نثق بأدائك.. فكن أول الناظرين للمصحلة العليا

إلى رئيس الوزراء.. شعب الكويت متفائل بوجودك في هذا المنصب ويريد منك أن تقود قاطرة الإصلاح ومن المؤكد إن سرت في طريق النهوض سيكون الشعب الكويتي هو أول داعم لك.
الأربعاء 2023/08/02
التعاون بين سلطات ومؤسسات الدولة المختلفة أساس لأي عمل وطني ناجح

تشكلت حكومة الكويت الجديدة للمرة الخامسة في عام واحد، بعد اختيار أعضاء مجلس الأمة 2023، وبدأت أولى خطوات تشكيل الحكومة وتكليف الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح بمنصب الرئاسة، ليقوم بدوره في تجهيز مرشحين كأعضاء بالحكومة الجديدة، وعرض أسمائهم على الأمير نواف الأحمد، ثم إصدار مرسوم تعيينهم.

ومن هنا لزم على كل وزير تولى منصبا في هذه الوزارة الجديدة التي جاءت بعد مناوشات وأزمات كبيرة بين الحكومة ومجلس الأمة في السابق، أن يعلم أن على عاتقه أمانة ومسؤولية ويسعى بكل ما أوتي من جهد وفكر للمحافظة على مصالح الكويت وشعبها الغالي، وأن ينحي الجميع الخلافات جانبا، ويعملون كجسد واحد يشد بعضه بعضا، لإنجاز الخدمات وتحقيق حياة سياسية تتناسب مع آمال وطموحات المرحلة العصيبة للخروج منها بنجاحات وإنجازات ملموسة على أرض الواقع.

وعلى الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء، قيادة الدفة في هذا المجلس لتوفير العيش الكريم للشعب، والعمل الدؤوب لمواصلة مسيرة الإصلاح والوعي الكامل واليقظة التامة، وترسيخ دولة القانون والمؤسسات، وتجسيد العدالة والمساواة، ووضع مصلحة الكويت فوق كل اعتبار.

بعد أن يعرف رئيس الوزراء وحكومته أولى المهام الشخصية، عليهم جميعا أن ينقوا النفوس حتى يستطيعوا التعايش مع مجلس الأمة – الذي أيضا على نوابه تنقية النفوس وإعلاء مصلحة الكويت وشعبها – ففي هذه الحالة يمكن تحقيق التعاون الفاعل مع البرلمان والتغلب على الجمود الذي خيم على الحياة السياسية، بسبب الصدام بين الحكومة ومجلس الأمة الذي كان سببا رئيسيّا في إشعال فتيل الفتنة وإغراق سفينة الوطن في غياهب الأزمات السياسية والاقتصادية.

◙ لزم على كل وزير تولى منصبا في هذه الوزارة الجديدة أن يعلم أن على عاتقه أمانة ومسؤولية ويسعى بكل ما أوتي من جهد وفكر للمحافظة على مصالح الكويت وشعبها

إلى رئيس الوزراء.. شعب الكويت متفائل بوجودك في هذا المنصب الحساس، ولكن يريد منك أن تقود قاطرة الإصلاح في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والرياضية وغيرها. ومن المؤكد إن سرت في طريق النهوض، سيكون الشعب الكويتي أول داعم لك في البلاد.

وعليك أن تضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه أن يشعل فتيل الفتنة بين الحكومة ومجلس الأمة، ومن يريد أن تكون الخلافات واقعة دائما بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، لأن هؤلاء القلة الذين يدعون حب الوطن لا يريدون إلا أن تكون الخلافات قائمة ومستمرة، حتى يحققوا أفضل مكاسب شخصية على حساب مصلحة الوطن وأبنائه.

فإن ترسخت قواعد العمل المشترك البناء القائم على تقديم المصلحة الوطنية العليا، وإزالة العقبات ومعالجة التحديات من أجل النهوض معا لرفعة البلاد، حينها يمكن تحقيق الإنجازات والنجاحات في المجالات كافة.

نؤكد أن التعاون بين سلطات ومؤسسات الدولة المختلفة أساس لأي عمل وطني ناجح، وهو الأسلوب الأمثل لإنجاز كل القضايا المهمة التي تهم الوطن والمواطنين، وعلاقة مجلس الوزراء مع مجلس الأمة علاقة شراكة؛ لمصلحة الوطن والمواطن الكويتي.

أقسم لكم، لا مجال لتضييع الوقت والجهد والإمكانات في تصفية الحسابات، فإن ما شهدته بلادنا الحبيبة خلال السنوات الماضية من تدهور عانى منه الجميع، كان بسبب الخلافات وغياب التعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، وها نحن نعيش فرصة جديدة يمكن من خلالها العمل والإصلاح ودفع مسيرة الإنجاز.

وأختم مقالي بقوله سبحانه وتعالى: “وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ”.

9