نتيناهو على نهج ترامب: هجمات متبادلة مع الصحافيين عبر تويتر

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تقدم بدعوى قضائية ضد، الصحافي بن كاسبيت، واتهمه "بترويج مزاعم كاذبة، ولا أساس لها من الصحة".
الأربعاء 2018/12/26
بن كاسبيت تناول نتنياهو في مقالات في صحيفة معاريف

 القدس – وجه صحافيون إسرائيليون انتقادات حادة إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بعد أن قاضى صحافيا إسرائيليا، اتهمه بالفساد.

وقدم نتنياهو الأحد دعوى قضائية ضد بن كاسبيت، الصحافي في جريدة “معاريف”، مطالبا بتعويض قيمته 53 ألف دولار بعد اتهامه “بترويج مزاعم كاذبة، ولا أساس لها من الصحة”.

وكتب نتنياهو في تغريدة على حسابه في تويتر، الأحد “بن كاسبيت، الكاذب، الذي يضطهدني وعائلتي لعقود، سيتعين عليه الدفع مرة أخرى”. وأضاف “قبل بضعة أشهر فقط، أُجبر بن كاسبيت على الاعتذار ودفع تعويضات لزوجتي سارة، عن قصة زائفة نشرها ضدها، يوم الجمعة الماضي قام بنشر أوهام أخرى ضدي”. وتابع نتنياهو “لو كان بن كاسبيت مهتما أكثر بقليل بأسرته، بدلا من مطاردة أسرتي، فلربما لم تكن هناك هذه القضية المؤسفة”.

واستعان نتنياهو في تغريدته بصورة لخبر نشر في العام 2001، أشار إلى التحقيق مع أوري كاسبيت، شقيق الصحافي، بتهمة الاحتيال.

وكتب بن كاسبيت في تحقيق الجمعة الماضي، أن عضو الكنيست من حزب ” الليكود” الذي يتزعمه نتنياهو، ميكي زوهار، قدم منح فائدة تقاعدية بقيمة 1.6 مليون دولار إلى المستشار القانوني للكنيست، إيال ينون، قبل فترة وجيزة من موعد استقالته من منصبه.

وأشار إلى أن ينون هو صديق عميت ماراري، نائبة المدعي العام والمسؤولة عن الشؤون الجنائية، وتشارك في تحقيقات الفساد مع نتنياهو. واعتبر بن كاسبيت ذلك محاولة غير مشروعة للتأثير على نتائج التحقيقات في شبهة الفساد مع نتنياهو.

وأثارت تغريدات نتنياهو ردود فعل غاضبة في أوساط الصحافيين والمعارضة الإسرائيلية.

وكتب يعقوف كاتس، رئيس تحرير صحيفة “جروزاليم بوست” الإسرائيلية، في تغريدة على حسابه في تويتر، الاثنين ”من حق رئيس الوزراء نتنياهو مقاضاة الصحافيين تماما كما أن من حق بن كاسبيت الكتابة عن رئيس الوزراء وانتقاده”.

وأضاف “من المحزن أن نرى كيف يصل زعيم إسرائيل إلى هذه المستويات المنخفضة، ويشن هجمات شخصية على عائلة صحافي، للأسف فإن هذا يخبر عن نتنياهو أكثر منه عن بن كاسبيت”.

وأضاف كاتس “هذه الدعوى هي محاولة لإسكات المنتقدين والنقد، إنها مجرد عينة صغيرة لما ستبدو عليه حملة الانتخابات المقبلة لنتنياهو، الاستعداد لحملة ‘وسائل الإعلام هي العدو’ لعام 2019”.

وتذكر هذه الهجمات المتبادلة بين نتنياهو وكاتس بالحرب المشتعلة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والصحافيين المنتقدين له، لا سيما أن ترامب دأب على استعمال حسابه على تويتر لانتقاد وسائل الإعلام والصحافيين واتهامهم بالكذب وبأنهم عدو الشعب.

أما باراك رافيد، المراسل السياسي في القناة الإسرائيلية العاشرة، فكتب في حسابه في تويتر “في هذه الفترة الأمنية المعقدة والحساسة، يجد رئيس الوزراء ووزير الدفاع ووزير الخارجية، الوقت للعثور على مقالات منشورة عام 2001 من أجل مهاجمة أحد الصحافيين، من اليوم قولوا: نتنياهو قوي ضد بن كاسبيت”.

ومن جهتها، فقد كتبت زعيمة المعارضة الإسرائيلية تسيبي ليفني في تغريدة على تويتر إن “موقف نتنياهو والإشارة إلى شقيق صحافي أكثر عارا من أي شيء، يمكن لأي شخص الكتابة عنه وعن سلوكه، متدن وقبيح، هذا هو الشخص الذي يتخذ القرارات حول حياتنا ومستقبلنا”.

أما زعيم حزب “هناك مستقبل” المعارض يائير لابيد، فكتب في تويتر “هجوم نتنياهو على شقيق بن كاسبيت هو قاع النفق، نقتبس نتنياهو نفسه: نحن لا نشرك العائلة”.

وبدوره، أشار بن كاسبيت على حسابه في فيسبوك إلى وجود حملة تضامن واسعة معه. وقال في إشارة إلى إعلان إسرائيليين استعدادهم للتبرع ماليا من أجل دفع قيمة الدعوى التي رفعها نتنياهو “لا حاجة إلى التبرعات، كل شيء على ما يرام، هذه الدعوى لن تصل إلى المحكمة”.

وأضاف بن كاسبيت “الأمر الأكثر غرابة وربما المثير للقلق هو حقيقة أن رئيس وزراء إسرائيل تحت رمز الشمعدان وعلم إسرائيل، نشر تشويها لأحد الأقارب الذي ليست له علاقة إطلاقا بالقضية”.

18