نجم الروك الشهير بونو يحكي سيرته المثيرة

مارايكه جريبيل
دبلن - "لا يجب أن أكون هنا/ لأنني يجب أن أكون ميتا"، يبدأ نجم موسيقى الروك الأيرلندي الشهير بونو بهذه الكلمات سيرته الذاتية التي نُشرت مؤخرا بعنوان “استسلام – 40 أغنية وقصة واحدة”.
ويقول القائد الرئيسي في فريق الروك “يو 2”، إن هناك الكثير من الأسباب التي كان من الممكن أن تتسبب في وفاته، وذلك بداية من وقوع هجمات إرهابية بالقرب من مكان تواجده عندما كان في نيس وباريس، واستقلال قطار يمر عبر أوكرانيا للوصول إلى محطة مترو أنفاق في كييف، وتهديدات بالقتل من جانب الجيش الجمهوري الأيرلندي، وغيرها من الحوادث وعمليات الطوارئ.
ويقول بونو، المولود في دبلن باسم بول ديفيد هيوسون في العاشر من مايو من عام 1960 “لقد ولدت بقلب غريب الأطوار”، وهو الأمر الذي يكشف الكثير عنه وعن مذكراته.
ويبدأ كل فصل من فصول السيرة الذاتية الأربعين، برسوم توضيحية رسمها بونو وتحمل اسم أغنية. إلا أن قراءة قصة حياته لا تمثل مجرد مقاطع من أغانيه هو فقط، ولكنها أيضا مقاطع لفنانين آخرين. وبينما يقدم بونو بشكل أساسي سردا من خلال تتابع زمني، يقفز أيضا في الوقت بين الحين والآخر، ذهابا وإيابا، ويستطرد في الحديث من هنا ومن هناك.
ولم يترك بونو (62 عاما) شيئا إلا وتطرق إليه في سيرته الذاتية، بداية من وفاة والدته المبكرة، وعلاقته الصعبة مع والده، وبداياته الموسيقية، ونجاحاته مع فريق “يو 2”، وجهوده من أجل التعامل مع ذلك، وصولا إلى التطرق إلى موضوعات سياسية، مثل حملة “اليوبيل 2000” للإعفاء من الديون، وإطلاق منظمات مثل “آر.إي.دي” و”أو. .إن.إي” لمكافحة تفشي فايروس نقص المناعة البشرية والفقر المدقع، بالإضافة إلى الحديث عن أسرار عائلية ولحظات خاصة أيضا.
ويبدو أنه ليس هناك أحد من المشاهير إلا وكان يعرفه، فلا يقتصر الأمر على مجرد ذكر للاسم عندما يتحدث عن بوب ديلان وبيل كلينتون وبول مكارتني وأنجيلا ميركل وستينج وباراك أوباما وهيلينا كريستنسن ووارن بافيت. ومن بين الآخرين الذين وردوا في سيرته، لوتشيانو بافاروتي، ونيلسون مانديلا، وديفيد باوي، وستيف جوبز، وجوني كاش، والبابا يوحنا بولس الثاني، وفرانك سيناترا ، وبي بي كينج.
ويعلم بونو جيدا أن هناك الكثير من الشخصيات التي كانت مثيرة للجدل في بعض الأحيان، مثل الرئيس الأميركي الأسبق جورج دبليو بوش، إلا أن التواصل معهم كان مهما في إطار الجهود الإنسانية التي كان يقوم بها. كما أنه على دراية بالانتقادات الواسعة التي طالت حملته في عام 2014 لإصدار ألبوم “سونجز أوف إينوسنس” لجميع أجهزة آي فون بأنحاء العالم دون سؤال أي شخص بصورة مسبقة.
ويشغل نشاط بونو الاجتماعي مساحة كبيرة في السيرة الذاتية، وهو أمر منطقي جدا لأن العمل الاجتماعي يشغل مساحة كبيرة في حياته أيضا.
كما يتحدث بونو للقارئ عن مواضيع مثل “الجنس والمخدرات وموسيقى الروك أند رول”، التي تعد إجبارية بالنسبة إلى نجم روك، لأنه، ببساطة، المغني الرئيسي في فرقة باعت 175 مليون أسطوانة في أنحاء العالم. وتعد المخدرات من المواضيع التي أوردها بونو في سيرته الذاتية “الاستسلام”، ولاسيما لأنه يكتب عن عواقبها على الأشخاص المقربين منه.
وبينما ورد موضوع الجنس أيضا في السيرة الذاتية، وإن كان ذلك بصورة هامشية فقط، إلا أن الأمر الأهم بالنسبة إلى بونو، هو الحب، وذلك ليس فقط من النوع الرومانسي، ولكن أيضا من نوع الصداقة. كما تحدث عن حبه لزوجته آلي، التي أهدى لها الكتاب. كما تحدث عن حبه لأبنائه الأربعة ولأعضاء فرقته الموسيقية “يو 2”. أما عشقه للموسيقى، فهو موضوع ثابت على مدار المذكرات المؤلفة من 696 صفحة، بالإضافة إلى حبه للعالم والبشرية.
جدير بالذكر أن “الاستسلام” هي مذكرات تمت كتابتها بشكل جيد جدا، ولم ينأ بونو بنفسه عن النقد، ويخبرنا بأنه يحتاج إلى أشخاص آخرين أكثر مما يحتاجون إليه. كما أنه يعترف بأنه من الممكن أن يكون عنيدا ومزاجيا.