بطولة الدوري الإيطالي لكرة القدم، ويضم الكالتشيو في الموسم الجديد بعض نجوم العرب الذين يأملون في الظهور بمستوى مميّز، ويمثّل اللاعبون الجزائريون النصيب الأكبر، في ظل وجود 4 نجوم نجحوا في التتويج برفقة منتخب بلادهم بلقب كأس الأمم الأفريقية 2019.
الجزائر – غاب فوزي غلام الظهير الأيسر الجزائري لاعب فريق نابولي لفترات طويلة في الموسم الماضي، بعد إصابة في الركبة أبعدته عن المشاركة مع نابولي، إلا أنه عقب شفائه منها، عاد وشارك أساسيّا مع كارلو أنشيلوتي، بعدما قرر المدير الفني التوقف عن الاعتماد على ماريو روي، واعتمد على غلام لاعبا أساسيا في تشكيلته. ومن المتوقّع أن يشارك غلام أساسيا مع بداية الموسم الجديد، بعدما قدّم أداء مميزا في نهاية الموسم الماضي، بجانب اقتراب ماريو روي من مغادرة نابولي.
كما يعدّ الجزائري آدم أوناس، والذي يلعب رفقة فريق نابولي، أحد أبرز نجوم العرب في الدوري الإيطالي. لم ينجح أوناس في حجز مكان أساسي تحت قيادة أنشيلوتي، الذي قرر الاعتماد على الجزائري كلاعب بديل، حيث شارك في 783 دقيقة فقط على مدار الموسم الماضي، سجل فيها 4 أهداف وصنع آخر. وخلال هذا الصيف، شارك أوناس برفقة منتخب الجزائر ببطولة أمم أفريقيا التي أقيمت في مصر هذه الصائفة، وكان أبرز اللاعبين بالبطولة رغم مشاركته في 3 مباريات فقط، من بينها مباراة وحيدة كلاعب أساسيّ.
وتمكّن أوناس من تسجيل 3 أهداف وصنع هدفا، فيما حصل على جائزة رجل المباراة مرة واحدة، كما تواجد في ترتيب الهدافين بالبطولة الأفريقية برصيد 3 أهداف بالتساوي مع ماني، محرز وباكامبو، بفارق هدفين عن المتصدر إيجالو (5 أهداف). ومن المتوقّع أن ينجح أوناس في التألق بالموسم الجديد، بعدما نجح في خطف الأضواء بـ“الكان”، والتي قد يكون لها تأثير في قرار أنشيلوتي بالاعتماد عليه أساسيّا.
لكن من المتوقّع أن يغادر أوناس نحو نيس الفرنسي، بعدما توصلت إدارة النادي إلى اتفاق نهائي مع نظيرتها في نابولي الإيطالي، بخصوص إعارة الدولي الجزائري.
وكشفت وسائل إعلام أن إدارة نابولي، وافقت على انتقال آدم أوناس، إلى نادي نيس، على شكل إعارة. وتمّ حسم هذه الصفقة مقابل 3 ملايين أورو، مع إمكانية شراء نادي نيس، عقد الدولي الجزائري، في نهاية فترة إعارته، مقابل 22 مليون أورو. ويبدو أن إدارة نادي نابولي، قد فضّلت الحفاظ على المهاجم فيردي، وفتح الأبواب أمام رحيل اللاعب المتألق مؤخراً في كأس الأمم الأفريقية، رغم الفترة القصيرة التي بقيت لانتهاء فترة الانتقالات الصيفية.
واقترح نادي نابولي إعارة النجم الجزائري لسنة واحدة مقابل ثلاثة ملايين يورو، مع شرط إعادة شراء عقده في نهاية الموسم، بسبب عدم توفر السيولة المالية المطلوبة من نظيره الفرنسي، وهو العرض الذي يبدو صعباً أمام نادٍ فرنسي بميزانية متوسطة.
وينوي نابولي تحقيق مكاسب مالية من الصفقة، بعد الطلب الكثير على لاعبه المتألق مؤخرا في “الكان”، إذ ستكون الفرصة مواتية له، لاسترجاع 10 ملايين يورو التي قدمها لنادي بوردو في 2017، بعد ضمه للفريق في صفقة لم تقدّم المأمول منها، بسبب الفرص القليلة التي شارك فيها النجم الجزائري الواعد.
من ناحية أخرى انضم الجزائري إسماعيل بن ناصر إلى صفوف ميلان، هذا الصيف، قادما من إمبولي في صفقة بلغت قيمتها الإجمالية حوالي 16 مليون يورو. ورغم مشاركته في 37 مباراة مع إمبولي الموسم الماضي، وصناعته لـ3 أهداف، إلا أنه لم يظهر بالشكل القويّ، ومع ذلك، ينتظر بن ناصر الظهور بشكل مميّز مع ميلان، بعدما قدم أداءً ممتازًا ببطولة أمم أفريقيا.
وخطف بن ناصر الأضواء وأصبح حديث الصحف العربية والعالمية، بعدما لعب دورا بارزا في تتويج المنتخب الجزائري بالبطولة، حتى توّج كأفضل لاعب في دور المجموعات، ومن ثمّ أفضل لاعب في البطولة متفوّقا على العديد من النجوم الكبار.
كما يعد لاعب الوسط الجزائري محمد فارس، لاعب فريق سبال، أحد اللاعبين العرب الذي يأمل في الظهور بشكل جيد في الموسم الجديد.
ونجح فارس في اللعب أساسيا مع سبال على مدار الموسم الماضي، حيث شارك في 35 مباراة بالدوري، تمكّن خلالها من تسجيل 3 أهداف وصناعة هدف. ويبحث فارس عن الاستمرار في اللعب أساسيا مع سبال بالموسم الجديد، خاصة وأنه سيدخل الموسم بمعنويات مرتفعة بعد التتويج بأمم أفريقيا.
وفي سياق الحضور العربي في الدوري الإيطالي لعب المغربي مهدي بوربيعة، لاعب الوسط، دورا أساسيّا مع ساسولو بالموسم الماضي، حيث شارك في 32 مباراة، إلا أنه مع بداية موسم فريقه الجديد والذي بدأ باللعب في الدور التمهيدي لكأس إيطاليا، لم يشارك إلا في 14 دقيقة فقط. وينتظر أن يعود بوربيعة للمشاركة تدريجيّا بشكل أساسيّ، مع عودة الدوري الإيطالي لبدء منافساته.
النفس الطويل
لا شك في أن اللاعبين العرب سيجدون صعوبة كبيرة في الظهور بشكل جيد أمام توافد العمالقة على الكرة الإيطالية، حيث ظهر جليّا خلال السنوات الأخيرة أن يوفنتوس هو الفريق الوحيد القادر على البقاء على القمة حتى نهاية المسابقة، مقارنة بالأندية المنافسة له في البطولة.
فعلى مدار العامين الأخيرين، فشل نابولي وإنتر ميلان في مجابهة يوفنتوس، بسبب سياسة النفس الطويل التي تمتع بها اليوفي، فنابولي تحت قيادة ماوريسيو ساري، المدرب السابق للفريق، نجح في منافسة يوفنتوس بقوة في موسم (2017-2018)، بعدما وصل لـ91 نقطة إلا أن اليوفي تمكّن من خطف اللقب برصيد 95 نقطة.
وفي الموسم الماضي، بعد تألق الإنتر في بداية الموسم، إلا أنه فشل في الاستمرارية على نفس النهج، ليتراجع للمركز الرابع، بينما سقط نابولي في منتصف البطولة ليمنح البيانكونيري فرصة الابتعاد بالصدارة.
ويظل رونالدو هو أحد العوامل التي سيعتمد عليها يوفنتوس هذا الموسم، للحفاظ على لقبه، في ظل كون البرتغالي لاعبا حاسما في تشكيلة الفريق. تمكّن الدون من تسجيل 21 هدفا في الموسم الماضي، تصدّر بها قائمة هدافي يوفنتوس، متفوقا بفارق 12 هدفا عن أقرب منافسيه من زملائه في الفريق ماريو ماندزوكيتش، الذي أحرز 9 أهداف فقط.
ونجح يوفنتوس في تدعيم خط وسط الفريق بعناصر مميّزة، بعد التعاقد مع آرون رامزي وأدريان رابيو، لينجح في سدّ فجوة عانى منها على مدار السنوات الأخيرة. خط وسط يوفنتوس كان أضعف الخطوط بالفريق رغم تواجد عناصر لها ثقلها في عالم كرة القدم مثل بيانيتش وماتويدي وإيمري تشان وسامي خضيرة، ومع ذلك كان الخط الأضعف بالفريق، لينجح البيانكونيري في تعزيزه مما سيمنح الفريق قوة أكبر بداية من الموسم الجديد.
يمتلك يوفنتوس تشكيلة كبيرة ومتنوعة من اللاعبين في مختلف المراكز، تجعله قادرا على مواصلة احتكار بطولته المفضلة في الموسم الجديد أيضا.
ونجح اليوفي في تدعيم مركز حراسة المرمى، بإعادة جيانلويجي بوفون بجانب تواجد تشيزني، ليصبح لديه من أفضل الحراس في إيطاليا حاليا.
ففي الخط الخلفي، تمكّن النادي من ضم أحد أفضل المواهب الشابة في العالم بعد ضمّ ماتياس دي ليخت، بجانب التعاقد مع ميريح ديميريل، بجانب تواجد الثنائي صاحبيْ الخبرة كيليني وبونوتشي، ليصبح لدى ساري الكثير من البدائل. وبجانب ذلك، دعّم يوفنتوس بشكل جيّد في خط الوسط، مع تواجد لاعبين في المقدمة أمثال باولو ديبالا ودوغلاس كوستا وبيرنارديسكي وماندزوكيتش ورونالدو.
في سياق متصل، هل انتقل دي ليخت ولوكاكو وبالوتيلي إلى الدوري الإيطالي لكرة القدم بفضل المشرّعين الطليان؟ اعتمد مجلس النواب في نهاية يونيو، قبل افتتاح فترة الانتقالات الصيفية، مجموعة تدابير تحفيزية للاقتصاد تُسمّى “مرسوم النمو”، ساهمت في مساعدة أندية كرة القدم من الناحية الضريبية.
تمّ توسيع المادة الخامسة من هذا المرسوم، المخصصة أساسا لـ”عودة العقول”، عبر نظام ضريبي مناسب مُنح لفئات معيّنة من أصحاب الشهادات لتشمل المهن الرياضية. في الواقع، يسمح هذا البند للإيطاليين أو الأجانب الذين يستقرون في إيطاليا بعد سنتين على الأقل في الخارج، ويلتزمون بالبقاء سنتين على الأقلّ ولمدة أقصاها خمس سنوات الاستفادة من شروط ضريبية تفضيلية.
وبدءا من العام 2020، سيتم إعفاء 50 بالمئة من دخلهم من الضرائب، فيما يبقى النصف الآخر خاضعا لضريبة بنسبة 43 بالمئة وقبل تعديل في اللحظة الأخيرة، كان من المتوقّع خضوع 30 بالمئة فقط من العائدات للضرائب. وفي حالة لاعبي كرة القدم الذين يتمّ التفاوض بشأن رواتبهم الصافية، تبدو الأندية من أكبر المستفيدين، وقد أشارت إلى هذا الموضوع صحيفة إل بايس الإسبانية اليومية في تقرير بعنوان “الدوري الإيطالي ملاذ ضريبي”.
يرى المحامي أنتونيو لونغو عضو مكتب “دي.ال.اي” في تصريح لموقع “كالتشو.إي.فينانتسا” المتخصص “هذا تدبير قد يكون له آثار ملموسة جدا على الميزانيات المالية للأندية وحجم أجورها، وعامل تزداد أهميته في ما يتعلق باللعب المالي النظيف”.
وبحالة ماتيس دي ليخت، فإن المدافع الهولندي الشاب القادم إلى يوفنتوس مقابل 75 مليون يورو، سيوفّر على عملاق تورينو نحو 4 ملايين يورو سنويا بفضل المرسوم الجديد، وفقا لحسابات “دي.ال.اي”.
وينال دي ليخت راتبا صافيا يبلغ 8 ملايين يورو سنويا، وكان بطل الدوري سيدفع 14 مليونا إجماليا، فيما انخفض هذا المبلغ إلى 10.1 مليون يورو مع المرسوم الجديد.
ضريبة ثابتة
بالطريقة عينها، ينال المدافع الأوروغوياني دييغو غودين 6.75 مليون يورو سنويا مع ناديه الجديد إنتر، ما يعني إنفاق “نيراتسوري” 8.5 مليون يورو بدلا من 11.8 مليون يورو قبل القانون الجديد.
يطبّق نظام الترحيل هذا في فرنسا، لكن على جزء أصغر من الراتب وبشروط أكثر صرامة. ويذكر أيضا بـ”قانون بيكهام” الذي بدأ تطبيقه مطلع الألفية الثالثة في إسبانيا وكان النجم الإنكليزي السابق ديفيد بيكهام من أوائل المستفيدين منه بعد انضمامه إلى ريال مدريد. قدّرت الصحف المحلية أن هذا التدبير الجديد ساهم في إعادة المهاجم المشاغب ماريو بالوتيلي إلى الدرجة الأولى، حيث سيحمل ألوان بريتشيا المتواضع، أو بانضمام البلجيكي روميلو لوكاكو إلى إنتر والفرنسي فرانك ريبيري إلى فيورنتينا.
وتبدو المعطيات مشابهة بالنسبة إلى المدربين، وقد يستفيد إنتر في ما يخصّ راتب مدربه الجديد أنتونيو كونتي العائد بعد موسمين في إنكلترا. ولن يكون بمقدور ماوريتسيو ساري، المدرب الجديد ليوفنتوس، الاستفادة منه لأنه أمضى موسما يتيما مع تشيلسي الإنكليزي. لكن على المستفيد من هذا القانون تسديد “مساهمة تضامن” بنسبة 0.5 بالمئة من راتبه الخاضع للضريبة لتطوير كرة القدم لدى الشباب.
في المقابل، لا يمكن الجمع بين هذه الميزة الضريبية ونظام آخر يرجع تاريخه إلى العام 2017، والذي يستفيد منه النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو القادم إلى يوفنتوس الصيف الماضي. يتعلّق الأمر بـ”ضريبة ثابتة” تسمح للمكلّفين بدفع ضريبة ثابتة من العائدات المُكتسبة في الخارج، على غرار عقود الرعاية، قدرها مئة ألف يورو سنويّا.