نجاح موسم التخييم يرتبط بنوعية الخيمة المناسبة

الخيام واسعة المساحة للنزهات العائلية على الشواطئ وخفيفة الوزن لمتسلّقي الجبال.
الأحد 2020/06/28
الخيمة بيت متنقل

يعد توفر خيمة مناسبة شرطا أساسيا من شروط نجاح عملية التخييم باعتبارها تحمي من العوامل الجوية المختلفة ومن تقلبات المناخ. ويتوقف اختيار الخيمة المناسبة على نوع الرحلة. وحتى تكون الرحلة موفقة وبلا مفاجآت، يجب أن تتمتع الخيمة ببعض المواصفات المهمة.

ميونخ - يعد التخييم  نشاطا من الأنشطة الترفيهية الخارجية التي يغادر فيها المشاركون بالضرورة مناطق تواجد مساكنهم أو مناطق المدينة نحو الأرياف والمواقع الوعرة لينعموا بجمال الطبيعة ويقضون لياليهم  خارجا، وغالبا في موقع للتخييم.

ويتضمن التخييم عادة خيمة هي أشبه بقافلة أو بيت متنقل على عجلات. وقد أصبح التخييم نشاطا ترفيهيا استجماميا شعبيا في أوائل القرن العشرين. كما أصبح جزءا رئيسيا من العديد من منظمات الشباب في جميع أنحاء العالم، مثل الاستطلاع.

اعتماد على الذات

يستخدم التخييم وفق عديد الخبراء لتعليم الاعتماد على الذات والعمل ضمن فريق. كما يستخدم أيضا كوسيلة إقامة غير مكلفة ماديا للأشخاص الذين ينوون القيام بنشاطات خارجية كبيرة مثل اللقاءات الرياضية والمهرجانات الموسيقية. ويقوم المنظمون عادة بالتزويد بحقل أو مساحة وبعض وسائل الراحة الأخرى.

ويحتاج عشاق التخييم في أحضان الطبيعة إلى خيمة مناسبة تحميهم من العوامل الجوية المختلفة من أجل الاستمتاع برحلتهم. ويتوقف اختيار الخيمة المناسبة على نوع الرحلة، كما ينبغي أن تتمتع الخيمة ببعض المواصفات المهمة لتجنب ما يعكر صفو الرحلة.

وقالت الهيئة الألمانية للفحص الفني إن الخصائص المختلفة للخيام ترتبط من حيث الحجم والوزن وتوفير المساحة بنوعية رحلات التخييم، التي يرغب المرء في الاستمتاع بها.

وأوضحت الهيئة أن النزهات العائلية على شاطئ البحيرة تتطلب خيمة واسعة المساحة، في حين يحتاج المتسلقون فوق الجبال إلى خيمة خفيفة الوزن، بحيث يمكن تجميعها وتفكيكها بسهولة وسرعة.

وبطبيعة الحال يجب أن تكون الخيمة مستقرة وثابتة ومقاومة للعوامل الجوية، بمعنى أن تشتمل على أعمدة مرنة لا تتعرض للكسر في حالة هبوب عواصف، بالإضافة إلى ضرورة توافر أربع نقاط على الأقل لكي يتم تثبيت الخيمة الداخلية والخارجية.

ويمكن لعشاق التخييم الاسترشاد بمعيار “دي.إي.أن” لكي تظل الخيمة جافة من الداخل في حالة هطول أمطار غزيرة، وتبعا لذلك فإن الخيمة ذات عمود مائي 1300 ملم تعتبر مقاومة للماء، إلا أن الهيئة الألمانية تنصح باختيار عمود مائي يبلغ 3000 ملم.

عشاق التخييم بإمكانهم الاسترشاد بمعيار "دي إي أن" لكي تظل الخيمة جافة من الداخل في حالة هطول أمطار غزيرة

وبالإضافة إلى ذلك، يجب أن تكون الجدران الخارجية لأرضية الخيمة بارتفاع 15 سم على الأقل، وأن تبرز باتجاه جدران الخيمة، حتى لا تتسرب المياه إلى داخلها.

وينبغي أن تكون الخياطة بغرز مزدوجة وأن تكون محكمة ضد التسريب، علاوة على أنه يجب على عشاق التخييم إجراء عملية تشبع للخيمة بصورة منتظمة، ويجب أن تعمل السحّابات في الاتجاهين.

وتنصح الهيئة الألمانية باختيار الخيام مزدوجة الجدران؛ نظرا لأن الموديلات المكونة من خيمة داخلية وخارجية توفر المزيد من الحماية ضد الرطوبة، ولكي يتم تدوير الهواء بصورة جيدة، يجب أن تكون هناك مسافة ما بين الخيمة الداخلية والخارجية.

وأضافت الهيئة أنه لابد من توافر فتحتين للتهوية على الأقل في الخيمة، حتى لا تصبح الأجواء خانقة للغاية في ظل الأجواء، التي تسود فيها درجات حرارة عالية، وتضمن الخيمة الداخلية المصنوعة من خليط من ألياف القطن أجواء مريحة بداخل الخيمة، مع ضرورة توافر شبكة على فتحات التهوية للحماية من البعوض والحشرات الأخرى أثناء رحلات التخييم في الهواء الطلق.

ويكتسب التخييم بحمل حقائب الظهر شعبية كبيرة لدى الشباب، خاصة لدى الشباب الذين تتوافر لديهم الإرادة للقيام بتجربة تحدّ. وعلى الرغم من كونها أوفر طريقة من طرق التخييم، هي أيضا من أكثر الطرق صعوبة وأقلها راحة وتنفذ عادة من قبل الأفراد الذين يمتلكون صحة جيدة.

تقول يسرى الشواشي ذات الـ27 عاما الحاصلة على الماجستير في علوم الاقتصاد وإحدى عاشقات التخييم، إنها كونت فريقا في الغرض يضمّ شبابا وفتيات من نفس عمرها تقريبا وزارت معظم المناطق السياحية ذات الطبيعة الخلابة في تونس، وخاصة مناطق شمال غرب البلاد المعروفة بجبالها وتضاريسها الوعرة وخضرتها الدائمة.

وأكدت لـ”العرب” أنها تقضي ليالي معدودة في التخييم وسط الغابات سلاحها خيمة وحقيبة ظهر وبعض الأدوات الأخرى كحافظة طعام، وكرسي قابل للطي، مشيرة إلى أنها ورفاقها يحصلون على إذن أمني قبل مغادرتهم منازلهم نحو مواقع التخييم، وذلك ليتكفل حراس الغابات بحمايتهم من أي مخاطر.

تجاوب مجتمعي

 الخصائص المختلفة للخيام ترتبط من حيث الحجم والوزن وتوفير المساحة بنوعية رحلات التخييم، التي يرغب المرء في الاستمتاع بها
 الخصائص المختلفة للخيام ترتبط من حيث الحجم والوزن وتوفير المساحة بنوعية رحلات التخييم، التي يرغب المرء في الاستمتاع بها

كان التخييم في تونس حكرا على الأنشطة الكشفية فقط، إلا أن الشباب بعد ثورة يناير 2011، عملوا على تطويره وأصبحوا يتشاركون في التعريف به عبر مواقع التواصل الاجتماعي ما خلق نوعا من التجاوب المجتمعي حول هذا النشاط.

ويشمل التخييم كنشاط رئيسي التنزه والمشي لمسافات طويلة مع انتشار مفهوم السياحة الصديقة للبيئة. وقد سبق المشي لمسافات طويلة في الطبيعة كوسيلة ترفيهية ورياضية في ذات الوقت، وانتشر هذا النشاط الذي بات تدريجيا أكثر المحطات المحببة للشباب.

وما فتئ نشاط التخييم  يلقى رواجا كبيرا بين صفوف الشباب في تونس خاصة وأن إحدى الشركات العالمية المختصة في بيع لوازم التخييم قد فتحت فرعا لها في البلاد ما جعل جميع الأدوات الخاصة به من أحذية جبلية، وبناطيل غير قابلة للبلل متوفرة.

ويعتبر التخييم فرصة للاستمتاع بمكوّنات الطبيعة والهروب من نسق حياة المدينة بصخبها إلى حياة الريف بهدوئها، كما يعتبر فرصة للتعارف وتبادل الأفكار والخبرات. ويتعلم المخيمّون خلال رحلاتهم تقنيات الحياة في البراري وكيفية التعامل مع مكونات الطبيعة مثل المياه، والأشجار وتحديدا طرق استغلالها دون الإضرار بالطبيعة.

وقد عملت التطورات التكنولوجية والاهتمام المتزايد بالتخييم على إدخال تطورات في الأدوات التي يحملها الأشخاص في حقائب الظهر. وأنتجت العديد من الشركات المتخصصة بالتخييم كما واسعا من الأدوات خفيفة الوزن.

كما عملت التكنولوجيا الحديثة على تطوير الراحة العامة وسهولة حمل الحقائب بشكل كبير، وتوفير تجهيزات المطابخ المصنوعة من التيتانيوم، والأقمشة الصناعية الخفيفة للغاية، وحقائب النوم. السفلية التي صنعت لحمل خفيف جدا.

21